ماذا أعددنا لأزمة المياه المتوقعة في محافظة عجلون ؟!


منذر محمد الزغول

=

تُعتبر محافظة عجلون من اكثر المحافظات الأردنية تساقطاً للأمطار إلا أن طبيعتها الجغرافية الوعرة  والانحدار الشديد يتسبب بهدر كميات كبيرة من المياه وخاصة في الأودية الجانبية ، لذلك من الصعب أن نستفيد من هذه الكميات الكبيرة التي تتساقط سنويا في المحافظة إلا إذا  تم إنشاء  المزيد من السدود في مناطق المحافظة المختلفة .

 

قد يكون سد كفرنجة من أبرز المشاريع المائية التي تم تنفيذها في المحافظة للإستفادة من مياه الأمطار ،حيث ساهم وجود السد بحل مشكلة كبيرة كانت موجودة في مدينة كفرنجة والقرى التابعة لها ، ومن المتوقع خلال المستقبل القريب  إنشاء مشاريع أخرى لجر جزء من مياه الينابيع الموجودة ما بعد السد الى منطقة القاعدة في عنجرة بمنحة من الإتحاد الأوروبي تقدر بحوالي 9 مليون دولار ، وقد يساهم هذا المشروع الضخم بحل جزء كبير من مشكلة المياه في عنجرة ومناطق أخرى في المحافظة ، لكن يبدو أن هذا المشروع الضخم بحاجة الى بعض الوقت لنراه حقيقة على أرض الواقع .

 

على كل وحتى نساهم في حل المشكلة  لا بد من معرفة الواقع المائي في المحافظة  حيث تعتمد عجلون في مصادرها المائية على   مصادر داخلية ( أبار زقيق  1 و2 و3 و4 ، ونبع عين القنطره ، التنور ، أبار عين جنا ، الصفصافة ، نبع راسون ، إشتفينا ومصادر مائية أخرى ) وهي  تشكل ما نسبته (80% ) من التزويد المائي .

 

كما تعتمد المحافظة  وخاصة في فصل الصيف  حيث ينخفض إنتاج مصادر المياه في المحافظة الى النصف بسبب حرارة الشمس على   مصدر خارجي وهي محطة صمد/ إربد وهذا المصدر يشكل ما نسبته ( 20% ) من التزويد المائي  ، وبالطبع لا تحصل المحافظة على حصتها بسهولة من محطة صمد ، بسبب وجود مشاكل مائية أخرى في بعض مناطق محافظة إربد .

 

أخيراً ولأننا بدأنا نلمس على أرض الواقع بداية مشكلة حقيقية  قد تتطور كثيراً خلال الأشهر القادمة كنا قد حذرنا منها مرارا وتكرارا خلال السنوات الماضية ، وكنا نحصل بشق الأنفس على كميات بسيطة من مياه محطة صمد لا تتعدى ال 150م3 / ساعة وهي بالطبع كميات لا تكفي على الإطلاق لسد النقص الحاصل في مصادر المياه في المحافظة .

 

لذلك أتوقع أنه يجب علينا أن نعد العدة منذ الأن للتعامل مع أزمة المياه المتوقعة في محافظة عجلون خلال فصل الصيف  وأن لا نترك الأمر للصدفة وأن لا نتعامل مع هذه القضية الخطيرة التي تشغل بال كافة المواطنين بأسلوب الفزعة الذي بالطبع لن يجدي نفعاً .

 

كما أنه من الواجب علينا جميعاً أن نساند وندعم جهود إخواننا في إدارة مياه عجلون وأن لا نتركهم وحدهم يواجهون  أهم وأخطر قضية تشغلنا جميعا ، فكلنا شركاء في تحمل المسؤولية ، لذلك علينا أن  نناقش منذ اليوم  أفضل وأنجع السبل للتعامل مع أزمة المياه المتوقعة بالطبع ، وغير ذلك سنبقى ندور بحلقة مفرغة من حلول الفزعة التي أثبتت فشلها على مدار سنوات طويلة خلت .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.