قتلة الأشجار – أسأل الله أن يرينا فيكم يوماً أسوداً كسواد قلوبكم


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال / 28-08-2014

 

مرة أخرى وأخرى تتعرض غابات محافظة عجلون لأبشع جريمة لم أسمع ولم أرَ مثيلاً لها في أي منطقة من هذا العالم ، حيث تتمثل هذه الجريمة البشعة بإقدام فئة حاقدة لا تخاف الله ولا تحمل في قلبها أي ذرة انتماء لوطننا الغالي بحرق وإبادة الآف الأشجار المعمرة دون ضمير أو مخافة من الله .

آ

هذه العصابة التي لا يكبح جماحها أي وازع ماضية في غيها وحقدها على كل ما هو جميل في محافظتنا الجميلة التي وهبها العلي القدير هذه النعمة التي لا تقدر بثمن ، حيثآ  قامتآ  مساءآ  اليومآ  الأربعاء وبطريقة ممنهجة وفي أوقات مختلفة بإشعال الحرائق هناك وهناك وفي مناطق يصعب الوصول إليها كي يحقّقوا أكبر قدر ممكن من إلحاق الأذى بغاباتنا وأشجارنا المعمرة .

آ

وما يدعو للأسى والحزن أننا ومنذ بداية هذه الحرائق الكبيرة لم نسمع أن أحداً قد نال أي عقاب جرّاء فعلته الشنيعة ، بل لم نسمع أن الأجهزة الامنية قد ألقت القبض على أحد منهم ، وكأن الفاعل من عالم ومن كوكب آخر ، وما يثير في النفس الألم أيضاً أن كل هذه الجرائم تحدث تحت سمع وبصر الجميع في محافظة عجلون وتحت سمع وبصر لجان البيئة وأنصارها الذين قامت قيامتهم يوم علموا ببناء الكلية العسكرية في برقش ولم نر أحداً منهم أصدر حتى بياناً خجولاً عن الجرائم البشعة التي ترتكب اليوم بحق غاباتنا في محافظة عجلون.

آ

فإلى محافظ عجلون وإلى كل أجهزتنا الأمنية الشجاعة في المحافظة وإلى كل المعنيين في وزارة الزراعة نرجوكم أن تجعلوا من موضوع إبادة الآف الأشجار الحرجية المعمرة في غابات عجلون أولوية عندكم فقد بلغ السيل الزبى ولم يعد ينفع السكوت عن هؤلاء المجرمين وأخشى ما أخشاه أن يأتي ذلك اليوم الذي لا نجد فيه شجرة معمرة نتفيأ في ظلها أو نتنسم بهواءها ، ونرجوكم أن تتخذوا أقصى وأشد الإجراءات والعقوبات بحق هذه العصابة التي جعلت مصالحها الضيقة فوق كل إعتبار وهان عليها كل هذه الأشجار التي يقدر عمر الكثير منها بمئات بل بالآف السنين .

آ

أمّا أنتم يا قتلة الأشجار “فإن الله يمهل ولا يهمل“ سائلين الله العلي القدير أن يقطع ويحرق يد كل من يحرق ويقطع شجرة وأن يرينا الله فيكم يوماً قريباً أسوداً كسواد قلوبكم التي انقطعت منها الرحمة والشفقة لأنه لا عذر لكم ولكل من يقدم على هذه الجرائم ، فلا الفقر ولا الجوع يدفع صاحبه لأن يقتل ويقطع الأشجار بهذه الطريقة الوحشية التي حرمتها كل الديانات السماوية حتى في أوقات الحروب .

آ

والى كل أصحاب القرار في وطني الغالي في العاصمة الحبيبة عمان أوجه رسالة بإسمي وبإسم أهالي محافظة عجلون مفادها أن ثروتنا الحرجية في خطر شديد ، وأخشى ما أخشاه أننا سنفقدها بكل تأكيد إن بقيت إجراءاتكم وعقوباتكم خجولة لا ترتقي لمستوى الفعل ومستوى الجريمة ، فالمطلوب أن تخرج هذه الثروة الحرجية العظيمة من سلطة وإدارة وزارة الزراعة لأنها بالتأكيد غير قادرة على حمايتها مع إحترامنا وتقديرنا الشديد لكل جهودهم الجبارة التي يقومونا فيها ، ولكن تبقى قضية الإمكانات التي لا تؤهل وزارة الزراعة لحماية هذه الغابات.

آ

فالمطلوب وبأقصى سرعة أن تناط حماية هذه الثروة الحرجية بالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ، لأننا في محافظة عجلون شاهدين على أرض الواقع على أن المناطق التي تتواجد وتقيم فيها القوات المسلحة لا تقترب منها أيدي هؤلاء المجرمين القتلة .

آ

أخيراً اللهم إنّا نسألك بأسمائك الحسنى جميعها وبصفاتك العُلى أن تحفظ وطننا عزيزاً مصاناً من غدر الغادرين ومن حقد الحاقدين والحاسدين وأن تحفظ أشجارنا وأرضنا من قتلة وعصابات الأشجار .

آ

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.