عبد الباري عطوان سيهزم الجمع ويولون الدبر


مهدي مبارك عبدالله

=بقلم / مهدي مبارك عبد الله

بتحريض صهيوني ممنهج وحقد يهودي مبيت شنت قبل أيام قليلة صحيفة جويش كرونيكال الاسبوعية اللندنية التي تعد من أضخم الصحف الداعمة للاحتلال الإسرائيلي هجوماً خسيسا على الكاتب السياسي رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم الالكترونية الاستاذ عبد الباري عطوان الصحفي والمفكر العربي الالمعي والقامة الوطنية والقومية الغنية بالتجارب والمواقف والدروس والعصي على كل محاولات الترهيب والتخويف والتدجين والاحتواء خاصة بعدما هددته ادارة الصحيفة المشبوهة بالملاحقة القانونية بتهمة دعم الإرهاب

الهجوم والاستهداف الإعلامي الغادر جاء بعد بث عطوان شريط فيديو في قناته الخاصة في يوتيوب تحدث فيه عن العمليات الفدائية الاربعة التي هزت أعماق قلب إسرائيل في فترة لم تتجاوز أسبوعين وأدت إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة العشرات فضلا عن الفزع والهلع الذي أصاب جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين

جوناثان ساكيردوتي المحرر المشهور في الصحيفة اعلاه عقب على مقطع الفيديو في اليوتيوب بقوله الواضح ان عطوان اظهر احتفاله بمقتل ثلاثة إسرائيليين في تل أبيب باعتبارها معجزة وقد يكون في ذلك خرق لقانون مكافحة التشجيع على الإرهاب في بريطانيا كما انتقد وصف عطوان لمنفذ عملية تل أبيب بالشهيد البطل وطالب بمحاكمته وكذلك انتقد إدارة يوتيوب التي سمحت بنشر الفيديو الذي تم حذفه بعد أربعة أيام من عرضه ومشاهدته أكثر من نصف مليون مرة

الصحيفة المتواطئة ذاتها نقلت عن اللورد كارلايل الذي قالت إنه متخصص بتشريعات مكافحة الإرهاب قوله إن تصريحات عطوان المليئة بالعاطفة الهستيرية خطيرة ويجب فحصها من قبل الشرطة بسبب احتمال انتهاكها المادة الأولى من قانون الإرهاب البريطاني وهنا نتساءل باستغراب لماذا هذه الازدواجية الغربية عامة والبريطانية خاصة في المعايير بشأن التمييز بين مقاومة الاوكرانيين الابطال للغزو الروسي ومقاومة الفلسطينيين الارهابيين للاحتلال الصهيوني

كاتب المقال النزق دس السم في الدسم حين ادعى ايضا بان عطوان سبق له ان شبه الإسرائيليين بالفئران والقتلى والجرحى في عملية تل أبيب الأخيرة بان معظمهم ليسوا مدنيين وإنما عسكريين ورجال أمن حاليين أو متقاعدين ( احتياط ) حيث تصل عقوبة التهم الملفقة المذكورة سابقاً إلى 15 عام سجن فعلي إذا جرى تقديم عطوان للمحاكمة وتمت إدانته وهو امر مستبعد قضائيا

الحملة التحريضية البائسة التي تقودها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من خلال تهديدها عطوان بالمحاكمة تهدف الى الانتقام والترهيب وتكميم الأفواه وإسكات كل صوت حر وشريف يفضح الاحتلال البغيض وينتقد جرائمه البشعة ويدعم حق الشعب الفلسطيني ويناصر قضيته العادل

عبد الباري عطوان عملاق الصحافة العربية الفلسطيني ذو الأصول اليمانية الطود الشامخ والجبل الذي لا تهزه الريح ابن مخيم غزة الصامد الذي سلب الاحتلال أرضه وتركه يعانى التشريد من حقه الطبيعي والشرعي والقانوني الدفاع عن وجوده حين قال بملء الفم والعقل والقلب والدم شموخ وجراءة وعنفوان وهو يستهدف وتشوه صورته وتحاك ضده المؤامرات الدنيئة أعاهد أهلنا وشهداءنا وأسرانا وكل الشرفاء في الأمتين العربية والإسلامية في كل أنحاء العالم أن التهديدات الإسرائيلية لن ترهبني ولن تكتم صوتي ولن أركع امامها أو أستسلم لها وسأظل في خندق المقاومة والعدالة وما الحياة الا وقفة عز ولحظة رجولة يسجلها التاريخ في اصنع صفحاته

كما خاطب عطوان بذات النفس القوي والتأثير الشامل والعقلانية اللافتة أحرار العالم مبينا لهم ان أمنية الحرية مشتهاة لكنها مكلفة الثمن وان شجرتها لا تسقى بغير الدماء الزكية وأننا أقسمنا ان نكون مشاريع شهادة في سبيل ما نعتقد ونؤمن بأنه الحق وسنبقى نكتب من اجل وطننا واستقلاله وحريته ومستقبل اجياله حتى لو لم نجد غير أظفارنا وجدران مقابرنا أدوات للتعبير والنشر واما الانتصار او الاندثار ولا قرت اعين المحتلين والغزاة الجبناء

