لماذا لا يُعقد مؤتمر إقليمي لمكافحة المخدرات!


د. كمال الزغول

=

 

من خلال بيانات القوات المسلحة الأردنية حول معارك كبيرة وبشكل يومي على الحدود السورية ومن خلال ما يكتبه الباحث في الشأن السوري الأستاذ صلاح الملكاوي عن خطورة عمليات تهريب المخدرات نجد بأن ذلك ينبئ بخطورة شديدة ليس فقط على منتسبي القوات المسلحة الأردنية الباسلة وإنما على أجيال قادمة في الأردن ومنطقة الخليج العربي ، وقد بدا ذلك من خلال كميات المخدرات المصادرة من قبل الجيش العربي الأردني ،فلو تساءلنا الى متى سيبقى الجيش العربي يشتبك مع هؤلاء المهربين دون ايجاد حلول إقليمية بمشاركة جميع الدول سواء كان دعما لوجستيا أو اتفاقات إقليمية تدعم العملية برمتها .
في إحدى المرات ، تجاوز عدد المهربين 200 مهرب ،أي ما يعادل ربع كتيبة عسكرية ، وهذا مؤشر على أن المشتركين بالتهريب يأتمرون لقيادة موحدة وينسقون مع وجهتهم حيثما كانت من أجل تدمير المجتمعات العربية، وبعد تغيير قواعد الاشتباك من قبل القوات المسلحة الأردنية قلَّ عدد المهربين ليهاجموا بجيوب صغيرة وأعداد أقل حيث وصل عدد المهاجمين آخر مرّة على الأقل 27 مهرباً ، ومن الواضح أنّ لدى المهربين تكتيك عسكري بحيث يقومون بتغيير قواعد اللعبة في كل هجوم وتهريب، بناء على أوامر داعميهم.
وفي هذل الصدد ،ولكي نقاوم هذه الآفة بات لزاماً توجيه كافة الطاقات من خلال الدعوة لانعقاد مؤتمر إقليمي حول مكافحة تلك الآفة وضربها في المنشأ لكي نُجنّب بلاد المنطقة الخراب المجتمعي، والذي بدوره يُدمر المؤسسات والمجتمع بآن واحد.
الدعوة لهذا المؤتمر ممكنة ،ويا حبذا لو تكون بمساعدة مختصين في الشأن السوري والدولي وخبراء أمنيين للوقوف على أسباب المشكلة ومعالجتها وتقديم النصائح والتوصيات حول ذلك، ولا يجب أن ننتظر لأنَّ هذه العمليات مستمرة ولا تنتهي والمهربون يقرؤون الموقف وعليه يحسمون أمرهم.

الدكتور كمال الزغول
كاتب وباحث

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.