علينا ان نتوقع الأسوأ دائما


نسيم العنيزات

علينا ان نفكر جديا باعادة صياغة استراتيجياتتا وخططنا المستقبلية لتكون مبنية على الاستعداد للطوارئ في المستقبل وعدم المراهنة على الظروف اوتركها على سجيتها.

خطط تكون قادرة على استعياب الصدمات والتعامل مع الازمات بمرونة وبأقل الخسائر ، حتى لا ان نجبر على الدوران والالتفاف حول انفسنا في البحث عن حلول عندما يحدث طارئ لا سمح الله.

فالظروف لم تعد كما هي وتتغير باستمرار بعد ان شهد العالم تغيرات بسبب ازمات لم يكون بعضها متوقعا، والبعض الاخر كانت تقديراتها والحسابات لها غير دقيقة .

فجائحة كورونا هزت العالم وضربت جميع أركانه الاقتصادية والاجتماعية حتي السياسية محدثة هزات اقتصادية من فقر وبطالة، مخلفة اوضاع صعبة ما زال العالم يعاني من اثارها في ظل تضارب التقديرات وجهل المعلومات الكافية.

وما ان بدأ العالم يتعافى من جائحة كورونا التي خلفت دمارا شاملا طلت علينا الحرب الروسية الأوكرانية التي دبرت في ليل او دفعت لها الدول المتحاربة رغبة في تحقيق مصالح الولايات المتحدة والغرب .

وبعيدا عن الحسابات الخاطئة للبعض و سقف التوقعات خاصة فيما يتعلق بموضوع العقوبات وحجمها وصمود الطرف الاوكراني وبطء الزحف الروسي الذي يعتمد سياسية العصا والجزرة ، علينا ان ندرك ان اثارها ولهيبها سيصل الينا خاصة فيما يتعلق بموضوع التحالفات والعلاقات الدولية وما بتطلب من مواقف واضحة.

اما على الصعيد الاقتصادي المنهك اصلا فانه لن يسلم مع الارتفاع غير المسبوق لاسعار النفط الذي نستورد جميع احتياجاتنا منه ، ومدى اثاره على ارتفاع أسعار الكهرباء وكل الصناعات المتعلقة به واثاره على نسبة التضخم.

ناهيك عن اسعار المواد الغذائية والقمح التي بدأت بالارتفاع الجنوني مع ارتفاع اجور الشحن وكذلك ارتفاع بواليص التامين على البضائع والشحن التي ترتفع في اوقات الحروب .

قضايا سيكون لها تأثير قويا مباشرا على دولتنا التي تعتمد على الاستيراد من الخارج في جميع احتياحاتها تقريبا كما تبنى موازنتها على حجم المنح والمساعدات الخارجية التي تخضع دائما لحسابات ومواقف سياسية.

لذلك علينا ان ندرك بان العالم قد تغير من حولنا واننا دولة تتأثر بجميع القضايا والمتغيرات والأحداث الدولية ، اما الموقعنا الجغرافي في وسط منطقة ملتهبة ، او لاوضاعنا الاقتصادية واعتمادنا على المساعدات والمنح والقروض .

فمنذ حقبة ترامب السابقة والأردن يشهد تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية خارجية وداخلية مما يتطلب ان نكون جاهزين دائما لاي سيناريو خاصة بعد التغير في بعض العلاقات الدولية والعربية .

ومن هنا فان خططنا يجب ان تتوقع دائما الأسوا حتى تكون الآثار والارتدادات خفيفة ويمكن التعامل معها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.