ماذا قدم رؤساء ولجان البلديات ومجلس المحافظة وكيف نُقيم تجربتهم وما المأمول منهم؟


منذر محمد الزغول

=

 قد يكون ما يزال من المبكر الحكم على تقييم فترة عمل رؤساء و لجان البلديات ومجلس المحافظة في عجلون، رغم أنه مضى على تولي مهام عملهم حوالي الثلاثة أشهر، إلا أنها تبقى فترة قصيرة نوعًا ما للحكم على على ما  تم تقديمه ، خاصة أنها تأتي على تقييم عمل البلديات ومجالس المحافظات المثقلة بالكثير من الهموم والتحديات والتركات الثقيلة لبعض المجالس ، التي كان عملها يعتمد على الفزعة والعشائرية والمناطقية في إدارة شؤون البلاد والعباد.

على كلٍّ، في استعراض سريع وتقييم أسرع لواقع عمل لجان البلديات في محافظة عجلون  على سبيل المثال فإننا نلاحظ على الفور أننا أمام تقييم تجربة أصحاب خبرات وكفاءات عالية، كان لهم تجارب غنية في أماكن عملهم السابقة قبل مجيئهم إلى البلديات. لذلك نرى انعكاس هذه التجارب الغنية على عملهم الحالي في ادارة  البلديات المثقلة بالهموم والتحديات كما ذكرت في المقال، وأن جميعهم يحاول أن يسابق الزمن ليفعل ما يمكن فعله رغم محدودية الإمكانات، إلا أننا بدأنا نرى لهم بصمات واضحة وكبيرة على أرض الواقع، وهذا بالطبع بشهادة كل المتابعين لعمل لجان البلديات .

من القضايا الملحّة التي يحاول رؤساء لجان البلديات واللجان التركيز عليها: قضية إزالة الاعتداءات والبسطات العشوائية المنتشرة في كافة  مناطق المحافظة، إضافة إلى تحسين دخل بلدياتهم من خلال التركيز على إجبار المحلات غير المرخّصة على الترخيص ، لكن تبقى قضية البسطات العشوائية وإزالة الاعتداءات على الطرق والأماكن العامة  وتجميل بعض المناطق الشغل الشاغل لغالبية لجان بلديات المحافظة، وقد حققوا في هذا المجال نجاحات كبيرة تُسجّل لهم رغم قصر فترة توليهم لمهام عملهم.

كما يبدو واضحًا  أيضاً أن بعض رؤساء لجان البلديات يعمل جاهدًا لتحقيق العدالة بين موظفي بلدياتهم، من خلال وضع الشخص المناسب في مكانه المناسب، ومن خلال العديد من القضايا الأخرى التي تتعلق بالعمل اليومي في البلديات.

كما أن بعض رؤساء لجان البلديات بدأ يتجاوز مرحلة إدامة أعمال  النظافة وإزالة البسطات العشوائية إلى تنفيذ مشاريع خدمية للمواطنين وطرح عطاءات تعبيد للطرق الداخلية، إضافة إلى التفكير جديًا في المشاركة بإيجاد الحلول المناسبة لبعض القضايا والملفات العالقة في المحافظة كأزمات السير وإيجاد أسواق مناسبة للخضار والبسطات ومواقف للسيارات، لكن ما تزال جميع هذه القضايا في طور الدراسة والتقييم.

على كلٍّ، منذ استلام رؤساء ولجان البلديات لعملهم منذ ثلاثة أشهر على الأقل ونحن نرى أن غالبيتهم يعمل كخلية نحل، يسابقون الزمن لتقديم ما يمكن تقديمه. رغم أن تجارب بعضهم تكاد تكون معدومة أو محدودة في البلديات، إلا أننا بدأنا نلاحظ ونرى أعمالًا كبيرة لهم وإنجازات على أرض الواقع، وهو الأمر الذي يجعلنا  نشعر بالتفاؤل بالأشهر القادمة المتبقية لهم في البلديات ليؤسسوا لنا شيئًا يمكن أن يُبنى عليه  رؤساء ومجالس البلديات القادمة المنتخبة،  وقد  تكون هذه هي المهمة الأسمى التي جاءت من أجلها هذه المجالس المؤقتة، التي يتمتع أصحابها بخبرات طويلة وكفاءات عالية.

أما ما نتأمله من رؤساء ولجان البلديات المؤقتة، خاصة أن معهم الصلاحيات الكاملة في العمل، فهو ألا يقتصر عملهم على إدامة أعمال  النظافة وإزالة الاعتداءات والبسطات العشوائية، بل نتأمل منهم أكثر من ذلك بكثير. خاصة أن محافظة عجلون مقبلة على مستقبل سياحي واستثماري كبير، فلم نسمع لغاية الآن  مثلًا  أن اجتماعًا حصل بين رؤساء لجان البلديات والمعنيين في المناطق التنموية لبحث سبل تشجيع الاستثمار في المحافظة وتوفير البيئة المناسبة للمستثمرين، ولم نسمع أيضًا عن أي دور لرؤساء لجان البلديات في تطوير الواقع السياحي في المحافظة التي تزخر بالمواقع السياحية والأثرية، و لم نسمع عن أي دور للجان البلديات في قضايا المحافظة الأخرى الهامة والملفات التي لم تجد طريقها للحل.

أما فيما يتعلق بمجلس محافظة عجلون الحالي، فمع الاحترام والتقدير لرئيس وأعضاء المجلس، لم نسمع لغاية الآن منهم أي تلميح أو تصريح عن نسب الإنجاز في مشاريع المجلس للعام الحالي 2025، رغم قناعتنا أن الكثير من المشاريع قد تكون في طريقها للتعثر. كما أتوقع أن نسب الإنجاز مع نهاية العام قد لا تتجاوز حاجز الـ 50%، وهي نسبة قليلة جدًا. كما أنني لا أرى أي جدية بمتابعة الكثير من مشاريع المجلس للعام الحالي، وقد لمست ذلك من خلال مراجعتي المستمرة للدوائر الرسمية المختلفة، متأملًا أن يكون هذا الأمر غير دقيق، لأنني واثق كل الثقة بغيرة رئيس وأعضاء المجلس الحالي على محافظة عجلون وخدمتها على الوجه الأمثل.

أخيرًا، هذه قراءة سريعة لواقع عمل لجان البلديات ومجلس المحافظة، الذين نكنّ لهم ولمسيرتهم وخبراتهم الطويلة كل التقدير والاحترام، متأملين أن نسمع في الأيام والأشهر القادمة ما يسرّنا عن إنجازات كبيرة لهم على أرض الواقع، نبقى نذكرهم فيها بكل الفخر والاعتزاز.

 

والله من وراء القصد.

 

بقلم / منذر محمد الزغول 

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.