عن تهديدات طهران للمسؤولين الامريكان


مهدي مبارك عبدالله

=

بقلم// .مهدي مبارك عبد الله

في تقرير وصف بانه حساس لكنه غير سري صدر في 14 / 2 / 2021 عن وزارة الخارجية الأميركية جاء فيه انها تدفع أكثر من ( مليوني دولار ) شهريا لتوفير الحماية على مدار الساعة لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو والمبعوث السابق لإيران براين هوك وبعض كبار المساعدين السابقين لهما اللذين يواجهون تهديدات جدية وذات مصداقية على حياتهما من قبل إيران

بومبيو وهوك تحديدا كانا المحرك الأساسي لفرض إدارة ترامب عقوبات مكبلة لإيران كما قادا حملة الضغط القصوى التي شنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ضد إيران والعديد من التقييمات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن التهديدات بحقهما جدية لا تزال قائمة حتى بعد مغادرتهما منصبيهما

وقد تكثفت واستمرت المخاوف الأمنية حولهما رغم مشاركة إدارة الرئيس جو بايدن في المفاوضات غير المباشرة مع إيران بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 الذي أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 وفرض بعده عقوبات مشددة على إيران حيث من المتوقع أن تسفر المحادثات الجارية حاليا بين واشنطن وطهران الى اتفاق جديد في وقت ربما قريب

كوزير خارجية سابق حصل بومبيو تلقائيا على 180 يوما من الحماية من مكتب الأمن الدبلوماسي بوزارة الخارجية بعد مغادرته منصبه لكن وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكن مدد هذه الحماية مرارا بزياداتها لمدة 60 يوما بسبب ما يدعيه تهديد خطير وموثوق ناشئ عن واجبات كان يؤديها بومبيو أثناء عمله في الوزارة من ( قوة أجنبية أو وكيل لقوة أجنبية ) والمقصود هنا ايران

كما حصل هوك ايضا على حماية خاصة من بلينكن لنفس السبب الخاص ببومبيو فور تركه الخدمة الحكومية وقد تم تجديد القرار مرارا بزيادات قدرها 60 يوما وبعد انتهاء مدة الحماية عليهما تم تمديدها مرة أخرى وضخت مبالغ جديدة من أموال الضرائب الأميركية لتمويل حماية أمنية على مدار الساعة للمسؤولين السابقين بعدما اعتبرت التهديدات وفق تقارير ومعلومات استخبارية أمريكية على انها جدية وهي تحت الراقبة منذ بدايتها في 16 يوليو 2021 وتكررها في 2022

التهديدات الإيرانية الجدية والموثوقة المزعومة على سلامة عدد من المسؤولين الأميركيين البارزين زادت اكثر في تعقيد العلاقات المتشنجة بين البلدين حيث نوقشت خلال المحادثات النووية في فيينا التي اشترطت إيران فيها رفع جميع العقوبات التي فرضت عليها في عهد ترامب بما فيها تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية أجنبية وإعادة مسالة الإرهاب المتهمة بها والذي كان لبومبيو وهوك له دور فعال فث كل مساراتها

طهران قبل سنتين أضافت أكثر من خمسين مسؤولا أميركياً إلى قائمة الأشخاص المتهمين بالمشاركة بطريقة ما في صنع القرار أو التخطيط لعملية تصفية الجنرال سليماني قائدا فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني بهجوم بطائرة مسيرة على سيارته عام 2020 بأمر من الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هدد القادة الأمريكيين السابقين من بينهم الرئيس ترامب خلال تجمع حاشد في طهران لمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال سليماني كما حمل الإدارة الأمريكية الحالية لجو بايدن المسؤولة عن قرار ترامب تصفية سليماني

من بين هذه الأسماء رئيس الأركان الأمريكي مارك مايلي والسفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي والتي غردت ساخرة يبدو أنني سأضطر إلى إلغاء إجازتي المريحة في إيران وقد هددت واشنطن إيران بعواقب وخيمة إذا تمت مهاجمة رعاياها وانها ستدافع وتحمي كل من خدم أمريكا في الماضي والحاضر

كما توعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلًا إن وعدنا بالانتقام لمقتل الجنرال قاسم سليماني جاد وحقيقي ولا رجعة فيه وسننتقم بشجاعة وإنصاف

وزارة الخزانة الأمريكية سبق لها ان فرضت عقوبات على 4 مسؤولين في المخابرات الإيرانية هم علي رضا فرحاني ومحمود خزين وعميد نوري وكيا صادق بتهم استهداف الأمريكيين والإيرانيين المنشقين خارج إيران في إطار الحملة الواسعة لتكميم أفواه منتقدي الحكومة الإيرانية

ضمن حلقات الاستهداف الإيراني للمسؤولين الأمريكيين تحدثت تقارير استخباراتية أمريكية في تلك المرحلة أن الحكومة الإيرانية تدرس مخططاً للإقدام على اغتيال السفيرة الأمريكية في جنوب إفريقيا ( لانا ماركس ) البالغة من العمر 66 عام والمولودة في جنوب إفريقيا حيث كشف النقاب عن إن السفارة الإيرانية في بريتوريا كانت متورطة في مخطط الاستهداف حيث تم اختيار السفيرة كهدف رئيسي كبير لكونها على صلة بترامب منذ أكثر من عقدين وكانت عضواً في نادي مارالاغو المملوك له في فلوريدا وان اغتيالها سيؤثر فيه كثيرا

أخيرا من الجدير بالذكر أن لقادة إيران تاريخاً طويلاً فيما يتعلق بعمليات الاغتيال خارج حدود البلاد إلا أنه في العقود الأخيرة تجنبت طهران في العموم استهداف دبلوماسيين أمريكيين على نحو مباشر وإن استمرت الميليشيات المدعومة من إيران تنفيذ بعض العمليات بالوكالة

mahdimubarak@gmail.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.