ماذا يُحضِّر الغرب لروسيا بعد معركة باخموت!


د. كمال الزغول

=

من المرجح مع دخول فصل الشتاء واقتراب فصل الربيع أن يكون هنالك إهتمام كبير بتدريبات الجيش الأوكراني لبناء هجوم معاكس لاستعادة المناطق المحتلة من قبل القوات الروسية ، وحسب المعطيات الحالية، القوات الأوكرانية لا تستطيع أن تقوم بمثل هذا الهجوم المعاكس إلا إذا تسلمت معدات وأسلحة جديدة من الغرب لاستخدامها ضد مواقع فاغنر والقوات الروسية والتي باتت معروفة لدى الاستخبارات الغربية والأوكرانية.

إن تنفيذ مثل هذا الهجوم يحتاج إلى تعاون على مستوى عالٍ من التنسيق ،وعليه فإن السيناريوهات المتوقعة الناجحة يجب أن تكون مدروسة بدقة.

ولتحقيق بناء هذا الهجوم المعاكس غير معروف التوقيت، استضاف كبار الجنرالات الأمريكيين في فيسبادن بألمانيا مسؤولين عسكريين أوكرانيين هذا الأسبوع في مجموعة من التدريبات “المنضدية Tabletop Exercise” المصممة لمساعدة أوكرانيا على رسم المرحلة التالية من معركتها لاستعادة الأراضي من القوات الروسية.

وخلال اجتماع لمحاكاة لعبة حربية في مقر قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا ، تم تدريب المسؤولين العسكريين الأوكرانيين على مجموعة من الخيارات للهجوم المعاكس المنشود.

فالجلسات ، التي حضرها يوم الخميس أكبر جنرالات الرئيس جو بايدن الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية،و الجنرال كريستوفر كافولي قائد القوات الأمريكية في أوروبا ، والمسؤولون عن الجهود الأمريكية لمساعدة أوكرانيا ، كانت تهدف إلى وضع استراتيجيات معينة وقاموا برسم مخاطر وفوائد السيناريوهات المتنوعة التي قد تتبناها أوكرانيا ضد التقدم الروسي على المدى القريب والمتوسط.

محور باخموت:
ويبدو أن السيناريو الأوضح من هذه التدريبات هو تزويد أوكرانيا بالسلاح المناسب تبعا لتقدم القوات الروسية أو تراجعها على الأرض،بمعنى أن الخطة ستكون خطوة مقابل خطوة ، وحسب الحس الأمريكي والغربي بأمن شرق أوروبا و أمن حلف الناتو.
بشكل عام،قد لا نستبعد وصول معدات حديثة مثل الدبابات والجسور والطائرات وحتى الأسلحة متوسطة المدى وبعيدة المدى لإنهاك العمق الروسي في المناطق الأوكرانية المحتلة على محور باخموت وضواحيها إذا تم السيطرة عليها.

فتح جبهات متعددة:
أيضا من السيناريوهات المتوقعة ،قد يكون هنالك فتح لجبهات أخرى مثل جبهة القرم وخيرسون وزابوروجيا لكن بسلاح أقوى لتخفيف الضغط على كراماتورسك وسلوفيانسك لمنع القوات الروسية من استخدام محور بيلاروسيا المؤجل لاقتحام كييف.
استخدام الدبابات الجديدة المزودة لأوكرانيا قد تكون ضمن سيناريو الهجوم المعاكس مع تشغيل أنظمة الدفاع الجوي الجديدة التي تم التدريب عليها المزودة لكييف لصد هجمات الصواريخ البالستية على العاصمة،بالإضافة إلى ذلك ، استخدام طائرات الاستطلاع المسيرة لجمع المعلومات لتسهيل عملية الهجوم وإعاقة عمل المدفعية الروسية.

الخلاصة، الحرب الأوكرانية أخذت طابع الكر والفر من خلال الانسحابات المدبرة والهجومات المعاكسة، والتدريب للجيش الأوكراني في ألمانيا والدول المجاورة جارٍ على قدم وساق وإنفتاح القوات على عدة جبهات أصبح ضروريا لكنه بدون مساعدة غربية سيكون صعبا جدا ، وفكرة التهدئة غير مطروحة، وظهور أسلحة جديدة أمر مفروغ منه وما هذا التمرين “Tabletop” ،الذي كان سرّيا، إلا مقدمة لتحويله إلى تطبيق عملي لتنفيذ سيناريو الهجوم المعاكس القادم.

الدكتور كمال الزغول
كاتب ومحلل سياسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.