لنسأل أنفسنا


نسيم العنيزات

كل شيء حولنا اصبح بدون لون أو مذاق فجميع الاماكن ساكنة ، بطبع الخمول لا الهدوء او السكون.
كل شيء عاجز عن الحركة او العبور الا الايام وسنوات الاعمار تدور مسرعة لتخطف اعمارنا بعد ان اصبحت رائحة الموت في كل مكان.
كل شيء داخلنا تغير في اجواء مغلفة بالخوف والحيرة بعد ان تاهت تقاليدنا في الازدحام وتبعثرت عادتنا وسلوكياتنا في عالم جديد ومجهول لم نعتد عليه من قبل .
حالة التوهان سمة الجميع والقطيعة وانعدام التواصل هي السائدة في مجتمع غاضب ومحتقن من كل شيء.
لنسال انفسنا هل هذا بسبب كورونا ؟ وهل ان هذا الفيروس اللعين احدث كل هذا التغير فينا وغلف حياتنا وقلوبنا بالسواد لتنقلنا الى عالم اخر لم نعتد عليه؟
ام اننا مجتمع هش من الداخل اضعفته الظروف وما حملته من مشاكل وقضايا في سنوات ماضية ليأتي كورونا ويزيل القشور عنها ويكشف واقعنا الحقيقي المليء بالهموم والمشاكل التي خلفتها لنا السنوات الماضية بعد ان ازداد فقرنا فقرا وتراكمت مشاكلنا لتحطم عليها امال شبابنا العاطل عن العمل بعد ان ساءت احوالنا ومعيشتنا ومعاناتنا.
وهنا علينا جميعا ان نتوقف قليلا، ونسأل نفسنا لماذا وصلنا الى هذا الحال ؟ ومن هو المسؤول عن هذا الوضع وهذا المآل؟
بدل ان نجلس ونندب حظنا العاثر دون البحث عن حلول او ننتظر الفرج ان يأتينا من مجهول بعد ان خيم العجز على الجميع .
لاننا اذا بقينا على هذا الحال سننتظر طويلا وقطار العمر لن يتوقف وسيمر مسرعا كسيل يجرف كل شيء امامه .
فكلنا مسؤول وجمعنا مطالب بحلول ومبادرات حقيقية سواء مجتمع وحكومات لاننا جميعا حلقة واحدة متشابكة ، يصعب فصل خيوطها وفك تعقيداتها ورموزها في دوامة تستنزف جهد الجميع .
فالانتظار والمراهنة على الوقت ليس من مصلحة احد لان الجميع سيخسر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.