على مكتب دولة الرئيس : متى سيستفيد المجتمع المحلي في عجلون من المواقع السياحية والأثرية؟!


منذر محمد الزغول

=

حقيقةً، كم أُصاب بالإحباط الشديد كلما تذكرت أن محافظة عجلون محافظة سياحية بامتياز، وفيها مئات المواقع السياحية والأثرية التي يزورها في كل عام مئات الآلاف من الزوار من داخل الأردن وخارجه، إلا أن كل ذلك لم يشفع لعجلون بأي شيء، ولم يتحقق للمجتمع المحلي في المحافظة أي مكاسب تُذكر من وجود هذه المواقع الهامة ، ولم يَطُل أهالي المحافظة إلا تراكم النفايات في كل أسبوع في الكثير من المواقع السياحية من مخلفات زوار المحافظة، الأمر الذي جعلنا ننشغل كثيراً في المحافظة بتنظيم حملات النظافة المتكررة لإدامة أعمال النظافة في هذه المواقع.

على كلٍّ، تفاءلنا بعض الشيء بالتغيرات التي جرت في المناصب القيادية في وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة، لعل وعسى أن يكون لذلك بعض الأثر على تغيير شامل في النهج، إلا أنه وللأسف الشديد لم يتغير أي شيء، وبقيت الأمور على حالها، وخاصة في مجال إقصاء المجتمع المحلي والإصرار على عدم استفادته من هذه المواقع الموجودة في المحافظة منذ آلاف السنين.

الأمر المحزن بالفعل أن وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة تفتح أبواب المواقع السياحية والأثرية على مصراعيها لنشاطات وبرامج لا قيمة لها ولا هدف منها، ولا تنعكس بأي فائدة تُذكر على المجتمع المحلي، في الوقت الذي تُغلق فيه الأبواب أمام الأسر المنتجة في المحافظة، حيث كان من المفترض أن تكون وزارة السياحة من أكبر الداعمين والمساندين لهذه الفئة التي  تكافح من أجل تأمين قوت يومها .

على كلٍّ، القضايا والهموم كثيرة وعديدة، ومعاناتنا مع وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة لم ولن تنتهِ، وكم حاولنا سابقاً خلال وجودنا في مجلس المحافظة السابق أن ندعم هذا القطاع الهام بشتى الطرق والسبل، وخاصة من خلال الإصرار على زيادة موازنته، إلا أننا كنا نقابل دائماً بالجحود والنكران، حتى إن المشاريع التي كانت تُشغِّل بعض شباب وشابات المحافظة تم إيقافها، وحُرم مئات الشباب من فرص عمل مؤقتة كانت الملاذ لهم لتأمين قوت يومهم.

أخيراً، أناشد دولة الرئيس الدكتور جعفر حسان أن يتدخل شخصياً بأمر المواقع السياحية والأثرية في محافظة عجلون، فما فائدة وجود هذه المواقع بيننا إن لم تنعكس إيجاباً على المجتمع المحلي في المحافظة؟ وهل أصبح تحقيق الإيرادات هو الهدف الوحيد لوزارة السياحة ودائرة الآثار العامة دون التفكير قيد أنملة بانعكاس هذه المواقع على المجتمع المحلي؟ وهنا أتمنى أن تأخذ وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة بتجربة المناطق التنموية التي لم تدخر أي جهد ممكن كي تنعكس مشاريعها في محافظة عجلون، وخاصة التلفريك، على المجتمع المحلي في المحافظة.

ولم تكتفِ المناطق التنموية بذلك، بل يحاول أصحاب القرار فيها الوصول بأنفسهم إلى كل أطياف المجتمع المحلي في المحافظة، وقد لمسنا ذلك منهم على أرض الواقع، لأن هدفهم الأسمى هو أن تنعكس مشاريعهم على المجتمع المحلي ليستفيد أكبر عدد ممكن من أبناء المحافظة من هذه المشاريع. وهذه هي بالفعل توجيهات جلالة الملك في كل زيارة له للمحافظة، وهو أن ينعكس الواقع السياحي في المحافظة على المجتمع المحلي.

أما وزارة السياحة فلا أتوقع منها أن تغيّر من نهجها، لذلك أتمنى على دولة الرئيس، الذي نجله ونحترمه، أن يولي هذه القضية جلّ اهتمامه، لأنه لا ملاذ لنا في المحافظة بعد الله عز وجل إلا أن يستفيد المجتمع المحلي في المحافظة من مئات المواقع السياحية والأثرية المنتشرة في كافة مناطق المحافظة

 

والله من وراء القصد.

 

بقلم / منذر محمد الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.