كلية العلوم التربوية في الجامعة الاردنية وخطوات الاعتماد الدولي: مسار استراتيجي نحو تعليم نوعي عالمي.

د.بسام القضاة
=
الدكتور بسام القضاة
الجامعة الاردنية /كلية العلوم التربوية
تسعى الجامعة الأردنية، باعتبارها أعرق مؤسسة تعليمية في الاردن، إلى تعزيز جودة برامجها الأكاديمية من خلال التوجه نحو الحصول على الاعتماد الدولي لبرامجها في مختلف كليات الجامعة ، ومن بينها كلية العلوم التربوية، حيث تسعى هذه الكلية الى الحصول على الاعتماد الدولي وفق معايير المجلس الأمريكي لاعتماد إعداد المعلمين (CAEP)، الذي يعدّ المرجعية الأولى عالميًا في هذا المجال.
هذا التوجه ليس مجرد إجراء إداري، بل يمثل خيارًا استراتيجيًا يؤكد التزام الجامعة الأردنية وكلية العلوم التربوية بدورها الوطني والإقليمي في إعداد معلمين يمتلكون كفاءات عالية وقدرات تنافسية على المستويين المحلي والدولي.
لماذا الاعتماد الدولي مهم لكلية العلوم التربوية في الجامعة الاردنية ؟
إن حصولكلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية على اعتماد CAEPسيشكل نقطة تحول في مسيرة التعليم العالي الأردني للأسباب التالية:
- تعزيز المكانة الأكاديمية: إذ سيمنح الجامعة والكلية موقعًا متقدمًا ضمن الجامعات والكليات الإقليمية والعالمية التي تتبنى معايير الجودة الصارمة.
- ثقة المجتمع وأصحاب العمل: فشهادة الاعتماد تعد بمثابة ضمانة على أن خريجي كلية العلوم التربوية يمتلكون كفاءات حقيقية في التدريس والإدارة التربوية.
- انفتاح عالمي: سيسمح الاعتماد بتخريجخريجي كلية العلوم التربوية إلى أسواق عمل خارجية، معترف بشهاداتهم وكفاءاتهم.
- تطوير مستدام للبرامج: إذ تفرض معايير CAEP المراجعة الدورية للمناهج، ما يعني بقاء البرامج متجددة ومتوافقة مع أحدث التوجهات التربوية.
وتعمل كلية العلوم التربوية على خطة متكاملة تشمل:
- مراجعة شاملة للمناهج الدراسية بما يضمن دمج أحدث الاستراتيجيات التربوية.
- تعزيز كفاءة أعضاء هيئة التدريس من خلال برامج تدريبية وأبحاث مشتركة مع مؤسسات عالمية.
- توسيع برامج التدريب العملي للطلبة عبر شراكات قوية مع المدارس الأردنية.
- بناء منظومة تقويم شاملة لتقييم أداء الطلبة والخريجين وربطها بمتطلبات سوق العمل.
لا تسير الجامعة الأردنية وكلية العلوم التربوية في هذا المسار بمعزل عن تجارب عالمية وعربية رائدة؛ فقد حصلت جامعات مثل هارفارد وستانفورد على اعتماد دولي لبرامجها التربوية، ما جعلها نموذجًا عالميًا في إعداد المعلمين.
وعلى الصعيد العربي، تمكنت جامعات مثل جامعة الملك سعود وجامعة الإمارات العربية المتحدة من اعتماد برامجها التربوية دوليًا، وهو ما يشكل دافعًا إضافيًا للجامعة الأردنية وكلية العلوم التربوية لتعزيز موقعها الريادي في المنطقة.
إن سعي كلية العلوم التربوية في الجامعة الاردنية نحو الاعتماد الدولي يعكس رؤية عميقة بأن التعليم لم يعد حبيس الإطار المحلي، بل أصبح ظاهرة عابرة للحدود، تتطلب الالتزام بالمعايير العالمية. ومن المتوقع أن يفتح هذا الاعتماد أمام كلية العلوم التربوية آفاقًا أوسع للتعاون الأكاديمي والبحثي، ويمنح طلبتها فرصًا أكبر للتميز في مختلف الميادين التربوية.
بهذا المسار، تؤكد كلية العلوم التربوية في الجامعة الاردنية التزامها بالتميز والجودة والريادة، واضعة نفسها في مصاف الكليات التربوية التي تراهن على رأس المال البشري بوصفه الأساس الحقيقي للتنمية المستدامة. فالاعتماد الدولي وفق معايير CAEPليس غاية بحد ذاته، بل وسيلة لتمكين المعلمين من قيادة عملية التغيير التربوي وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.