فلنغادر هذا الصمت


نسيم العنيزات

بحثت كثيرا، وسألت مرارا وتكرارا علّي اجد سببا وراء هذا الصمت، او دافعا خلف هذا السكون وعدم الحركة، وكأن الناس في وادي، وهناك من ينظر اليهم من فوق جبل باستغراب وحيرة عن سبب وجودهم في هذا القاع والوادي السحيق.

فراغ كبير وجدار مرتفع يفصل الناس عن حكوماتهم، كأن كل طرف لا يعيه الاخر اي كأن الحكومة معنية بشعب غيرنا، بعد ان وصل الناس الى حالة من اليأس الشديد، المؤدي لا محالة الى الاكتئاب،، بسبب العزلة التي يعيشها فهو محاصر وكل شيء حوله يحاصره، فلا عمل ولا دخل ولا امل يلوح بالافق، وقائمة الطلبات لا تتوقف والالتزامات الحياتية تزداد كل يوم بعد ان حصدت السنوات الماضية كل مدخراته، فبعد التفكير بالتعليم والسفر او الحج لم يعد امامه الا البحث عن لقمة عيش تسد رمق اسرته.

محلات تغلق كل يوم ومصالح وشركات تجارية غادرت و لم تعد بعد ان توقف حالها وكسدت بضاعتها، وكذلك فقدان وضيع حقوق الناس بسبب قرارات غير منطقية او مدروسة،وامام هذا الواقع لا نشاهد الا صفوف بطالة تنظم الى اخرى والدائرة حولنا تضيق حتى تكاد ان تعصرنا مفجرة ما في داخلنا، لتنتج سلوكيات يصعب التحكم بادارتها او كبح جماحها لانها فوق قدرتنا وطاقتنا.

وهذا الحال اصبح واقعا ملموسا، لا يمكن تجاهله او الهرب منه فنشاهد كل لحظة سلوكيات وتحولات مجتمعية غير مألوفة بين شعبنا الطيب بين القتل والانتحار والدعوة الى الفوضى ونشر الاشاعة والبحث عن الاثارة وتعكير صفو الغير التي قد تكون عن قصد او بدون،بعد ان فقدنا السيطرة على سلوكاتنا وتصرفاتنا والثقة بمن حولنا وفي مستقبلنا ايضا، نتيجة ما وصلنا ليه من اوضاع مأسوية غير مسبوقة ازاء صمت وترقب الجهة الأخرى.

ان هذا الوضع يجب ان لا يستمر وعلينا ان نقرر دون اي تردد او تفكير في اتجاهات اجتماعية واقتصادية قبل كل شيء، لانها الدافع والمحرك الرئيسي للحركات الاحتجاجية التي تعتبر اخطر ما في الأمر، فالباحث عن لقمة خبزه لا يستمع ولا يفاوض ولا يتقبل اي راي او نقاش.فلا يسمع الا الى زقزقة بطنه ومعدته الخاوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.