عودوا إلى قواعدكم الإتتخابية يا نواب المحافظة !


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال / 27-02-2018

المراقب لأداء نواب محافظة عجلونآ  في هذه الأيامآ  وخاصة بعد التصويت على الثقة بالحكومة والتي جرت مؤخراً يلاحظ وبلا أدنى شك إتساع الهوّة بين نواب المحافظة وبين قواعدهم الانتخابية ،حيث بدا واضحاً أن جميع نواب المحافظة سواء ممن حجبوا الثقة أو منحوها لم يعودوا لقواعدهم الانتخابية ،آ  وكان قرارهمآ  بالحجب أو المنح من تلقاء أنفسهمآ  مع العلم أن هذه القضية تحديداً يجب أن تخضع لرأي الشارع والقاعدة الانتخابية .

آ

آ لن أخوض في مقالي هذا بموضوع حجب الثقة أو منحها ولا أرى أنه من المناسب الآن الخوض في هذه القضية ،فقد مضى عليها بعض الوقت وحصلت الحكومة على الثقة ، وها هي تتابع مسيرتها وتجري تعديلاً حكومياً أخر لا نعلم ماهي أسبابه ولا نعلم أيضاً لماذا جرى إقصاءآ  بعضآ  الوزراء ، ولماذا تمآ  استقطاب وزراء جددآ  ، وهل الوزراء الجدد جاءوا مثلاً لامتصاص غضب الشارع من الحكومةآ  أو لأن هؤلاء الوزراء من أصحاب الكفاءات والخبرات ومن الممكن أن يساهموا بإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

آ

وبالعودة إلى قضية حجب ومنح الثقة من نواب محافظة عجلون للحكومة ،، فقد كانت وللأمانة حديث الشارع العجلونيآ  لفترة من الوقت إضافة إلى أن صفحات التواصل الاجتماعيآ  تناولت القضية باهتمام كبير جداً لوحظ من خلاله حجم الخلاف الكبير بوجهات النظر بين أبناء المحافظة أنفسهم ، وبينهم وبين نوابهم من جهة أخرى ، وهي ظاهرة صحية وإيجابيةآ  إن أحسنا التعامل معها وأخذها من منظور النقاش الهادف آ البناء والاختلاف بوجهات النظر .

آ

وحتى لا تتسع الهوّة والفجوة أكثر بين نواب المحافظة وقواعدهم الانتخابية أكثر ، وحتى لا يصبح النواب في واد وقواعدهم في واد آخر ، فإن من أبجديات العمل البرلماني ومن أولى أولويات النواب الرجوع الى رأي الشارع في القضايا الهامة وخاصة في مواضيع الثقة بالحكومة والموازنة العامة وغيرها من القضايا الهامةآ  .

آ

وهنا أقترح على نواب المحافظة في مثل هذه القضايا الهامة الأخذ برأي الشارعآ  وعدم الانفراد بالرأي ،، فالنواب بالنهاية يمثلون الشعب لا الحكومات ، فالحكومات لهاآ  أذرع كثيرة ومستشارين وكتاب أعمدة وإعلاميين جاهزين للدفاع عنها في أي لحظة وقادرين على قلب الحقائق في ليلة وضحاها لصالح الحكومات ،، أما المواطنين فليس لهم إلا من انتخبوهم ليدافعوا عنهم ، ومن غير المعقول أن يتخلى النواب عن هذه المهمة المقدسة والأمانة النبيلة .

آ

أخيراً جمعُ مائة شخص على الأقل مثلاً يمثلون كافة أطياف المجتمع ليس بالأمرآ  الصعب ولا المستحيلآ  ،، وأتوقع أن رأي هؤلاء الأشخاص إن أحسن النواب اختيارهم بعيداً عن الأهواء والمصالح الشخصية سيشكل بالتأكيد رأياً واضحاً عن توجه القواعد الانتخابية والشارع حول أي قضية وطنية مطروحة وخاصة في قضايا منح الثقة للحكومة من عدمها ، وبالتأكيد أيضاً سيرفع الحرج عنآ  نواب المحافظة في إعطاء الثقة أو حجبها أمام الحكومة نفسها وأمام القواعد الانتخابية أيضاً .

آ

المطلوب من نواب المحافظة وقد أصبحوا قدرنا شئنا أم أبينا أن يكونوا ممثلين لنا لا ممثلين للحكومات ،، والمطلوب منهمآ  أيضاً توسيع قاعدة المحيطين بهم ، فليس من المعقول مثلاً أن تنحصر قاعدة مشاورات بعضآ  النواب بعدد محدودآ  جداً من الأشخاص ، وكأن هؤلاء الأشخاص ولهم كل المحبة والتقدير يفهمون بكل شيء منآ  سياسة واقتصاد ورياضة وشباب وأشغال وبلديات وطب وتربية وتعليم وثقافة وغير ذلك ، و بالمقابل تركآ  أصحاب الخبرات والكفاءات و أصحاب الاختصاص الذين لو تم اللجوء إليهم لتغيرت الأمور كثيراً .

آ

آ أتمنى على نواب محافظة عجلون كما رأيناآ  ذلك فيآ  توجه بعض نوابآ  محافظات الوطنآ  الأخرى اللجوء إلى رأي الشارع والقواعد الانتخابية وخاصة في القضايا الهامة جداً ،، فرأي الشارع هنا ليس ترفاً وإنما ضرورة وواجب ومن الممكن أن يغير كثيراً من الواقع ،، ومن الممكن أيضاًآ  أن يحسن كثيراً من أداء النواب وتتقلص الفجوة والهوةآ  بينهمآ  وبين الشارع .

آ

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.