مثلّث الخطر: كورونا-الأمية-الصهيونية


د. عزت جرادات

*تعيش الأمة العربية في عصر: مثلث الخطر: كورونا-الأمية- الصهيونية، ولكل من بلدانها التي تنضوي تحت لواء جامعة الدول العربية حطها أو نصيبها من أضلاع هذا المثلث الخطير:

-فهذه كورونا تجتاح العالم، وتعاني شعوب الأمة العربية ما تعانيه، شأنها في ذلك شأن سائر الأقطار في المعمورة، وتتمايز بلدان العالم في مواجهة هذا الخطر الجائح من حيث الأستراتيجيات والخطط والبرامج.

-كان من المفترض أن تنبثق استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الجائحة، التزاماً بشعاراً العمل العربي المشترك) -ولو في حده الأدنى- إلا أن غياب ذلك، قد ادّى إلى خيبة الأمل لدى الشعوب العربية، مع استثناءات في مبادرات فردية من بعض الدول العربية، أو في تعاونِ ثنائي محدود، وسيظل الأمل في التغلب على هذه الجائحة من محصلة الجهد العالمي في إنقاذ البشرية من هذا الخطر.

*أما خطر الأمية في العالم العربي، فهو في (خانة التهميش)، اذ لا تدرك المجتمعات العربية خطورة وجود نسبة تزيد على (30%) من السكان في (حالة الأمية) على خطط التنمية المستدامة، ونجاح برامجها، مثل برامج الأصلاح الأقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي، والأهم من ذلك برامج التحوّل الديموقراطي، فأي نجاح يمكن تحقيقه في (دمقرطة) المجتمع وثلث سكانه مثلا في حالة من الأمية تجعلهم لا يدركون أهمية المشاركة في الحياة المجتمعية، وأهمية ممارستهم حقوقهم وقيامهم بمسؤولياتهم.

*واذا ما اريد ذلك، على مستوى قُطري أو عربي، فأن استئصال الأمية من المجتمعات العربية أنما هو تحريرها من هذا الخطر الصامت –الأمية.

*أما الخطر الثالث، المتمثل بالصهيونية، فهو ثالثة الأثاني، وهي التي أطلقها العرب تعبيراً عن الشرّ كله. فالمشروع الصيهوني يبدأ بمصادرة المكان-أي الأرض- وينتهي بتفريغه من سكانه الأصليين، تمهيداً لأحلال المستوطنين والمهاجرين لملء الفراغ، وهو ما يعرف بالصهيونية الأحلالية.

وتستند الصيهونية الإحلالية على ترسيخ الأستعمار الأستيطاني، الذي يتطلب احتلال الأرض وطرد السكان ومن ثم الانتقال إلى ما يسمى (صهينة التاريخ) وهو أخطر مراحل الصهيونية .

وتعني صهينة التاريخ طمس التاريخ العربي الفلسطيني وتحويل تاريخ فلسطين إلى تاريخ يهودي (مزّيف)، وهو ما عبر عنه (قانون قومية الدولة العبرية) الذي مرّ دونما أهتمام عربي، أكاديمياً وسياسياً.

*اصبح من الأهمية بمكان إدراك هذا الخطر الصهيوني بأعادة قراءته وكشف مطامعه وتكوين حركة أكاديمية- فكرية للمواجهة العلمية الرصينة.

*ولا يسمع المرء الا أن يحي جهود الأخ الصديق البروفسور أمين محمود في سلسلة مقالاته في المشروع الصهيوني.

*فهل الأمة العربية قادرة على مواجهة هذا المثلث الخطير: كورونا –الأمية- الصهيونية؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.