لماذا الإصرار على تهميش دور مجلس محافظة عجلون ؟!


منذر محمد الزغول

=

حقيقة ترددت كثيراً قبل الكتابة  في هذه القضية  ، إلا إن ما جرى في مجلس محافظة عجلون اليوم السبت وفي الأيام السابقة من نقاشات حادة جداً  حول تكرار تهميش دور مجلس المحافظة وخاصة خلال الزيارة الملكية الأخيرة للمحافظة ، أجبرني  على الكتابة  والبوح بكل ما يجول في البال والخاطر ، حيث ظهر جلياً أن لا أحد   يُعير المجلس  ورأيه  في قضايا وهموم المحافظة أي اهتمام  .

على كل التهميش ليس جديداً ولا طارئاً ، فقد تكرر هذا التهميش في العديد من المناسبات والقضايا ، حتى وصل الأمر أنه  تم استثناء رئيس وأعضاء  مجلس المحافظة من العديد من زيارات الوزراء  وأصحاب القرار للمحافظة ، إضافة إلى أن مجلس المحافظة هو الوحيد من بين مجالس المحافظات في المملكة  الذي لم يتمكن من مقابلة معالي وزير الإدارة المحلية ولا حتى معالي وزير الأشغال ولا  أي وزير أخر ، بالرغم من أن هناك مطالبات عديدة ، وطبعاً الحديث يطول ويطول في هذا المجال .

أعرف جيداً بل أنا واثق من ذلك أننا كمجلس محافظة نتحمل الجزء الأكبر من هذا التهميش لأننا  قصرنا بحق أنفسنا وبحق مجلسنا ومحافظتنا ، فرضينا بأنصاف وأرباع الحلول ، حتى وصل الأمر بأحد مدراء الدوائر الرسمية خلال العام الماضي أن قام  بإجراء مناقلات حتى دون الرجوع للمجلس ، والأمر ينطبق اليوم على كافة مشاريع التربية   في المحافظة  التي أقر المجلس فيها شيئاً ووصلنا من الوزارة أشياء أخرى لا علاقة للمجلس فيها ، وبالطبع  الأمر ينطبق على قطاعات أخرى لا مجال للحديث فيها الآن .

أما موضوع الساعة ومدار النقاش الحاد بين أعضاء مجلس محافظة عجلون اليوم ، هو استثناء أعضاء المجلس من الزيارة الملكية الأخيرة للمحافظة ، فمن صاحب القرار  في هذه القضية ،، هل هو الديوان الملكي العامر ، أم حكومة عجلون ؟ ،، وما الحكمة من وراء تهميش ممثلي مناطق المحافظة المختلفة ولصالح من يتم اتخاذ قرار مجحف  كهذا القرار ، وهل فكر صاحب القرار جلياً حينما اتخذ  قراره بتهميش  مجلس المحافظة المسؤول الأول عن الخدمات وتنفيذ المشاريع  في المحافظة .

أخيرا فكرة مشروع مجالس المحافظات هي فكرة ملكية رائدة ، كان الهدف منها نقل التنمية الى الإطراف والمحافظات ، فكان من الأجدى حينما فكر أي مسؤول بتهميش أعضاء مجلس محافظة عجلون  بجرة قلم أن يعود الى الرغبة الملكية في انجاح عمل مجالس المحافظات ، فجلالة الملك حفظه الله أراد لهذه المجالس أن تأخذ دورها على الوجه الأمثل ، وكلنا يتذكر جيدا في الزيارة الملكية للمحافظة في العام 2019م  كيف أفرد جلالته جزءا  كبيرا من وقته  للإجتماع بمجلس محافظة عجلون والإستماع الى أرائهم ومقترحاتهم .

وكم كنت أتمنى على حكومة عجلون الحالية أن يكون لها الرأي والقول الفصل في هذا المجال، وأن يكون رأيها قوياً  ، كما كان عليه الحال في العام 2019م ، بالرغم  أن البعض يحاول الصاق تهمة تهميش أعضاء المجلس  بالديوان ، إلا إنني  شخصياً لا يمكن أن  أصدق أن الديوان الملكي له علاقة  باستثناء مجلس محافظة عجلون من شرف لقاء جلالة الملك .

 ثم ألا يعلم  صانع القرار في عجلون أن أعضاء مجلس محافظة عجلون أصبحوا حديث وتنمر  العديد من  أهالي المحافظة ، حيث أصبحنا لا نسمع إلا كلمة واحدة تقال بإستهزاء  ( مالهم  عليكم ).

أخيراً أيضاً مجلس محافظة عجلون الذي يضم نخبة النخبة وخيرة الخيرة  من أبناء وبنات محافظة عجلون  يعاني  اليوم الأمرين  ، فمن جانب  أصبح المجلس  لا هم له  إلا متابعة مشاريعه من وزارة الى وزارة ، وفي نفس  الوقت  أيضاً وللأسف الشديد أصبح المجلس  يُهمش ويحارب من بعض أصحاب القرار في عجلون وغيرها ، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد الى التراجع الكبير في دوره الذي أراده له سيد البلاد وقائد المسيرة حفظه الله ورعاه .

والله من وراء القصد ،،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

الناطق الإعلامي لمجلس محافظة عجلون

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.