قدر الأردن بين النكران والجحود


نسيم العنيزات

يبدو ان قدر الأردن بأن يبقى يعاني ويواجه التحديات وكأنه مكتوب عليه ان يعيش بين ظروف الداخل وتحديات الخارج.
فمنذ ان نشأت الدولة الاردنية وهي من ضيق إلى صعوبة ومن تحد إلى آخر والأصعب من ذلك جحود ونكران البعض على الرغم من مواقفها ودورها في المنطقة وما تقدمه للاشقاء من عون ومساعدة.
واذا كانت التحديات الخارجية صعبة، الا انه مقدور عليها ويسهل التعامل معها بما يحقق المصلحة الوطنية ويحافظ على أمننا واستقرارنا دون النظر اي اية كلف اخرى .
الا ان ظلم القربى أشد مرارة وأكثر ايلاما في بعض الأحيان .
فالاردن وشعبه قدموا الكثير للاشقاء ولم يتخلوا يوما عن دورهم العربي وموقفهم القومي وواجبهم الإنساني تجاه الأشقاء في جميع الظروف التي مروا بها .
حيث فتح الأردنيون بيوتهم لاشقائهم الذين هربوا من بلادهم نتيجة غياب الأمن و الاستقرار او بسبب ظروف مختلفة اما حروب داخلية او تدخلات خارجية.
ولم يجدوا الا المحبة والترحاب من إخوانهم الأردنيون الذين تقاسموا معهم كل مقومات الحياة من سكن وطعام عن رضى و طيب خاطر دون منة او تذمر او انتظار مقابل .
وعند اي موقف او الم يصيب دولة شقيقة تجد الأردن اول الفازعين واخر المتخلين.
واذا ما تعرض شقيق إلى اعتداء او موقف يضر بمصالحه فاننا لا نتخلى عن واجبنا القومي ونكون عندها اول المستنكرين والشاجبين والداعمين دوليا وسياسيا .
هذا هو الأردن يا سادة كان وما زال، السند والعضد لكل اخ وشقيق في الخارج والداخل لم يغلق حدوده او ابوابه يوما امام شقيق او اخ.
وكان يعتبر الجميع اخوانا وضيوفا لحين انقشاع ازمتهم وزوال محنتهم .
فلا تنكروا عليه حقه او تجحدوا دوره او تتصيدو له وتبحثوا دائما عن كل ما يعكر صفوه ويغضب اهله مستخدمين أساليب التخوين والتشكيك في كل قضية و عند أي موقف يتخذه.
ولو كان الأردن وضعه الاقتصادي بغير هذا الحال من ضيق وصعوبة في العيش ومديونية عالية بنسبة تتجاوز الناتج القومي وبطالة بين أبنائه وشبابه لما تخلى عن شقيق ولوجدنا بصماته في كل بيت ومكان .
لانه بلد قام على العروبة والقومية وتربى على الإيثار والتضحية.
ومع ذلك وعلى الرغم من كل الظروف وصعوبة الأوضاع الاقتصادية فانه لم يتخلّ عن دوره وتجده في جميع ميادين المساعدة والاسناد دون شكوى او تذمر وكأنه دولة غنية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.