قراءة في الزيارة الملكية الأخيرة لمحافظة عجلون


منذر محمد الزغول

تاريخ نشر المقال /  21-08-2019

بعيداً عن القضية الرئيسية التي عادة ما تصاحب أي زيارة ملكية لمحافظة عجلون أو أي آ محافظة أردنية أخرىآ  والتي تتعلق بقائمة المدعوين آ ومن لم يتم دعوته ، فهذه قضية شائكة جدا لن تتحق فيها العدالة مهما حاول أصحاب القرار فعل ذلك .

بالطبع أنا شخصيا ألتمس العذر لصاحب القرار في المحافظة أو الديوان الملكي أو أي جهه معنية أخرى آ ، كما ألتمسآ  العذر للشخص غير المدعو ، فلكل أسبابه الوجيهه والمقنعة ، فصاحب القرار ملتزم بعدد محدد آ منآ  المدعوين وخاصة في الزيارة الأخيرة فقد كان المطلوب أن يكون غالبية المدعوين من فئة الشباب ، ثم ولأسباب أخرى تم زيادة العدد ليشمل أكبر عدد من النشطاء والوجهاء ، لكنآ  قد يكون الحل المقنع النهائي لهذه القضية هو أن يكون في كل زيارة كشف من الأسماء مغاير تماما للكشوفات السابقة لضمان شمول أكبر عدد ممكن من ابناء وبنات المحافظة في الزيارات الملكية آ ، ثم والأهم من ذلك آ أن من يتحمل أمانة كتابة كشف أسماء المدعوين عليه آ أن يكون على مسافة واحدة من الجميع وأن لا يسعى بأي حال من الأحوال الى إستبعاد أي إسم مهما كان آ لأسباب شخصية أو لأي إعتبارات أخرى .

 

لكن القضية الاهم برأي آ تبقى آ هي كيفية إستثمار أي زيارة ملكية من ناحية تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب لصالح المحافظة بشكل عام ، وهذه القضية تبقى الشغل الشاغل لكافة الغيورين على صالح المحافظة وأهلها الكرام .

 

للامانة أجمل ما أسعدني وسرني في زيارة الملك الأخيرة لعجلون هو كلامه الرائع عن هذه المحافظة الجميلة ،حيث أكد جلالة الملك أن عجلون لديها كل الإمكانيات، ولا بد من العمل معا لتكون عجلون في المقدمة ، مؤكدا أيضا أنه آ بجهودنا جميعا عجلون ستبقى بألف خير، حيث أكد جلالة الملك أيضا على أهمية تقديم خطة شمولية لمحافظة عجلون بأقرب وقت، لتحديد الأولويات وتقسيم الأدوار للسير بمشاريع المحافظة والاستفادة من ميزات عجلون في قطاعي السياحة والزراعة.

 

والسؤال الذي يطرح نفسه و بكل قوة هل فعلا نجحنا في محافظة عجلون بإستثمار الزيارة الملكية على الوجه الذي يرضى أهالي المحافظة وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها ، وهل ما طرح من قضايا أمام جلالة الملك يلبي رغبة وطموح وتطلعات أبناء المحافظة الذين لطالما حملوا المسؤولين وخاصة المنتخبين منهم أسباب عدم حصول المحافظة على حقوقها من التنمية وإيجاد مشاريعآ  لتشغيل شباب وشابات المحافظة .

 

على كل لا أشك على الإطلاق أن رئيس مجلس محافظة عجلون ومن أتيحت لهآ  فرصة الحديث من أعضاء المجلس ورؤساء البلديات أمام جلالة الملك آ ورغم ضيق الوقت المتاح لهم آ أنهم قصروا على الإطلاق ، وأعرف كما يعرف غيري أنه حصل إتفاق بين الحضور على القضايا التي ستطرح أمام جلالة الملك ، وإستثمار الوقت المتاح آ بطرح القضايا الملحة للمحافظة ، لكن تبقى القضية الأهم وهيآ  إعداد دراسة مقنعة وعلمية آ لكل قضية تم طرحها بعيدا عن حسابات الفزعة آ ، و هوآ  الأمر آ الذي ينقصنا بالعادة في طرح قضايانا وهمومنا أمام جلالة الملك وأي مسؤول أخر تتاح لنا فرصة مقابلته .

