متى سيكون إعلامنا الرسمي على مستوى الحدث ؟!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال /  29-07-2018

تشير الأخبار التي يتم نشرها تباعاً على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة على أن بلدنا وللأسف الشديد كان يعوم على بحر من الفساد وليس على بحر من النفط كما كنا نتوقع ونطمح دائماً .

قد تكون قضية مصنع الدخان الأخيرة آ وكل ما يتعلق بهذه القضية من بداية آ كشف آ لخيوط الفساد ورموزه في وطننا الغالي هي آ بداية مبشرة بالخير رغم صعوبتها ورغم آ كل الظروف المحيطة فيها آ وتورط آ شخصيات كبيرة بالقضية آ كنا نتوسم فيهم الخير وكنا نظنهم من الحامين للحمى آ ، ولكنهم وللأسف الشديد خيبوا أملنا وأمل الوطن فيهم ، وفضلوا أن ينحازوا لمصالحهم الشخصية الضيقة وأن يعيثوا بالأرض فساداً وظلماً .

قضايا الفساد الأخيرة التي ما تزال أجهزة الدولة المختلفة تكشفها تباعاً ليست قضايا طارئة على الوطن ولكنها قديمة جديدة عانى منها الوطن كثيرا وما يزال ، وكانت سبباً من أسباب النكسات والأزمات الإقتصادية التي نعاني منها منذ سنوات طويلة خلت ، وبعون الله تعالى سوف تقود قضية إكتشاف فساد مصنع الدخان الى إكتشاف قضايا أكبر وأخطر على الدولة وأمنها الإقتصادي والإجتماعي .

وفي هذا المجال لا بد من طرح القضايا والتساؤلات آ التالية

أولاً- تعاطي الدولة إعلامياً آ مع قضايا الفساد الأخيرة وبعض القضايا الأخرى آ ما تزال دون الطموح ، وما زلنا نعوم على بحر وطوفان من آ الشائعات حول هذه القضايا في ظل غياب تام للرواية الرسمية حول الحقيقة الكاملة آ لهذه القضايا آ ، مما دفع وسائل التواصل الإجتماعيآ  وبعض وسائل الإعلامآ  الى نشر أخبار غير دقيقة حول هذه القضايا ، وهنا تكمن الخطورة بتعريض أمن الدولة الإقتصادي آ الى إنهيار كامل في ظل آ روايات غير دقيقة حول حقيقة الفساد في بلدنا الأمر الذي آ من الممكن أيضاً أن يدفع الكثير من المستثمرين الى مغادرة الوطن دون أدنى تردد .

لذلك نتأمل من الدولة وإعلامها الرسمي أن يكونوا على آ مستوى الحدث ، بل نتأمل منهمآ  أكثر من ذلك بكثير أن يكونوا مثلاً بحالة طوارىء على مدار الساعة لعدم فتح المجال للشائعات والأخبار غير الدقيقة التي بدأت تنتشر كإنتشار النار بالهشيم ،، وكم كنت أتمنى على قناة المملكة الجديدة أن تكون على مستوى الحدث ولكنها وللأسف الشديد ولدت في ظروف وأجواء مرعوبة وأظنها لن تغادر دائرة الإعلام الرسمي المرعوب .

ثانياً- ما يبعث على الأمل والتفاؤل هو أن من يقف على رأس الهرم في رئاسة الوزراء والجيش والأمن العام والدرك والمخابرات شخصيات وطنية آ كبيرة مشهود لها بالنزاهة والأمانة ، وهم بعون الله تعالى على مستوى الحدثآ  ، وسيكونوا أيضاًآ  خير سند وعزوة للوطن وقائد الوطن في هذه الظروف الصعبة وفي كل الظروفآ  بعون الله تعالى .

ثالثاً â€“ بداية آ الإصلاح الحقيقي آ في وطننا الغالي هو الضرب بيد من حديد على أيدي جميع آ الفاسدين آ مهما كانوا آ ومهما كانت صفتهم ، وبداية الفشل الذريع للدولة وجميع أجهزتها هو إستثناء فلان وعلان آ منآ  أصحاب المناصب الرفيعة من الملاحقة وتقديمهم للعدالة ، وهنا أظن أن آ التجربة السعودية ولو أنني كنت أشك فيها هي مثال رائع يجب تطبيقه في بلدنا إن أردنا بالفعل الإصلاح الحقيقي ومحاربة أخطر آفة وهي الفساد التي آ إجتاحت بلدنا من كل صوب وإتجاه ، وجعلتنا في حيرة من أمرنا ، والأخطر أن هذه الآفة أفقدت الوطن ثروات هائلة كانت من الممكن أن تحدث نقلة نوعية في حياة المواطن الأردني والوطن .

كلنا ثقة بسيد البلاد المفدى أن يعيد الأمور الى نصابها ، وأن تكون خطوته القادمة بإمتياز هي محاربة الحيتان والفاسدين الذين نهبوا ثروات الوطن وخيراته آ وأفقدوه الملايين والمليارات من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة ، وبعون الله تعالى سنرى قريباً كل مسؤول إستهان بمقدرات الوطن وعاث بالأرض فساداً وظلماً آ خلف القضبان ينال الجزاء الذي يستحقه.

أخيراً المطلوب من أجهزة الدولة المختلفة وخاصة وسائل الإعلام الرسمية أن تكون على مستوى الحدث وأن تقدم لنا وللعالم أجمع الرواية الحقيقيةآ  لكل ما يجري في وطننا الغالي، آ وأن لا تتركنا فريسة سهلة آ للشائعات والأخبار الكاذبة ، وشخصياً يأتيني يومياً عشرات الرسائل على الفيس والواتس وكلها تحلل وتقدم أخبار لا أعرف من أين جاءت فيها .

أنا آ على ثقة كاملة آ إن بقيت وسائل إعلامنا الرسمية بهذا السبات العميق ، تاركة المجال للشائعات ووسائل التواصل الإجتماعي وبعض المواقع آ الإخبارية المشبوهةآ  آ أن أمورنا آ وأمور الوطن لن تكون بالتأكيد بخير .

آ فعلى الإعلام الرسمي للدولةآ  أن يكون على مستوى الحدثآ  ، وأن يتم تقديم المعلومة بكل جرأة وشجاعة ، وهذه هي الضمانة الحقيقية لأمن وإستقرار الوطن ، فما عاد ينفع أن ندفن رؤوسنا بالرمال في ظل هذه الثورة الهائلة من التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي .

آ

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد ،،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.