لا تتركوا الشباب للفراغ


نسيم العنيزات

يتميز الاردن بانه مجتمع شاب تتجاوز نسبة الشباب فيه الى عدد السكان 60 % في ظل ازدياد البطالة في بلد يعاني من اوضاع اقتصادية صعبة.
وعلى الرغم من ان جائحة كورونا فاقمت ازمة البطالة وعمقتها بعد ان اجبرت الكثيرين منهم على ترك اعمالهم او تم تسريحهم او اغلاق منشآتهم، لكن علينا ان نعترف بان «كورونا» ليس وحده المسؤول عن البطالة وقلة فرص العمل انما الحكومات المتعاقبة تتحمل ايضا المسؤولية لعجزها عن خلق اجواء اقتصادية واستثمارية تساعد على خلق وإيجاد فرص عمل في الاردن.
لذا علينا ان ندرك بان استمرار وضع البطالة على حاله وترك الشباب دون عمل وطاقتهم المخزنة قد تدفع البعض الى سلوكيات واتجاهات تؤثر على السلم المجتمعي وتضرب بعاداته وتقاليده عرض الحائط، والاتجاه الى سلوكات عدوانية والبحث عن مصادر لتفريغ طاقتهم او تسلية اوقاتهم بغض النظر عن نتائجها ومخرجاتها.
ومن هنا علينا ان نتعامل مع هذه الفئة بمنتهى الحذر ومساعدتهم على تفريغ مخزونهم من الطاقة في الاتجاه الصحيح من خلال إيجاد مبادرات مجتمعية وعقد مؤتمرات للتوعية وتوجيههم نحو اعمال تطوعية في المجتمع لتنمية الانتماء وتعميق العمل الإنساني، وادماجهم في الجمعيات والاعمال الخيرية وغيرها والاستفادة من المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن، على ان تكون هذه الاعمال مقابل اجور رمزية تساعدهم على قضاء حاجاتهم ومتطلباتهم اليومية.
اما الانتظار والاكتفاء بالتصريح والوعود وإيجاد حلول وقتية لا تسمن ولا تغني من جوع ستبقينا ندور في دائرة مغلقة.
فلا يجوز ان نبقى هكذا ونحن نرى فئة مهمة وركيزة اساسية في بناء وتنمية المجتمع واستقراره تعاني اوضاع اقتصادية ونفسية صعبة وفراغ قاتل. فلا بد من دراسة العملية بعمق والتعامل معها بجميع تفاصيلها وإيجاد حلول شاملة وتكاملية، وتبني شعار حكومي سنوي بعنوان بناء الشباب والمحافظة عليهم وتطوير مهاراتهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.