فليحفظكم الله يا حماة الوطن….


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال / 04-06-2017

 

العملية التي نفذتها مجموعة من قواتنا المسلحة الباسلة يوم أمس على الحدود الشمالية آ في التصدي لعصابات القتل والإج .

هذه العملية بالطبع ليست العملية الأولى ولن تكون الأخيرة ، فقد سبقتها بالتأكيد مئات العمليات الشجاعة التي نفذها جنود الوطن المرابطين على الحدود ،وهم يخوضون في هذه الأوقات حرباً بلا هواده على المنظمات التكفيرية وعلى رأسها داعش .

 

الحرب على داعش وغيرها من المنظمات التكفيرية نشطت أيضاً خلال السنوات القليلة الماضية لشعور الدول المنخرطة في الحرب على داعش بخطورة هذه المنظمات على الأمن والإستقرار العالمي ، ولشعورهم أيضاً أن داعش وغيرها من المنظمات أصبحت تنشط وتستقطب أعداداً كبيرة من الشباب وغدت تحتل مساحات من الأرض لإقامة دولتهم المزعومة .

 

الأردن قد يكون من أوائل الدول التي تنهبت لخطورة داعش على الأمن والاستقرار العالمي ، حيث أن تفكير داعش لا ينحصر في مكان وزمان واحد ، فوهم الدولة الإسلامية والخلافة والإمارة هاجس وحلم لهم ،معتبرين أنفسهم أيضاً أنهم مستخلفين في الأرض لإقامة دولتهم المزعومة.

 

إذن الحرب على داعش بدأت تأخذ عدة منحنيات من أهمها الحرب العسكرية والحرب الفكرية والإعلامية ، أمّا الحرب العسكرية والأمنية وخاصة في الأردن فلا غبار عليها وهي برأيي تسير وفق أعلى درجات التخطيط والتنظيم وقد أفرزت نتائج رائعة جداً بدأنا نلمس أثرها الكبير من خلال عدم تمكّن هذه التنظيمات من إيجاد موطىء قدم لها على تراب وطننا الطاهر على الرغم من التهديدات المتكررة التي سمعناها كثيراً ،فمنعة وقوّة جيشنا الباسل ويقظة أجهزتنا الأمنية كانت الصخرة التي تحطمت عليها أحلام داعش وغيرها من منظمات القتل والإجرام .

 

أمّا الحرب الفكرية والإعلامية فهي برأيي أيضاً مشكلتنا وطامتنا الكبرى ، فلا رؤية واضحة وكل ما قيل لغاية الآن يندرج تحت باب الفزعة والفوضى ،، بل أعتبر أن كل ما قيل لغاية الآن يندرج تحت باب السذاجة وعدم تقدير الموقف وخطورته ،، فمثلاً مئات الندوات والمحاضرات التي عقدت لغاية الآن لمحاربة الغلو والتطرف لم تستهدف الأشخاص والمستهدفين من قبل تلك المنظمات ، وأعتقد جازماً أيضاً أن جمهور هذه المحاضرات والندوات هم أنفسهم الجمهور الذي يحضر كافة المناسبات وحتى مسرحيات زعل وخضرة والعم غافل وغيرهم .

 

أما الأعمال الدرامية الأردنية والعربية فهي أيضاً الطامة الكبرى ، فلا يمكن لهذه الأعمال التي تم إنفاق الملايين من أجل ظهورها للعلن أن تسهم قيد أنملة في محاربة داعش ، وخاصة إذا علمنا أن جل القائمين عليها من الشيعة الذين أتوقع أنهم غير أبرياء من ظهور ودعم داعش ، إضافة الى أن هذه الأعمال ما تزال تعالج أهم وأخطر قضية تواجه المجتمعات العربية والإسلامية بطريقة سطحية للغاية من خلال التركيز على إظهار رجال داعش أنهم فقط قتلة ومحبين للنساء ، ونسوا أن يسلطوا الضوء على كيفية تأسيس داعش وكيف استقطاب الشباب وما آليه دعمهم المادية ومن الدول التي تساندهم وتقف إلى جانبهم .

 

الحرب على داعش تحتاج منا جميعاً أن نقف وقفة رجل واحد وأن نساند جيشنا وأجهزتنا الأمنية في مهمتهم الأنبل والأصعب ، وهم بحمد الله تعالى يقومون بواجبهم على أكمل وجه ،، أما الحرب الفكرية والإعلامية والتي لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية والأمنية فأتوقع أننا ما زلنا مقصرين بها ،، ونحن بالفعل بحاجة إلى تظافر كافة الجهود وبحاجة إلى العمل بطريقة مؤسسية بعيدة عن أسلوب الفزعة الذي سرعان ما أثبت فشله الذريع ، وبقينا ندور بحلقة مفرغة من المحاضرات والندوات الصماء التي ينتهي مفعولها مع عزف السلام الملكي نهاية كل محاضرة وندوة .

 

أخيراً لن نشاهد بعون الله تعالى الرايات السود ترفرف على تراب وطننا الطاهر وخاصة إذا سرنا بطريقة متوازنة ومتوازية مع الحرب العسكرية والأمنية التي يخوضها جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية بكل حرفية واقتدار ،ما نحتاجه أن تكون حربنا الفكرية والإعلامية على قدر المسؤولية وبمستوى جدية الحرب العسكرية والأمنية التي لا تعرف أسلوب الفزعة في العمل وهي تسير وفق أعلى درجات التخطيط والتنظيم والعمل المتواصل على مدار الساعة وهو بالفعل ما نحتاجه فعلاً بحربنا الفكرية والإعلامية.

 

حفظ الله آ جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية ووطننا وقائد وطننا وأهلنا في كافة محافظات المملكة من كل سوء ،، سائلاً الله العلي القدير أن يرحم شهداء الوطن وأن يسكنهم فسيح جنانه آ وأن يشفي المصابين وأن يردهم الى أهلهم سالمين غانمين بإذن الله تعالى ،، وأن يرد كيد الكائدين والحاقدين الى نحورهم .

 

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.