لماذا محافظة عجلون الأفقر مائياً ؟!


منذر محمد الزغول

=

من المفارقات العجيبة الغريبة التي لايمكن تصديقها أو حتى إيجاد تفسير مُقنع لها أن محافظة كمحافظة عجلون تُعتبر من أكثر المحافظات الأردنية تساقطا للأمطار والثلوج ، ولكنها بنفس الوقت تُعتبر من أفقر المحافظات مائيا وخاصة خلال فصل الصيف الذي تشتد فيه معاناة أهالي المحافظة وتصل الى ذروتها ،حيث أن بعض مناطق المحافظة تصل فيها أدوار المياه الى الثلاثة أو أربعة أسابيع في بعض المناطق .

 

بالفعل مفارقة غريبة عجيبة ، في فصل الشتاء يشتد هطول الأمطار والثلوج في المحافظة ،حتى أن بعض مناطق المحافظة تُصبح كالبحيرات وتكثر السيول والشلالات  ويفيض مياه النبع  الزلال ، و يصل فينا الأمر أننا نعتقد أن أمورنا في فصل الصيف  ستكون على أفضل حال  ،  بل ويصل بنا الأمر أننا أصبحنا نظن ونعتقد أننا سنزود المحافظات الأخرى المجاورة بحاجتهم من مياه الشرب ، ولكن سرعان ما تتبدد أحلامنا  وتوقعاتنا، حتى أن معاناتنا لا تنتظر كثيراً مع المياه  و تبدأ مبكراً جداً أي قبل بدأ فصل الصيف ، وقد يكون ذلك مع منتصف شهر نيسان وبداية شهر أيار وتستمر هذه المعاناة  طوال فصل  الصيف وحتى بدء فصل الشتاء .

 

على كل التفسير الوحيد لهذه الحالة الغريبة العجيبة التي تعاني منها المحافظة هو ذلك  التفسير الذي نسمعه منذ سنوات عديدة خلت  وهو أن طبيعة المحافظة الجغرافية وكثرة الجبال والأودية فيها لا يساعد على الإستفادة من مياه  الأمطار وخاصة في مجال تعزيز مصادرنا الداخلية . ، وهذا بالطبع تفسير لا  يمكن القبول فيه أو الركون اليه  ، بل على العكس تماما  يجب علينا  وبأقصى سرعة أن نبحث عن حلول مناسبة وسريعة لهذه الحالة الغريبة ، فكيف  بمحافظات أردنية عزيزة ومساحاتها شاسعة وعدد سكانها أضعاف عدد سكان محافظة عجلون لا تعاني على الإطلاق من أي أزمة مياه ، ولكننا في محافظة عجلون نعاني الأمرين في فصل الصيف بالرغم من أن محافظتنا من أكثر المحافظات الأردنية تساقطا للأمطار والثلوج .

 

لذلك  وحتى نساهم في حل المشكلة  لا بد من معرفة الواقع المائي في المحافظة  حيث تعتمد عجلون في مصادرها المائية على   مصادر داخلية ( أبار زقيق  1 و2 و3 و4 ، ونبع عين القنطره ، التنور ، أبار عين جنا ، الصفصافة ، نبع راسون ، إشتفينا ومصادر مائية أخرى ) وهي  تشكل ما نسبته (80% ) من التزويد المائي .

 

كما تعتمد المحافظة  وخاصة في فصل الصيف  حيث ينخفض إنتاج مصادر المياه في المحافظة الى النصف بسبب حرارة الشمس على   مصدر خارجي وهي محطة صمد/ إربد وهذا المصدر يشكل ما نسبته ( 20% ) من التزويد المائي  ، وبالطبع لا تحصل المحافظة على حصتها بسهولة من محطة صمد ، بسبب وجود مشاكل مائية أخرى في بعض مناطق محافظة إربد .

 

من هذا المنطلق ولأنه ما عاد مقبولا أن تستمر معاناتنا  ولم يعد أيضا مقبولا أن نواصل الإعتماد على مصادر مائية خارجية  لأن هذه المصادر  قد تأتي وفي أحيان كثيرة قد لا تأتي ، لذلك  أتوقع أننا أصبحنا بحاجة  ماسة جداً الى حلول إستثنائية كسد كفرنجة الذي يُعد من أبرز المشاريع المائية التي تم تنفيذها في المحافظة للإستفادة من مياه الأمطار ،حيث ساهم وجود السد بحل مشكلة كبيرة كانت موجودة في مدينة كفرنجة والقرى التابعة لها .

 

كما أن مشروع الخط الناقل  لمياه الينابيع الموجودة ما بعد سد كفرنجة الى منطقة القاعدة في عنجرة  والذي سيوفر 350 متر مكعب بالساعة هو بالتأكيد مشروع وفكرة عبقرية ورائدة  جداً أشكر كل من قام عليها وفكر فيها  وخطط لها حيث  سيساهم هذا المشروع  بحل جزء كبير من المشكلة في مناطق عنجرة وعجلون وعين جنا ومناطق أخرى في حال تنفيذه على أرض الواقع .

 

أخيرا المطلوب التفكير جدياً بتعزيز مصادرنا المائية الداخلية وهذا الأمر ليس مستحيلاً ولا صعباً  ومن ذلك مثلا أقترح أيضاً إستغلال كافة  ينابيع المياه في محافظة  عجلون ، خاصة وأن المحافظة يوجد فيها العديد من الينابيع التي لا تنقطع  طوال العام ، كما  أقترح  حفر أبار مياه  جديدة وخاصة في مناطق الساخنة والزراعة وراجب وعرجان  ومناطق الجنيد ، فهذه المناطق تحديداً  تشهد تجمع  كميات  كبيرة للمياه خلال فصل الشتاء ، ومن الممكن أن  يكون فيها  بعض الحلول المناسبة .،  مع ضرورة  الإستمرار  بخطة تحديث  شبكات المياه  القديمة  في المحافظة لتقليل نسبة الفاقد

.

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم / منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.