في الذكرى ال ” 53 ” لإنطلاق التلفزيون الأردني


منذر محمد الزغول

يلاحظ المراقب والمتابع لمسيرة التلفزيون الأردني الحبيب  أنه وفي الآونة الأخيرة بدأ الألق والإبداع يعود لشاشته ، حيث أصبح هناك العديد من البرامج المتنوعة والتي في غالبيتها تلامس واقع الحال لحياة المواطن الأردني في  جميع محافظات الوطن .

 

هذا النجاح الكبير لمسيرة التلفزيون الأردني وعودة غالبية المشاهدين وخاصة أبناء الوطن في داخله وخارجه لمشاهدة البرامج المتنوعة والأخبار التي تعرض بشكل يومي كان وراءها بالطبع إدارة ناجحة واصلت عملها في الليل والنهار من أجل أن يكون للتلفزيون الأردني اسما كبيراً بين مئات بل آلاف الفضائيات الموجودة على مختلف الأقمار الصناعية . 

 

شخصيا    كلما حقق  التلفزيون الأردني  الحبيب   نجاحا  أشعر بالفخر والإعتزاز  ليس لشيء ولكن لأن التلفزيون الأردني  كان  وما زال جزءاً أساسياً  من حياتي ومن حياة غالبية أبناء الوطن ، إضافة الى أن التلفزيون الأردني إنطلق في نفس العام الذي تحقق فيه لوطننا الغالي الإنتصار العظيم  في معركة الكرامة الخالدة ، وشخصياً  هو نفس العام  الذي  أنجبتني فيه والدتي رحمها الله  والتي لطالما قضينا بمعيتها أوقاتاً رائعه  في مشاهدة بعض البرامج والمسلسلات البدوية والريفية وغيرها على شاشتنا الحبيبة . 

كما أتذكر كما يتذكر الجميع تلك الأيام الجميلة ،حيث كان تواجد التلفزيونات في بيوت القرى والبلدات الأردنية على عدد أصابع اليد الواحدة ، فالمنطقة التي أسكن فيها كان لا يوجد فيها إلا تلفزيون واحد وهو طبعاً أبيض وأسود حيث كان الجيران من حارتنا والحارات المجاورة يتجمعون في هذا البيت كل يوم أثنين على ما أذكر لحضور مسلسل رأس غليص وبعده مسلسل وضحا وابن عجلان وفارس ونجود وغيرها ، وكانت هذه المسلسلات حديث الناس في الشارع والسهرات والتعاليل،وماذا ستكون الأحداث في الحلقات القادمة من هذه المسلسلات التي أصبحت جزءا رئيسيا من حياتنا.

 

المشكلة الحقيقية التي كانت  تواجهنا دوماً هي كيفية الحصول على صورة واضحة للتلفزيون الأردني وعدد قليل جداً من التلفزيونات العربية المجاورة حيث كنا نقضي وقتاً طويلاً من الليل ونحن نحرّك شبكة التلفزيون يميناً ويساراً لعل وعسى أن نحصل على صورة جيدة ، وهكذا نقضي الساعات  ونحن على هذا الحال ، والعائلة كلها مشغولة بتحريك شبكة التلفزيون وفي اليوم التالي نعيد الكرة والحارة كلها تكن شاهدة على هذا المسلسل اليومي المتمثل بمحاولة الحصول على صورة جيدة بواسطة هذه الشبكات . 

 

وبدأت تتطور الأمور شيئاً فشيئاً وأصبحت محطات التقوية لبث التلفزيون الأردني تنتشر في معظم المحافظات الأردنية وأصبح التلفزيون الملون يغزو قرانا ومدننا الأردنية ، واستمر التطور في التلفزيون الأردني حيث كان التلفزيون وعلى الدوام يواكب التكنولوجيا والتطوّر التقني ،وكان رائداً  ومتميزاً في الخبرات والكفاءات التي كانت وما زالت سنداً للتلفزيون الأردني و رافداً رئيساً لمعظم التلفزيونات العربية .

 

اليوم حقيقة وأنا أشاهد هذه النقلة النوعية في مسيرة  شاشتنا الأردنية الحبيبة ، أشعر بالفعل بالفخر والإعتزاز ، كيف لا  وأنا أشاهد أن شاشتنا الوطنية ما زالت ذلك  الرقم الصعب بين آلاف القنوات الفضائية المنتشرة على مختلف الاقمار الصناعية والتي تعرض كل ما هب ودب ،  بل أنني أعتقد جازماً أن تلفزيوننا الأردني العزيز اصبح الشاشة الأولى لجميع أبناء الوطن في داخله وخارجه ، وهو بيتنا الكبير  الذي ما زال  يجمعنا  على الخير والمحبة  ويجمع غالبية أبناء الوطن .

 

أخيرا تأتي الذكرى ال 53 لإنطلاقة التلفزيون  الأردني  في ظل ظروف إستثنائية  صعبة  يمر فيها وطننا الغالي  وخاصة فيما  يتعلق بحائحة كورونا  إضافة الى الظروف الإقتصادية الصعبة ، ولكن رغم كل ذلك ما يزال التلفزيون  يقدم الكثير كعادته  رغم تنكر  العديد من أبناء الوطن  للجهود الكبيرة التي تبذلها كوادر التلفزيون  ، وما الدورة البرامجية الرمضانية الأردنية بإمتياز والمتزنة إضافة الى  التغطية المميزة  التي يقوم  فيها التلفزيون  لكافة الأحداث والمناسبات  التي تجري  في كافة محافظات المملكة   إلا خير دليل وشاهد على ذلك .

 

كل أمنيات التوفيق والنجاح دوماً لتلفزيوننا وإذاعتنا الأردنية الحبيبة ، مع خالص الأمنيات أيضاً أن يبقى هذا التلفزيون مؤسسة وطنية أردنية تخدم الوطن و كل أبناء الوطن في الأردن وفي كل أصقاع المعمورة بكل تجرد وحيادية، وتخدم الدراما الأردنية العزيزة جدا على قلوبنا .

 

وجزيل الشكر والاحترام لإدارة التلفزيون الأردني الحالية  التي تواصل  عملها بالليل والنهار  لوضع التلفزيون الأردني وشاشته الوطنية من جديد على سلم أوليات المشاهد الأردني والعربي وسط هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية  العربية والأجنبية ، وبعون الله تعالى  سيبقى التلفزيون الاردني بفضل  إدارته وجميع موظفيه الشاشة الاولى التي يقصدها جميع أبناء الوطن في شتى أرجاء المعمورة .

 

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

—————–

بقلم/ منذر محمد الزغول

وكالة عجلون الاخبارية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.