استهداف عطوان اليوم لا ينفصل عن محاولات الصهيونية المستمرة والهادفة الى تهميش حضور القضية الفلسطينية المتعاظم في أوساط الرأي العام العالمي والغربي عموما والبريطاني خصوصا والتهديدات الرعناء هي في حقيقتها تعبير عن الشعور الصهيوني وادواته بالعجز عن تحمل تبعات الحد الأدنى من مساحة التعبير المتاحة في الغرب لنشر حقيقة ما يجري في فلسطين وتعريف الرأي العام الغربي على هذه الحقيقة المجردة بعيداً عن التشويه والتحريف الصهيوني المعتاد والمدعوم بحملات التزوير المبرمجة من بعض الحكومات الغربية المنحازة للاجتلال

التضامن الشعبي مع المثقف المشتبك والشخصية الإعلامية والثقافية العربية المؤثرة عطوان واجب وطني وقومي ملزم ومسؤولية مشرفة لجميع احرار العالم ومناضليه باعتباره قضية حرية رأي أولا وهم كبير لكل إعلامي ومغرد وناشط لأنه كلما شعر الصهاينة بأن حملاتهم ترتد عليهم بالفشل والعزلة وعدم الاستجابة تراجعوا في تهديداتهم وحساباتهم ومخططاتهم وكلما نحن نجحنا في توفير الحصانة والحماية لرموز وطنية اصيلة لا يسهل تعويض خسارة مكانتها كما هو الحال مع عبد الباري عطوان كلما نكون قد أسهمنا في حماية منصات ومنابر وشخصيات أخرى لا زالت تكرس نشاطها للدفاع عن فلسطين وكشف عورة المحتلين

ولهذا فأننا نعلن بقوة وثبات واصرار وقفتنا وتضامننا مع الأستاذ عبدالباري عطوان صاحب الكلمة الحرة الذي لا يخشى الاغتيال ضد الهجمة الإعلامية القذرة وغير المسبوقة من قبل الكيان الصهيوني الذي يحارب الاعلام الحر الكاشف لغطرسته وممارساته الارهابية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل صاحب الارض والحق

الحركة الصهيونية والمنظمات اليهودية العالمية ( شذاذ الآفاق وحفاة الضمير ) يتهموننا بالإرهاب وهم محتلون أسسوا الإرهاب ودعموه وقادوه منذ فجر التاريخ مع العصابات الاجرامية الاولى وهدفهم من ذلك إسكات الصوت الحر والشجاع لـ عطوان أحد رموز النضال الفلسطيني لمجرد انه قال الحقيقة ولهذا فان من حقه الوطني والقومي والدولي الحصول على حماية الجميع ومنعهم من الوصول اليه وعدم السماح لهم بتحويل الضحية إلى مجرم والمجرم إلى ضحية بحسب السردية اليهودية المزورة

من زاوية الذاكرة الحية لا يمكن الفصل بين عبد الباري وفلسطين ليس لمسألة الجنسية الفلسطينية فحسب بل لأنه من أكثر الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية على مدى نصف قرن مضى انسجاما مع هذه الهوية وان إقامته في بريطانيا لم تنل لحظة واحدة من هذا التماهي بل حولت مساحاته المتعددة الحضور مساحات دعم ومساندة لقضية فلسطين وتمكسه برموزها والتزامه بجعلها عنواناً دائماً لسعيه وكتاباته وإطلالاته في كل محفل

لا تتركوا عبد الباري عطوان الملتحم بأرضه وشعبه وحيداً يواجه الارهاب والحقد والكراهية الصهيونية فهو بحاجة الى موقف صادق يقوم على أساس أن الغرغرينا التي تصيب الإصبع من الممكن أن تأتي على اليد وقد تتمدد إلى باقي الجسد إذا لم ننتبه للوقاية والرعاية والحماية من شرور الصهاينة التي طغت واستبدت وتمادت في البغي والاستهداف والترهيب

عطوان الان بحاجة إلينا جميعاً لأن الفوهة انفتحت والبركان بدأ يقذف جحيمه فلابد من دعمه وإنقاذه بوقفة غضب ومناصرة شريفة في كل المنابر والميادين ومواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يأتي يوم يستفردون بشخص غيره ونحن نسير وراء القطيع المعصوب العيون الذي يسير خلف من يوفر له الماء والكلاء لا ندري ما يحاك لنا وما يدور حولنا

نعلم ان عطوان يمتلك القوة والجراءة والحق حيث لم تؤثر فيه حتى أصعب الأزمات وهو شخصية حرة ومنسجمة مع نفسها وقناعاتها لا تحب المجاملات ولا النفاق الاجتماعي ولا تعبأ كثيراً بمخالفة الرأي العام أو الاتجاهات العامة خلال الحديث والطرح والتحليل وإبداء الرأي ضد احتلال فلسطين ومدى شرعية إسرائيل فالوطن عنده مسؤولية وامانة وليس تجارة تخضع للربح والخسارة او المكاسب والمناصب

بقي ان نقول ما أصعب ان يجد الفارس النبيل نفسه فريسة او اسيرا وكم إمعة ناعق اعتلى جبل شاهق ومع كل هذا وذاك سنبقى مع عبد الباري عطوان وكل شرفاء واحرار الامة قلبا وقالبا برباط صادق لا انفكاك منه في مواجهة الصهاينة المجرمين واذنابهم الماجورين لأنه يمثلنا في مواقفه وتحدياته وان ( ما يمسه يمسنا وما يصيبه يضرنا ) وأننا على يقين بأنهم لن يصلوا اليه وسيهزم الجمع ويولون الدبر فلا تبتئس ولا تهتم ولا تقلق لما يخطط له ابناء قراد الخيلmahdimubarak@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.