ما وراء الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطينية؟


نسيم العنيزات

لقد كتبنا سابقا استنادا للواقع والتجارب بأنك اذا اردت ان تعرف كيف تخطط الولايات المتحدة الأمريكية وماذا تهدف، عليك أن تقرأ التصريحات والسلوك البريطاني.

وقدمنا وقتها بعض الادلة خاصة فيما يتعلق بالحرب على العراق والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها الكثير، وكيف كانت التصرفات البريطانية وما يتبعها من إجراءات أمريكية حيث تعتبر الأولى أداة للثانية.

وهذا الامر ينطبق الان في الحرب على غزة وعلى المنطقة خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بأن بلاده تفكر

بالاعتراف بدولة فلسطينية.

ولم يمض على هذا التصريحات اسبوع حتى طالعتنا الصحف الأمريكية بتسريبات بأن بلادها تفكر بالاعتراف بدولة فلسطينية لكن بحدود جديدة.

واعتقد ان هناك امرا غامضا ومخططا مشبوها ينطوي على هدف خطير تسعى له الولايات المتحدة في المنطقة بعد الحرب على غزة، وهذا ما تفسره الجولات والزيارات المكوكية والعديدة التي يقوم بها مسؤولون أمريكيون للمنطقة.

وعلى ما يبدو فان الامر لا يتعلق بموضوع الأسرى ووقف الحرب فقط بل ان هناك ترتيبات غامضة لموصوع غزة واليوم الذي يلي وقف الحرب.

وان ما نسمعه من ضغط أمريكي لوقف الحرب لا يتعدى ذر الرمال في العيون ورغبة بايدن وادارته بمخاطبة الرأي العام الامريكي الذي أصبح يضيق ذرعا من الدعم الامريكي لإسرائيل الامر الذي أثر على شعبية بايدن وخشيته من دفع ثمن هذا الموقف على بيدر انتخابات الرئاسة التي ستجري قبل نهاية العام الحالي.

فلو كانت هناك رغبة أمريكية وارادة جادة بوقف الحرب الإسرائيلية فانها ستتوقف فورا.

لذلك فان الامور ما زالت تسير وتدار استنادا للمخطط الصهيوني قبل شن العدوان وهو موضوع التهجير وإقامة دولة فلسطينية مزعومة في غزة.

و ما تتحدث عنه أمريكا بتحفظ وغموض يأتي لمساعدة بعض زعماء المنطقة على الخروج من الحرج امام شعوبهم وإيجاد منفذ لهم يخرجون منه امام صفقة ومخطط مشبوه يدبر لغزة وفلسطين على حد سواء.

وما سمعناه مؤخرا من تصريحات منسوبة لبايدن بالضغط على مصر لفتح معبر رفح ونفي الاخيرة وعلاقة هذا الحدث بموضوع التحضير لهجوم عسكري على رفح ورفض دولة الاحتلال عودة النازحين في القطاع إلى الشمال يشي بأن هناك امرا يدبر بالخفاء وان هناك مصيرا مجهولا ينتظر غزة والفلسطينيين بشكل عام.

وما يزيد الامور غرابة ويدفع إلى تراكم الأسئلة التركيز الإعلامي والضخ المتزايد للهجوم على رفح وكأن هناك رسائل او أهدافا يسعى الاحتلال إلى ايصالها وتحقيقها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.