في التعليم 2- الديموقراطية المدرسية


د. عزت جرادات

بقلم // د. عزت جرادات

* إن ثمّة علاقة تفاعلية تبادلية ما بين التعليم والمجتمع المحلي أو الكبير، فالتعليم يؤثر ويتأثر في المجتمع ومؤسساته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، فهو منظومة فرعية في المجتمع الكبير ومؤسساته.

* وتقع على التعليم مسؤولية كبيرة في تكونين الوعي الفردي والإجتماعي من حيث صوْغ شخصية المتعلم من خلال ذلك المعمل الاجتماعي الذي يعرف بعملية التعلّم والتعليم، أو العملية التربوية.

وقد تكون العملية التربوية تقليدية خانقة لروح الشخصية المتعلمة، أو تنويرية اجتماعية محفّزة للإبداع والإبتكار.

*وحتى يكون ذلك المعمل الإجتماعي مؤهلاً لتحقيق النمو الشامل لجميع جوانب شخصية المتعلم، وإعداده للحياة العملية، كفاءة وفعالية، فأنه يتطلّب توفير المتطلبات المادية والفنية والبشرية المؤهلة، والمتطلبات الإجتماعية التي تزدهر في جو اجتماع ديموقراطي مدرسي، فالممارسات التي يمارسها الفرد/ المواطن في الشؤون الحياتية العامة، ونوعية تلك الممارسات تعود بأصولها الى مستوى ونوعية المشاركة الديموقراطية المدرسية؛ فإذا كانت تلك المشاركة ذات طابع ديموقراطي فأنها تُعدّه وتؤهّله لتحمل المسؤولية الإجتماعية بكفاءة واقتدار.

وقد حرصت المجتمعات المتطورة على أن يصبح (التعليم رفيع المستوى) مطلباً وحقاً مجتمعياً. ولا يتحقق هذا المطلب الإجتماعي الاّ إذا اعتمدت المؤسسة التدريسية أو التعليمية النهج الديموقراطي في التعليم.

*ولا يتم إعتماد هذا النهج من خلال حفظ مفاهيم الديموقراطية وأساليبها، إنما يتم ذلك من خلال الممارسات التطبيقية وأساليبها، مثل عمليات التماثل أو محاكاة المؤسسات الديموقراطيبة، ومستوى الحوار الفكري الذي يعتمد على الرأي الفكري الموضوعي والإحترام المتبادل للرأي، وإيجاد تمارين موقفية لإكتشاف مستوى الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي بردود الفعل الآتيّة التي تنتج عن تلك المواقف التجريبية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

* وإذا ما أريد النجاح في عملية التنشئة الشاملة للمتعلم، بروح ديموقراطية واعية، وبترجمة عملية سلوكية وتنعكس على الحياة العملية المستقبلية لشخصيته، فأن إيجاد البيئة المدرسية الديموقراطية، إدارة ومعلمين وعناصر مساعدة للمعلم، من أهم المتطلبات للنجاح، وهذا يتطلب زيادة حجم الإنفاق على نوعية البرامج التعليمية، وكفاءة المعلم لتحقيق التعليم رفيع المستوى لمواطن ديموقراطي التفكير والسلوك.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.