في الهُوية


د. عزت جرادات

=

بقلم / د. عزت جرادات

*كانت الاسئلة التي طرحها المفكر الأمريكي هنتخو_Huntington-في كتابه: مَن نحن؟Who Are We – عام 2004م-.

“نحن الأمريكيون، هل نحن شعب واحد أم شعوب، أم أمة عالمية، أم أمة غربية ذات تراث أوروبي… أم أمة بحضارتها الخصوصية…لينتهي بالاستنتاج إلى أننا مجتمع رسم إطاره- إعلان الاستقلال – نحن امريكيون…

*هذه المقدمة اعتمدتها مدخلاً للتساؤل:من نحن؟ وهل نحن بحاجة لمثل هذا التساؤل؟ لقد كثر الحديث عن الهُوية …. والحقت بالكلمة… صفة أو صفات متعددة … مع أنها كلمة واحدة ذات مضامين ولا تحتاج إلى صفات…

*لقد أجاب المغفور له المؤسس على تساؤله من أنا؟: هاشمي الولاء، أردني الأنتماء، عربي المشاعر، وأجاب عنها الدستور: الأردنيون أمام القانون سواء، وإن أختلفوا في العِرق أو اللغة أو الدين.

*فما هي الهُوية؟ تشير الأدبيات حول هذا الموضوع إلى أنها منظومة متكاملة، مادية ونفسية ومعنوية واجتماعية، تتعمّق في وجدان الفرد والجماعات.

والهُوية تعتبر عن المواطنة التي تؤطّر العلاقة التبادلية بين الأفراد والمجتمع والدولة، والتي يُعبّر عنها بالولاء أو الأنتماء الوطني.

*فالهُوية والمواطنة وجهان لعملة واحدة وشعار بمضامين تمتزج فيها القيم المشتركة والخصائص الأجتماعية والثقافية والمشاعر الوطنية، وتتجلى في التطبيقات والسلوكيات الفردية والأجتماعي حيث تسودها المساواة وتكافؤ الفرص وإحترام التنوّع والاختلاف الذي لا يفسد للودّ قضية في جميع أمور المجتمع والحياة في إطار الكرامة الأنسانية والحرية وحق المشاركة الايجابية في الشأن العام.

*خلاصة القول، إننا ننتهي في البحث عن الهُوية إلى ما أنتهت إليه معظم الأمم والشعوب، وهي الهُوية الواحدة المجرّدة لا الموصوفة، وتربط بالوطن: فالهوية الواحدة هي الهوية الأردنية، بما تحمله من مضامين تكفّل بها الدستور، وتجذّرت في وجدان الشعب الواحد، وعبّرت عنها السلوكيات الفردية والأجتماعية في مختلف مناحي الحياة، سياسياً واقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً.

وإن أي صفة تُضاف لمصطلح (الهوية) غير المصطلح التاريخي- الأردنية- إن أي صفة أخرى تشوّه الهُوية ومضامينها وتخرج بها عن إطارها المرجعي – الدستور-.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.