عبدالرزاق الدلابيح ،، بأمان الله يا شهيد الوطن والواجب


منذر محمد الزغول

=

كل من عرفه عن قرب ، يعرف أنه لم يكن في أي من أيام حياته من عشاق الدم  والعنف ، كان رحمه الله من أنبل وأطيب الناس ، شاب خلوق عمل واجتهد على نفسه كثيراً ، صال وجال في ميادين العلم والعمل ،  خرج من قرية أردنية بسيطة ، طيبة كطيبة أهلها وأرضها ، كان في كل موقع يعمل فيه يترك أثراً  ورصيداً كبيرا من المحبة بين الناس ، حتى في تلك المحافظة الأردنية العزيزة التي قضى فيها أخر أيام حياته خيمت حالة من الحزن الشديد  على وفاته ، كيف لا وهو الذي كان نعم الأخ والصديق للجميع  ورجل الأمن المخلص المتفان في عمله ، كان يقصده الجميع ولم نسمع عنه إلا كل خير ، بابه مُشرع  لكل صاحب حاجة  وقضية عادلة . 

يغادرنا  اليوم  الفارس الأردني الشهم الأصيل  العميد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح  ليلتحق بركب شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم  رخيصة من أجل أن يبقى هذا الوطن حراً عزيزا مُهابا مُصاناً ، وقد والله سمعت شهادات عن نبل وأخلاق عبدالرزاق  الدلابيح ما تعجز  الكلمات عن وصفه ، حتى أنه كان رحمه الله  في أخر أيام حياته  يُزيل الحجارة والإطارات المشتعلة من الطرق  بنفسه ، بل كان أيضاً يحاور الجميع وخاصة المضربين  بكل إنسانية وابتسامة جميلة لم تكن تُفارق مُحياه ، كان جُل همه رحمه الله  أن لا تراق قطرة دم أردني واحدة في هذه الفتنة  ، عمل واجتهد ، أحب الوطن بكل تفاصيله  ، لكن قدر الله ما شاء وفعل ، وكان أول دم يُراق في هذه الفتنة العظيمة  دمه الطاهر النقي الزكي .

اليوم دماء وروح شهيدنا الفارس البطل عبدالرزاق الدلابيح  توحد الأردنيين  جميعا من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه ، ولا أظن أن هناك أي بيت أردني لم يحزن على فراق هذا الشاب المتوقد حماسة ، فاليوم ونحن نودعك يا أبا محمد  فإنما نودع بطلاً  مقداماً شجاعاً من أبطال الأردن الغالي ، سنبقى نتحدث عنه في مجالسنا طويلاً ، كيف لا وروحه الطاهره ودمه الزكي النقي  وحدنا اليوم ، كما هو حال عشيرته الضارب جذورها في التاريخ  وحدتنا اليوم وضربت لنا أروع الأمثلة في الصبر والإحتساب والحفاظ  على مُقدرات الوطن ، فكانوا بالفعل كما هم دائما المدرسة التي نتعلم منها حب الوطن والتفان  من أجله.

بأمان الله يا شهيد الوطن والواجب عبدالرزاق  الدلابيح وأنا واثق بإذن الله  تعالى أنك  ممن قال فيهم رسول الله صلوات عليه وسلامه (عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)

فالى جنات الخلد بإذن الله تعالى  أيها الفارس الأردني الشهم الأصيل  (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)

ولا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

 

والله من وراء القصد،،

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.