غزة وطن وشعب


د. عزت جرادات

=

*عندما استنجد نتنياهو بالرئيس الأمريكي بايدن مناشداً إن اسرائيل في حرب الاستقلال الثانية، كان الرد منه أن طوفان (7 أكتوبر) بمثابة (11 سبتمبر)، وواضح من الرد أنه لن يخذل إسرائيل، حماية ودفاعاً عن النفس، وكتب الصحفي المقرّب من البيت الأبيض، مع اختلاف إدارته، كتب في –نيويورك تايمز- مؤكدا أن إسرائيل غير قادرة وحدها على هزيمة (حماس) وهي عبارة تؤكد استنفاره للبيت الابيض للوقوف مع اسرائيل في هذه الحرب.

*لقد اتضح من سير المعركة وتطوراتها أن إسرائيل وقد أخذتْ بغته لم تكن مستعدة أو جادّة في الدخول في حرب كهذه، فكان رد الفعل دونما تحديد للأهداف الدقيقة للرد سوى الدفاع عن النفس، والتهديد بتدمير حماس ولو بتدمير غزة وإستعادة الرهائن- أي الأسرى-.

*وانبعثت الروح الاستعمارية في معظم الدول الأوروبية، ذات التاريخ الإستعماري الأسود، مؤكدة دعم اسرائيل في الدفاع عن نفسها وتسابق قادة أهم الدول الغربية في أوروبا في (الحج) إلى إسرائيل لتأخذ منها فيما بعد (صَكّ البراءة).

*أما النظام العربي، فاستخدم أسلحته المتاحة له فأعلن إدانة قتل المدنيين من الطرفين وطالب بفتح ممر آمن لإيصال المساعدات الإنسانية وتحديداً: الدواء والغذاء.

*وأما الشعوب العربية فعبرت عن تضامنها مع غزة بالمظاهرات المليونية في مختلف العواصم والمدن العربية، وتجاوبت معها عواصم ومدن أوروبية، وذهبت بعض الدول، بقطع علاقاتها مع اسرائيل، في أمريكا الجنوبية وغيرها من الامكنة العالمية.

ومن المعلوم أن مثل هذه الحشود لا تلجم عنفوان الإعتداء والمعتدي.

*أما دول الإقليم فما يهمها هو مصالحها أولاً، ومن ثم الانتصار للشعب العربي الفلسطيني في غزة، كل بالوسائل المتاحة له.

* ومن ناحية دولية، فقد فقدت الدول الأوروبية مصداقيتها في الدفاع عن السلام وحقوق الانسان، كما سقطت ورقة التوت عن ديموقراطيتها الانسانية، وعبثا تحاول منظمة الامم المتحدة أن تأخذ دوراً إنسانياً، ولكنها رهينة العالم الغربي- فأصبحت بلا أظافر او لا حول لها ولا قوة-.

*أن الموقف في غزة تتجاذبه المستجدات المتسارعة في مثل هذه الحالة، حالة الحرب، ويبدو أن كل طرفٍ مصمم حتى النهاية، وهي النصر، والذي يكون دائما للشعوب لا للغزاة والمعتدين، مهما امتدت الحرب.

ومن المستجدات المرتقبة الضغوط الدولية لادخال المساعدات الانسانية، مع تجاهل قوتيْن لذلك وهما الاحتلال وشريكه في الحرب.

أما الأشد خطورة فهو التصريحات الاستعمارية والاحتلالية حول مصير غزة بعد الحرب، فشملت عدة اتجاهات تنبع من خطاب الكراهية وتجاهل حق الشعوب في تقرير مصيرها ولم يدرك ذلك الخطاب أن صمود الشعوب في وطنها عنوانه : الوطن او الموت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.