غزة بوابة العبور نحو يهودية الدولة


نسيم العنيزات

=

على العالم والدنيا بأسرها، ان تعلم أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ووجودها قوية في المنطقة مصلحة استراتيجية أمريكية وأوروبية، لن يسمحا بضعفها او الاعتداء عليها. لان ذلك يؤثر على نفوذهما ومصالحهما خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي لن تسمح للمخطط الايراني بالتمدد.

فما يحصل من حماية إسرائيل والدفاع عنها ومدها بالسلاح والعتاد، والتغطية عليها وعلى أفعالها سياسيا ودبلوماسيا في مجلس الأمن والجمعية العامة وغيرها، ليس جديدا، فهذا الامر متكرر ومستمر منذ نشأة دولة الاحتلال بعد ان منحها وعد بلفور وطنا في فلسطين. والدفاع عنها يتوالى ويتعاظم ويتزايد انسجاما مع الحدث وحجمه، ولولا ذلك لكانت ذهبت وتلاشت ولم يعد لإسرائيل وجود في المنطقة.

فوجود دولة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط والدفاع عنها مصلحة أمريكية تتساوى مع أهمية دولة إسرائيل بالنسبة لشعبها.

فوجودها له أهداف ومصالح تتمثل بحماية المصالح الأمريكية في منطقة غنية في الموارد، تتنافس عليها دول وقوى مختلفة تسعى كل منها لإيجاد موطىء قدم له في منطقة غارقة في الخلافات..

لذلك فان دولة الاحتلال تقوم بدور الشرطي في المنطقة لمنع اي حالة من التحرر السياسي او السيطرة الإيرانية التي يخشى من نفوذها في المنطقة كما تنفذ مهمات قذرة مأجورة تكلف بها عند الحاجة.

وبما ان الإسلام كان وما زال يؤرق الصليبيين فان بقاء دولة الاحتلال له هدف ديني ايضا حيث يخشى الصليبيون من صحوة اسلامية تعيد للأمة امجادها وفتوحاتها في الغرب والشرق فكانت وما زالت الفتوحات الإسلامية تشكل عقدة أوروبية لم تغب عن مخططاتها او تغادر فكرها ومكتباتها منذ مئات السنين وهي تفكر بالثأر والانتقام بعد ان شنت وأطلقت حملات عداء للاسلام والمسلمين الذين تعرضوا للاضطهاد وتمييز عنصري في دولهم ومضايقات وابعاد وقتل.

وها هو الرئيس الامريكي جو بايدن يؤكد في إحدى لقاءاته في بلاده في إحدى حملاته الانتخابية التي ستجرى في شهر تشرين الثاني القادم وتبريرا لما تقوم به دولته من حماية ومساعدة إسرائيل في حربها الهمجية وابادتها الجماعية لقطاع غزة واستعطافا للرأي الامريكي يقول ان علينا حمايتها والدفاع عنها باعتبارها الدولة اليهودية الوحيدة في العالم.

ومن خلال المجريات وسردا للأحداث التاريخية ومؤامرات العالم على العرب الذي انتزع أرضهم غصبا ومنحها لليهود الذين كانوا يشكلون لهم قلقا، لا بد من التخلص منهم وابعادهم عنهم اولا، والاستفادة منهم بحماية مصالحهم مستقبلا، فكان لا بد أن تكون في منطقة غنية وذات موقع استراتيجي وضعيفة ايضا فكانت قدرنا ومن نصيبنا نحن العرب.

وكما قلنا وعودة للتاريخ وسردا للأحداث فان إسرائيل واحتلالها باق ما دامت الأمة على حالها، تذكرنا بأيام سقوط غرناطة والاندلس لا تثق ببعضها وكل منها يهرول لعقد تحالفات مع أمريكا دون النظر للخطر القادم والاطماع الإسرائيلية.

فغزة باعتقادنا بداية للمرحلة الثالثة في المخطط الصهيوني الذي يبدو أنه أصبح على طاولة التنفيذ والاستمرار فيما يتعلق بالتمدد والتهجير ويهودية الدولة استعدادا لدولتها الرابعة في التوسع والاحتلال.

فلا بد من صحوة عربية وقراءة متأنية للتاريخ لاستخلاص العبر والاستفادة منه والاستعداد لما هو قادم.

والا فان الطوفان قادم ولن يسلم منه احد وستتربع دولة الاحتلال وتتمدد، الا ان يحدث الله امرا ويغير الحال.

فالتلاوم وتحميل المسؤولية للغير لا يجدي ولا ينفع، ودولة بمفردها لا تستطيع عمل شيء، وستجد نفسها تغرق امام الطوفان الامريكي والغربي، الذي أغرق المنطقة بالمؤامرات والتفكك والحروب الداخلية.

فلا تكاد دولة الا ولديها من التحديات ما يكفيها او يفوق قدرتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.