لا نريد أن تُقرع طبول الحرب ولكن!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال / 09-12-2017

 

جميل جداً ما نراه اليوم من تناغم وتقارب بين الموقفين الرسمي والشعبي في الرفض جملة وتفصيلاً لقرار الرئيس الأمريكيآ  ترمب باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل لأرضنا ومقدساتنا منذ عقود خلت .

آ

الشعوب العربية والإسلامية لم يكن لديها في أي من الأيام أي مشكلة ، بل كانت على الدوام مستعدة للتضحية بالغالي والنفيس من أجل أرضنا المحتلة ومقدساتنا وعلى رأسهاآ  القدس الشريف والمسجد الأقصى ، و كان لديها دائماً الاستعداد لأن تبقى بالشارع لأيامٍ عديدة وليالٍ طويلة من أجل التعبير عن رأيها الرافض لظلمآ  وطغيان الاحتلال الصهيوني ومن يسانده من قوى الشر والطغيان وخاصة أمريكا وغيرها منآ  دول الاستعمار .

آ

كان الشارع العربي على الدوام يواجه مشكلة كبيرة ليس مع دول الاحتلالآ  والاستعمار فحسب ، ولكن كانت المشكلة الحقيقية تظهر مع الحكوماتآ  والأنظمة العربية التي كانت في واد والشعوب العربية في واد آخر ، مما أدى إلى ظهور فجوة كبيرة دائماً بين الأنظمة والشعوب ، حيث انعكست بالتأكيد على قضايانا وهمومنا ، وأصبح العدو يجد منا ومن بلداننا فريسة سهلة و لم يكن يحسب لنا أي حساب جرّاء هذه الفجوة الكبيرة بين الشعوب والأنظمة .

آ

على الصعيد المحلي الأردني جميل جداً أيضاً أن تدعو الحكومة الأردني الشعب الأردني للخروج للشارع للتعبير عن الرفض لقرار الرئيس الأمريكي ، والأجمل أيضاً أن يبقى التلفزيون الأردني الرسمي على مدار الأيام الماضية في حالة استنفارآ  قصوى لمواكبة الأحداث أولاً بأول ولنقل رأي الشارع الأردني الرافض للموقف الأمريكي ، وهو وللأمانة أمر لم نعهده من قبل في سياسة التلفزيون الأردني الذي كان في بعض الأحيان في واد والدنيا كلها في واد آخر .

 

الشعب الأردني بشكل خاص والشعوب العربية والإسلامية لم تقصرآ  ولن تقصر بعون الله تعالى ، وهي جاهزة لأن تبذل الكثير وأن تبقىآ  بالشارع لأيام وأشهر ، وأنا واثق أيضاً أن الشعوب العربية لن يصيبها الكلل والملل والإحباطآ  مهما كانت التحديات والصعاب التي ستواجهها ،، فالشعوب العربية والإسلامية و منذ عقود خلت ثائرة ومحتقنة ، ولكن الموقف الرسمي العربي هو ما كانآ  يقف حائلاً بينها وبين قوى الشر والطغيان والاحتلال .

آ

آخيراً  هذه المواقف المشرفةآ  للشعوب العربية والإسلامية بحاجة ماسة جداً لقرارات جريئة من الجانب الرسميآ  حتى لا تبقى مجرد احتجاجات واعتصامات بالشارعآ آ  لاتقدم ولا تؤخر ، وهو بالفعل ما تبحث عنه قوى الاحتلال والغطرسة أن نبقى نستكر ونشجب ونغلق طرقاتنا دون أن ينعكس ذلك شيئاً عليهم .

آ

لا نريد أن تقرع الأنظمة العربية والإسلامية طبول الحرب ، فنحن على ثقة أن ذلك أمراً بعيد المنال ،، ولكن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بحاجة ماسة جداً لأي قرار رسمي عربي حتى لو كان التلويحآ  بتجميد معاهدات السلام البائسة و إيقاف المفاوضات مع هذا العدو الغاشم أو على الأقل طلب السفراء وتسليمهم مذكرات إحتجاج ، أو أي أمر آ حتى لو كانآ  من شاكلة ما إتخذتهآ  بعض الدول العربية ضد بعضهاآ  البعض ،، آ فالمهمآ  أن يعبر الموقف الرسمي العربي آ عن رفضنا و غضبنا إتجاه هذا الإستهتار و الغطرسة التي آ لم تمر على أمتنا من قبل بسبب هذا الضعف والهوان والفرقة والخلافات التي نعيشها.

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،آ 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.