 

لكن ايضاً جلالة الملك كان السباقآ  في هذه القضية حيث طلب وبكل صراحة من رئيس وأعضاء مجلس المحافظة ورؤساء البلديات ضرورة آ تقديم خطة شمولية لمحافظة عجلون بأقرب وقت ممكن آ لتحديد الأولويات وتقسيم الأدوار للسير بمشاريع المحافظة آ الملحة ، وهنا أتمنى على جميع المعنيين أن لا يتركوا هذه الفرصة وأن يبادروا على الفور بإعداد هذه الخطةآ  مع ضرورة أن تكون خطة آ علمية مقنعة قابلة للتحقيق ، متمنياًآ  عليهم أيضاً أن يُشركوا أصحاب الخبرات الإقتصادية والإدارية آ الهامة آ في المحافظة في إعداد هذه الخطة لنتمكن بالفعل من الخروج بأفضل صورة أمام جلالة الملك والوطن وأهالي محافظة عجلون الذين لن نقنعهم بأي شىء ما لم يروا تنمية حقيقية تتحقق على أرض الواقع وإيجاد مشاريع هامة من شأنها توفير فرص عملآ  لشباب وشابات المحافظة .

 

أخيراً  زيارة جلالة الملك الأخيرة لمحافظة عجلون  مهمه جدا وجاءت في وقتها وزمانها المناسب لأن المحافظة كغيرها من المحافظات الأردنية تعاني من الفقر والبطالة وعدم وجود مشاريع حقيقية ، وقد تكون زيارة جلالة الملك لموقع إنطلاق مشروع التلفريك رسالة هامة جدا للمعنيينآ  أنه ما عاد مقبولاآ  تأخير هكذا مشروعآ  أكثر من ذلك آ ، لذلك أتوقعآ  أن يبذل المعنيين خلال الأيام القادمة جهودا إستثنائية وكبيرة آ لمباشرة آ العمل بالمشروع آ والإنتهاء منه بالمدة الزمنية آ المتفق عليها .

 

كما أنني أعتبر زيارةآ  جلالة الملك لمحافظة عجلون أكبر دعم  لمجلس المحافظة والبلديات و هو بداية الطريق بإذن الله تعالى   لنتمكن من تحقيقآ  بعض طموحاتنا وأحلامنا ، ولقاء جلالة الملك تحديدا بمجلس المحافظة هو رسالة هامة جدا للمجلس ليتمكن من القيام بمهامه وواجباتها آ على أكمل وجه ، ويبقى على رئيس وأعضاء المجلس الذين نكن لهم كل الإحترام والتقدير أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يكونوا على مسافة واحدة من الجميع ، بل أتمنى أن يعتبر كل عضو من أعضاء مجلس محافظة جميع مناطق المحافظة منطقته وأن يقدم لها كما يقدم لمنطقتهآ  لأن هذا الأمر هو الضمانة الحقيقية لنا في محافظة عجلون لنتمكن من خدمة آ وطننا و محافظاتنا وأهلنا بالشكل الذي يستحقونه .

 

كما أنني أتمنى أن نتجاوز   القضايا الثانوية في أي زيارة ملكية قادمة كقضية قائمة المدعوين بالرغم من اهميتها ، أو من سيتكلم أمام جلالة الملك وغيرها من القضايا الثانوية ، وأن ينصب جل إهتمامنا على عدد من القضايا القابلة للتحقيق والتنفيذ وخاصة في مجال قضايا الفقر والبطالة وإيجاد فرص عمل لشباب وشابات المحافظة .

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.