طوق النجاة في تمتين جبهتنا الداخلية….


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال /  19-06-2020

يمرّ الأردن شأنه شأن غيره من دول المنطقة والعالمآ  في هذه الأيامآ  بظروف استثنائية صعبة ومعقّدة للغاية، يكاد لم يمر فيها من قبل وخاصة في ظل أزمة كورونا التي ألحقت خسائر لا حصر لها بالاقتصاد الأردني المنهك أصلاً جراء عدم وجود موارد حقيقية وكذلك جراء توقف العديد من المساعدات العربية والدولية.آ 

آ 

الأمر الآخر الذي زاد من التحدّيات التي تواجهآ  بلدنا الحبيب هي تلك الهجمة الشرسة التي نتعرّض كل يومآ  من المحيط الملتهب بالأردنآ  وعنجهية الكيان الصهيوني الغاصب إضافة إلى الضغوط التي تمارس على الأردن للقبول بالأمر الواقعآ  وتصفية القضية الفلسطينية والقبول بالحلول المطروحة من جانب أمريكا ودولة الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى تحديات أخرى تتعلقآ  ببعض من أبناء جلدتنا الذين أصبحوا يشككون بكل شيء في وطننا الغالي ، بل ووصل بهم الأمر إلى أنهم يؤكدون صباح مساء أن الوطن على حافة الإنهيار، رغم أن الأمور تُشير إلى أننا في الأردن نسير في الاتجاه الصحيح، وأن بلدنا بعون الله تعالى ينتظره مستقبل واعد ومزدهر رغم كل حملات التشكيك التي يقودها بعض من يظنون أنفسهم أوصياء علينا وعلى وطننا الغالي.آ 

آ 

ولمواجهة كافة هذه التحديات الداخلية والخارجية فأنني أقترح على أصحاب القرار في وطننا الغالي وعلى حكومتنا تعزيز وتمتين جبهتنا الداخلية، وأظن أيضاً أنه لا حل لنا إلاآ  بذلك لنتمكن من مواصلة الوقوفآ  بوجه كافة هذه التحديات، وفي هذا المجال أقترح ما يلي:

آ 

أولاً : الرجوع عن بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة خلال أزمة كورونا ، وهذا لا يعيبهاآ  ولاآ  أعتقد أنه ينقص من هيبتها لطالما أن الأمر فيه مصلحة وطنية عليا ، وخاصة في مجال الزيادات على رواتب الموظفين التي أعلنت الحكومة وقفها حتى نهاية العامآ  الحالي،آ آ  وأعتقد أن الحكومة باتخاذها هكذا قرار سيصب بالتأكيد لصالح تمتين جبهتنا الداخليةآ  وقطع الطريق على كثير من المشككين الذين لا يريدون بناآ  وبوطننا خيراً.

آ 

ثانياً:آ  الإفراج عن كافة من تم اعتقالهم على خلفية قضايا الرأي وحرية التعبير ، ووقف التهديد بقانون الجرائم الالكترونية ، مع التأكيد على أنه لا يمكن القبول بالإساءة واغتيال الشخصيات التي أصبحت مهنة وعمل الكثير في ظل الانتشار الكبير لوسائل التواصل الإجتماعي.

آ 

ثالثا: الجيش ومديرية الأمن العام ودائرة المخابرات العامة، أجهزةآ  وطنيةآ  يجب أن تحظى دائماً بالدعم والمساندة لأنها الضمانة الحقيقية لأمن واستقرار الوطن ، كما أنه ليس مقبولاً على الإطلاق التشكيك بدور هذه الأجهزة الوطنية وقادتها من قبل البعض.

آ 

رابعاً: من الضروري أن تقوم الحكومةآ  بوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وعدم تحييد الكفاءات والخبرات الأردنية ، ومن الضروري قطع الطريقآ  على كل مسؤول مهما كانت صفتهآ  ووظيفته إن لم يلتزم بذلك.

آ 

خامساً: ستبقى عملية محاربة الفساد الشغل الشاغل للأردنيين ، فالمطلوب من الحكومة والدولة بكافة أجهزتها محاربة هذه الظاهرة وعدم التهاون بذلك مهما كانت التحديات والصعاب، ومطلوب من العشائرآ  عدم مناصرة الفاسدين ، كما أن على الحكومة عدم الكيل بمكيالين ، وأن تحاسب جميع الفاسدين الذين عاثواآ  بالأردن ظلماً وفساداً ، وأن لا تكون العملية فقط لتصفية الحسابات وتشويه صورة وسمعة البعض.

آ 

سادساً:آ  المواطن الأردني أصبح بأمس الحاجة ليسمع أخبار سارة ومفرحة، وخاصة بعد هذه السنوات العجافآ  والأوضاع الاقتصادية الصعبة جداً التي أتت على الأخضر واليابس ولمآ  تبقي وتذر للمواطن أي شيء من حطام هذه الدنيا ، لذلك على الحكومةآ  أن تبادر الآن وتقدم للشعب الأردني ما يسره وبسعده ويحسّن من أوضاعه الاقتصادية.

آ 

سابعاً: كلنا ثقة بسيد البلاد حفظه الله ورعاه وبجميع خطواته على الصعيدين الداخلي والخارجي ونحنآ  بإذن الله تعالى معه بكلآ  قوه، ونأمل من الحكومة أن تكون على قدر ثقة جلالة الملك و المسؤولية والتحدي الذي يواجه بلدنا الحبيب ، فالأمور ستزدادآ  صعوبة إن لمآ  تسعى الحكومة إلى تعزيز جبهتنا الداخليةآ  وقطع الطريق على كل من لا يريد بنا وبوطننا خيراً ،آ  فالأردنآ  الغالي يستحق منا جميعاً أن نضحي وأن نقدم له الغالي والنفيس ليبقى واحة أمن واستقرار وقصة نجاحآ  نفاخر فيها الدنيا .

آ 

حفظ الله الوطن وقائد الوطن ، وجنبناآ  الفتن ما ظهر منهاآ  وما بطن ، وأساله تعالى أن يرد كيد الكائدين والحاقدين من أمثال كوهينآ  وغيرهآ  إلى نحورهم.

آ 

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.