ضيق حال ، سنوات عجاف وحرب من الله ،،،


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال / 10-03-2018

 

قد يكون العام الحالي والعام الذي سبقه من أصعب الأعوام التي مرت علينا آ ،، فقد أصبح ضيق الحال آ والضنك الإقتصادي الصفة المصاحبة لمعيشة المواطن الأردني .

فمنذ سنوات طويلة جداً لم يمر بلدنا بهذا آ الركود الإقتصادي والفقر والجوع آ وهذا الضنك في العيش ، فالجميع يشكو من ضيق الحال ، ولا تكاد ترى عائلة أردنية آ أوآ  أصحاب محال آ تجاريةآ  أو موظفين آ إلا ويؤكدون آ أنآ  ضيق الحال آ والفقر الذي يمرون فيهآ  يكاد يكون الأصعبآ  بين كل الأزمات التي مرت على بلدنا منذ عدة عقود .

على كل فالجميع أصبح على ثقة أن أسباب الأزمات الإقتصادية التي يمر فيها بلدنا هي ناتج طبيعي للحروب والصراعات التي تجري في المنطقة ، إضافة الى قلة موارد بلدنا وإعتمادهآ  على المساعدات الخارجية التي توقف الكثير منها ،، ما دعا الحكومات الأردنية الى تعويض كل ذلك من خلال رفع الأسعار والضرائب التي تفرضها على المواطن الأردني بين الحين والأخر ، وهو ما جعل المواطن الأردني يعاني الأمرين جراء كل هذا التضييق الذي يعاني منه .

من جانب أخر فإن عدم قيام المواطن الأردني الى غاية الآن آ بالإعتماد على نفسه ، والمساهمة في تحسين دخله من خلالآ  الإعتماد على بعض المنتجات المنزلية كما كان يفعلآ  المواطن السوري آ مثلاً ،حيث كنا نسمع أن الكثير منآ  أهالي المحافظات السوريةآ  وبسبب الظروف الٌإقتصادية الصعبة التي مرت عليهم آ آ كان يعتمدون بشكل أساسي على ما كانوا ينتجونه داخل منازلهم من مواد تموينية وغيرها ،، وهذا ما سهل عليهم التغلب على الأزمات الإقتصادية المتلاحقة ، بل إن سوريا أصبحت في وقت من الأوقات من أكثر الدول المصدرة لكثير من المواد التموينية .

آ

الكثير أيضاً آ من أسرنا وعائلاتنا الأردنية ما زالت تعيش بعيداً عن الواقع ، وبعيداً عن تقدير الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يمر فيها بلدنا ،، وكثير من عائلاتنا ما تزال تعيش حياة مليئة بالترف ، والكثير منها لم يفكر لغاية الآن بإيجاد وسيلة أخرى آ للعيش والإعتماد على النفس آ بعيداً عن الأسلوب السهل الذي يتبعه غالبية أبناء الوطن آ وهو اللجوء للقروض وخاصة القروض الربوية منها ،، وهنا تبدأ معاناة هذه الأسر فبعد آ فترة بسيطة من اللجوء الى البنوك آ تبدأ المعاناة الحقيقية في السداد وخاصة أن غالبية هذه المبالغ التي يقترضها المواطن الأردني تنفذ بسرعة الريح ،، والأدهى والأمر من ذلك لجوء الكثير من السيدات الأردنيات الى القروض وهي ظاهرة غريبةآ  على مجتمعنا آ لم تكن موجودة آ في السابق ،حيث أصبحنا وللأسف الشديد نرى ونشاهد كثير من الأردنيات في السجون جراء عدم مقدرتهن على السداد .

أخيراً أنا على ثقة أن التضييق على المواطن الأردني من قبل الحكومات الأردنية آ المتعاقبة هو أحد الأسباب الرئيسية آ لضيق العيش الذي نعاني منها ،، ولكنآ  المطلوب من المواطن الأردني في ظل هذه الظروف القاهرة والسنوات العجاف التي نمر فيها آ أن يتخلى بعض الشىء عن حياة الترف التي يعيشها وأن يلجأ الى الإنتاجآ  والبعد عن القروض بشتى أنواعها آ وخاصة آ الربوية منها ، آ فسبب مصيتنا آ وضيق الحال آ والتخبطآ  الذي نعيشه و نمر فيه هو الربا آ وهذا واضح في كتاب الله آ عز وجل حينما قال ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ).

فلا تنتظروا من أي حكومة أردنية الفرج والحل لأزماتنا الإقتصادية المتلاحقه وضيق الحال الذي نعيشه ، وإختفاء البركة من حياتنا ، والضياعآ  الذي نعيشه ،، الحل يكمن فقط آ في آ أن نتقي الله في جميع أمورنا وأن آ نعود كما كان الأباء والأجداد آ يأكلون مما يزرعون ، وأن نتخلى بعض الشىء عن حياة الترف التي نعيشها ،، والأهمآ  منآ  كل شىء أن نبتعد عن الربا الذيآ  إن لم نتركه سنبقى نواجه الحرب آ آ من آ الله عز وجل .

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.