عندما يخون المسؤول الأمانة !


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال /  06-09-2019

 

من أخطر أنواع الفساد التي تصيب أي دولة من دول العام هو الفساد الإداري ،حيث يفوق خطره عشرات أضعاف خطر الفساد المالي وغيره من أنواع الفساد.

آ

في بلدناآ  وصل الفساد الإداريآ  آ إلى ذروته، حتى أصبح الصفة الملازمة لكثير من المسؤولين الذين حمّلهم الملك والوطن أمانة المسؤولية، فترى بعضهم ومنذ اللحظة الأولى لتسلمه منصباًآ  في أي وزارة من وزارات الدولةآ  ومؤسساتهاآ  المختلفة يصول ويجول معتقداً أنه قد ورث هذه الوزارة أو المؤسسة عن الأباء والأجداد ، فيقرب من يشاء ويبعد من يشاء، والكفاءة والخبرة هي آخر أمرآ  قد يفكر فيه هذا المسؤول المتغطرس، فتصبح هذه الوزارة أوآ  المؤسسة مزرعة له ولعشيرتهآ  ولكل من يدور في فلكه.

 

الغريب والعجيب في بلدنا الحبيب أن غالبية العشائر الأردنية تعتبر أن المنصب الذي يتسلمه ابن العشيرة هو حق مكتسب لها،آ  فنلاحظ أن الضغوط تنهال على هذا المسؤول منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه الجديد لتوظيف أكبر عدد ممكن من أقاربه إضافة إلى تحقيق مكتسباتآ  على حساب العشائر والمناطق الأخرى ، وبالطبع فكثير من المسؤولين ينصاعون لرغبات وطلبات العشيرة لأسباب نعلمها وندركها جميعا

آ

 لذلك انتشر في وطننا الظلم وعمّ الفساد ، وزاد الاحتقان أضعافاً مضاعفة بسبب تجبّر وظلم بعض المسؤولين الذين خانوا الأمانة،آ  فكثير من قرارات بعض المسؤولين لا نفهمها، فمثلاً لماذا يقرب هذا الموظف أو يبعد ذلك ، ولماذا يتم إنهاء خدمات موظفآ آ  من أصحاب الكفاءة والخبرة، من دون أن ينطبق عليه أي شرط من شروط التقاعد ، وماهي الأسس التي اعتمدها هذا المسؤول المتجبر الذي أصبح يظن أن المنصب الذي يديره مُلكاً خاصاً من أملاكه وأملاك العائلة.

 

لوقف هذا النزيف وهذا الظلم المتجذّر في وزاراتنا ومؤسساتنا، ولإنهاء حالةآ  الاحتقان التي أصبح يعيشها بلدنا الغالي ، مطلوب من أصحاب القرار في الدولة أن يضعوا الأسس والمعايير العادلة التي لا يمكن لأي مسؤول أن يتجاوزها ، ومطلوب من الدولة أيضاً أن تنصف جميع عشائر ومحافظات المملكة، فالمناصب القيادية ليست حكرا على فئة أو عشيرة معينة ، وهل من المعقول او العدل مثلاً أن محافظة كمحافظة عجلون غنية بالخبرات والكفاءات ولا يوجد فيها أي وزير في الحكومة الأردنية؟

 

إنّ العدل والإنصاف والوقوف بوجه   المسؤول المتغطرس   الذي خان الأمانة  وجعل من المنصب مزرعة خاصة به   وعدم السماح له بالإمعان بظلم عباد الله هي البداية الحقيقية  للإصلاح  الحقيقي وهي البدايةآ  لرفعة الوطن وتقدمه وازدهاره وإزالة حالة الاحتقان التي أصبحت السمة الغالبةآ  في معظم مناطق مملكتنا الحبيبة.

 

بالفعل أعان الله الملك والوطن على بعض المسؤولين الذين عاثوا بالأرض فساداً وظلماً، فخانوا الله والوطن والملك، ومن أجل مصالحهم الشخصية الضيقة ضحّوا بمصلحة الوطن العليا، وأهملوا مصلحة الوطن، وتقدّمه وازدهاره.

آ

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.