ما الموقف المطلوب من الأردن في هذه المرحلة ؟!


منذر محمد الزغول

=

بالتأكيد الأردن في هذه الأيام يمر بظروف لا يُحسد عليها ، فمن جهة يواصل جيش الاحتلال الصهيوني جرائمه البشعة في غزة العزة والكبرياء والشموخ ، ومن جهة أخرى يتواصل الضغط الشعبي في الأردن من خلال خروج مئات آلاف المتظاهرين  يومياً إلى الشوارع وبالقرب من السفارة الصهيونية في عمان لحث الحكومة الأردنية على فعل أي شيء لنصرة غزة وفلسطين .

على كل لست هنا بصدد تقييم الموقف الرسمي الأردني  بقيادة جلالة الملك ولا الدفاع عنه ، ولكن قد يكون الموقف الأردني الرسمي في هذه الأيام العصيبة من أفضل المواقف العربية والإسلامية ، حتى أنني أظن أن الموقف الأردني تجاوز مئات المرات مواقف بعض الدول التي كنا نتغنى فيها ليلاً ونهاراً كتركيا وإيران ، ولن أتحدث عن مواقف الدول العربية التي لم لن نلمس منها أي شيء على أرض الواقع . 

لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه في كل لحظة وحين  ، ما هو الموقف الذي من الممكن أن يقوم فيها الأردن وسط تخلي العالم أجمع عن دوره في إنصاف المظلوم وإحقاق الحق ، ووقف آلة التدمير والقتل الصهيونية ، وما هو الموقف الذي يمكن أن يرضي جماهير شعبنا الأردني الغاضبة التي تخرج في  كل يوم إلى الشوارع والساحات العامة في عمان وفي كل المحافظات الأردنية   تنديدا  بالعدوان الصهيوني ولمطالبة  الحكومة الأردنية باتخاذ أي موقف لرد الاعتبار والكرامة لنا ولوقف هذا العدوان  الغاشم.

أتوقع أن أفضل موقف من الممكن أن تتخذه الحكومة الأردنية في هذه الظروف والأيام العصيبة وينسجم مع الشارع الأردني ليس الغاضب فقط بل الثائر على كل  هذا الظلم والطغيان والجبروت الصهيوني  هو أولا إغلاق سفارة العدو الصهيوني في عمان ووقف كافة الاتصالات مع إسرائيل ، كما أنه ولرفع الحرج عن الحكومة الأردنية فلا بد بل أصبح من أولى أوليات الأردن أن تخضع معاهدة السلام المزعومة مع العدو الصهيوني الى استفتاء عام يشارك فيها جميع الأردنيين ، وبعدها يتم اتخاذ القرار المناسب بهذه المعاهدة التي لم نجني منها إلا الخيبة والذل والعار .

أما من يتحجج بأن إلغاء المعاهدة سيضر بمصالح الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات لهم ، فأقول لهؤلاء أن الشعب الفلسطيني وخاصة من هم في عزة الجريحة الحزينة  سيكونوا أكثر سعادة وسرورا  منا بإلغاء هذه المعاهدة المذلة .

أخيراً لن نطالب دولتنا وبلدنا الحبيب بالانتحار واتخاذ قرارات لا تتناسب مع إمكاناتنا وقدراتنا ، كفتح جبهة من الأردن لمحاربة إسرائيل  ليس ضعفاً ولا هوانا ، ولكن لأننا لن نجد من سيقف معنا أو سيساندنا ، وسيتخلى القريب عنها قبل البعيد ، كما أننا لن نطالب دولتنا  بأن  تفتح الحدود الآن لهذه الجماهير الغاضبة لأن جميعهم من المدنيين العزل ، وأي فتح للحدود لهم سنحكم عليهم نحن قبل عدونا الغاشم بالانتحار والقتل والتدمير . 

كما أن المطلوب من دولتنا و حكومتنا  في هذه  الأوقات أن يكون صدرها واسع جداً وأن لا تقف بوجه أي تظاهرة لمناصرة أهل غزة  ، فالتعبير عن الآراء وإيصال رسالة أبناء شعبنا الغاضب سيكون له أكبر الأثر في دعم ومساندة المجاهدين في غزة وفلسطين الحبيبة .

بالطبع هناك العديد من الاقتراحات والآراء التي من الممكن أن تقوم فيها حكومتنا ، ولكننا بالطبع لن نطالبهم إلا بما  يمكن أن يحفظ وطننا وأمننا واستقرارنا ، لأن الأردن القوي المنيع ، يجب أن يكون  مصلحة فلسطينية وعربية ، وأي خلل في جبهتنا الداخلية  لا سمح  الله  سيقودنا إلى المجهول الذي لا يحمد عُقباه .

رحم الله شهداء غزة الأحرار الأخيار الأطهار  ، سائلين العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جنانه (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم/ منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الإخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.