كيف يصبح الوزير وزيراً في بلدي ؟!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ  نشر المقال /  15-06-2018

 

بداية  يسرني  أن أتقدم  بخالص المباركة   والتهنئة من جميع الأخوة والأخوات الأعزاءآ  بمناسبة حلول عيد الفطر السعيدآ  ، سائلا الله العلي القدير أن يعيده علينا جميعاً ونحن ننعمآ  بالأمن والإستقرارآ  ،، وأن آ يُيسر الله لهذا الوطن وهذا الشعب الأردنيآ  العظيم آ حكومة تتقي الله فيه ، آ تبحث له عن أسباب الرخاء والعيش الكريمآ  بعد أن عانينا سنوات طوال آ من حكومات آتت على الأخضر واليابس ولم تترك لنا شيئاً من حطام هذه الدنيا .

آ أما آ موضوع المقالآ  وهو كيف يصبح الوزير وزيراً في بلدنا الغالي ،آ  فقد كنت أتطلع الى إجابات شافية حول هذا السؤال من بعض الوزراء الذين تم توجيه هذا السؤال لهم في برنامج فاهم الطابق الذي عرض خلال شهر رمضان المبارك ،، آ ولكن وللأسف الشديد فقد كانت غالبية إجابات الوزراء دبلوماسية جانبتها الحقيقية والواقع .

لكنآ  المراقب آ والمتابع جيداًآ  آ لتشكيل الحكومات الأردنية في بلدنا وخاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الأخيره قد يجد بعض الإجابات على هذا السؤال إذا دقق جيداً بالتشكيلة الوزارية ، بالرغم من إدعاء رئيسها أنه أخذ الوقت الكافي لإختيار أشخاص من أصحاب الكفاءات والخبرات .

الإنطباع الأول الذي يخرج فيه أي محلل مبتدىءآ  لتشكيل الحكوماتآ  الأردنية يلاحظ على الفور الغياب الحقيقي لعامل الكفاءة والخبرة ، وقد يكون هذا العامل أخر هم آ رؤساء الحكومات ،، ولوآ  قام الرؤساء بأخذ هذا العامل بالحسبان لما كنا وصلنا الى هذه الحالة المتردية آ من ضعف في الأداء وتخلف في كافة القطاعات ،، الى درجة أننا أصبحنا آ ندير أمورنا وأمور الدولة بطريقة الفزعةآ  بعيداً عن الخطط الخمسية والعشرية وغيرها .

لكن الغريب والعجيب بأمر تشكيل الحكومات الأردنية وخاصة الحكومة الأخيرة هو إختفاء الرئيس عن الساحة تماماً وخاصة خلال مرحلة المشاورات ، وعندما يتم السؤال عن الرئيس فتأتيك الإجابة مباشرة أن الرئيس منهمك بإختيار فريقه الوزاري وهو يجري مقابلات ومشاورات مكثفة لإختيار حكومة رشيقة من أصحاب الخبرات والكفاءات لتتمكن من إدارة أمور الدولة على أفضل حال .

والأمر الغريب آ الأخر هو آ عندما تظهر التشكيلة الوزاريةآ  بعد هذا المخاض العسير يتفاجىء الجميع ببعض الأسماء ،فلا هي من أصحاب الكفاءات والخبرات ، ولا هيآ  ممن كان لهم خبرةآ  في العمل العامآ  ،، وحتى وصل الأمر ببعضهم أنه لم آ يعمل على الإطلاق آ في مجال الحقيبة الوزارية التي حصل عليها آ ،، والله وحده أعلم كيف أصبح هذا الشاب الوسيم آ أو تلك الفتاه الرشيقة آ وزيراً في يوم وليلة .

أتوقع والله أعلمآ  أن رؤساء الحكومات الأردنيةآ  آ عندما يكلفون بتشكيل أي حكومةآ  يضعون بحساباتهمآ  النسب والقربى والصداقة والمصالح الشخصية ، والأهم من ذلك علاقات وإرتباطات الزوجات بالصديقات ،، وقد تكون النسبة الأكبر في أي حكومة لهذه الفئات ،، أما الخبرة والكفاءة آ والنظافة والأمانة والإنتماء الحقيقي للوطنآ  فهي أمور لم تعد مهمه على الإطلاق .

أخيراً أدعو رؤساء الحكومات الأردنية وأصحاب القرار في بلدي الى قراءة السيرة الذاتية جيداً للسفير الصهيوني الجديد في عمان ، وكيف يضعون الرجل المناسب بالمكان المناسبآ  ،،

فيا سادة ياكرامآ  هذا وطن وليس مزرعة أو بنك أو شركة تديرونها كيفما شئتم ،، الشعب الأردني العظيم والوطن وقائد الوطن يستحقون منكمآ  وقفة مراجعة حقيقية مع النفسآ  ،، لأن أمورنا إذا بقيت تدار بطريقة الحسب والنسب والصداقة والمصالح الشخصية آ ،، فلن يكون المستقبل مبشراً بالخير بالتأكيد ،، وسنبقى ندور بحلقة مفرغة منآ  تغيير الوجوه والأشخاص وسيبقى الوطن جريحاً آ يعاني الأمرينآ  من أشخاص ومسؤولين لم يعرفوا بعدآ  أن الوطن أكبر منا جميعاً .

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.