كلية جرش التقنية وعد يتحقق..!


د. مفضي المومني

التعليم التقني حاجتنا الملحة لحل مشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية، ويجب التوسع في إنشاء الكليات التقنية المؤهلة لتلبية التوجيه نحو التعليم التقني، ونستبشر خيراً في كل لبنة خير تبنى في وطننا الحبيب، كلية جرش التقنية والتي تتبع جامعة البلقاء التطبيقية ستكون إضافة نوعية لتعزيز التعليم التقني وتوفير فرص التأهيل لأبناء الوطن وخاصة محافظة جرش اللتي ليس فيها إلا جامعة خاصة، فبعد مخاض طويل زاد عن عشرين عاماً… تحقق حلم اهالي محافظة جرش وأعتقد أن كليتها التقنية ستستقبل طلبتها العام القادم بجهد الخيرين من أبناء جامعة البلقاء والوطن، ولكي نعطي كل ذي حق حقه وللتاريخ؛ فقد بدأت فكرة إنشاء كلية تقنية في محافظة جرش في نهاية تسعينيات القرن الماضي حين زار الملك الراحل جرش، وأمر بأنشاء كلية جامعية تلبية لطلبات أبناء المحافظة العريقة، ولكن تأخر الأمر ما يقارب 25 عاما… ! ففي عام 1997 اصبح الأمر بعهدة جامعة البلقاء التطبيقية والتي حملت إرث جميع الكليات الحكومية، وتوالت الرئاسات للجامعة، والموضوع قيد الدرس وتوفير الارض والتمويل… وللحقيقة والتاريخ فقد تم اصدار تفويض أرض الكلية من مجلس الوزراء بتاريخ 2013/10/6 بعهد رئاسة أ.د نبيل شواقفه والذي شكل بتاريخ 2013/12/4 لجنة من المكتب الهندسي وأساتذة الجامعة لمتابعة الأعمال الفنية لإقامة الكلية التقنية في جرش وتم طرح عطاء البنى التحتية والأسوار لقطعة الارض المخصصة لكلية جرش بتاريخ 2015/8/9 وتم ذلك على أرض الواقع، وبعد ذلك دخل موضوع إنشاء الكلية في سبات عميق… رغم المطالبات المتكررة من أبناء المحافظة والتي قوبلت بتسويف وإعلانات تخديرية ووعود لم تنفذ… !، رغم إجتزاء مبلغ 7.5 مليون دينار من منحة خارجية إيطالية 15 مليون دينار مخصصة أصلاً لتطوير كلية عجلون من وزارة التخطيط، وكان حري بإدارة الجامعة في حينه توفير تمويل لإقامة كلية جرش كحاجة ملحة من ميزانية الجامعة أو من الحكومة أو المنح الخارجية وعدم المس بمخصصات كلية عجلون بطريقة التفافية نعرفها… ! والذي أثر على التطوير المطلوب والمستحق لكلية عجلون… !، ليتم التغني بذلك وكانها بطولة انتخابات..!، منوهاً أن حبنا لجرش هو ذات حبنا لعجلون ولكل محافظات الوطن، بكل الأحوال تم إجتزاء المبلغ وبقيت الأمور على حالها رغم وعود تسويفية من حين لحين، وعادت الروح للمشروع حيث تم قبل شهرين في عهد الرئيس الحالي لجامعة البلقاء إحالة عطاء الأبنية التدريسية والإدارية والمختبرات والمشاغل والبنى التحتية لكلية جرش وكذلك عطاء الإشراف، وتم تشكيل لجان حددت البدء بثمانية تخصصات يطلبها سوق العمل وطبيعة محافظة جرش السياحية، ونأمل أن تكون كلية جرش التقنية معلم أكاديمي متطور في مقبل الأيام يضاف إلى ما تم إنجازه في بلدنا الغالي ويؤكد الإهتمام الفعلي بالتعليم التقني، وأن تدعم الحكومة هذا النوع من التعليم وتطوره وتخصص له ميزانيات مناسبة ومنفصلة.
مبروك مقدماً لأهالي محافظة جرش… ومبروك للوطن… حمى الله الأردن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.