محافظ عجلون السابق ،، أين أخطأ وأين أصاب ؟


منذر محمد الزغول

تاريخ  نشر المقال / 16-06-2019

في كل مرة نستقبل أو نودع فيها حاكماً إدارياً في محافظة عجلون آ شأنها شأن آ غيرها من المحافظاتآ  الأردنيةآ  الأخرىآ  تكثر الأسئلة والإستفسارات آ حول الإنجازات التي قدمها المحافظ آ وعلاقته بالمحافظة والمجتمع المحلي ، حيث ينقسم الجميع بين مؤيد ومعارضآ  ، وفي أحيان آ كثيرة آ يواجه آ الحاكم الاداري بسيل جارف من الإتهامات والإنتقاداتآ  لها أول وليس لها أخرآ  وكأن هذا المسؤول بيده عصا سحرية لجميع مشاكلنا وهمومنا .

آ

على كل آ أكتب هذا المقال آ ليس لشىء وليس تقربا من المحافظ السابق علي المجالي فالرجل لم ينقل وإنماآ  أحيل على التقاعد وهذا الأمر يكفيآ  لنفي المصلحة الشخصيةآ  من وراء كتابة هذا المقال ، حيث آ يأتيآ  هذا المقال فقط آ لوضع الأمور في نصابها الصحيحآ  ولنقيم الأمور تقييماً صحيحاً بعيداً عن كل أنواع المبالغة والغلو آ ، فأي مسؤول أو حاكم إداري هو بالنهاية إبن محافظة وعشيرة أردنية محترمة آ ولم يأتي من دولة أو كوكب أخر .

بداية وحسب القانون والدستور الأردنيآ  فالمحافظ يرأس المحافظة و يعين بقرار من مجلس الوزراء بناء على تنسيب الوزير على أن يقترن القرار بالإرادة الملكية السامية.و هو رئيس الإدارة العامة في محافظته وأعلى سلطة تنفيذية فيها ويتقدم على جميع موظفي الدولة في المحافظة.آ

آ

آ آ آ  آ ومن أبرزآ  مهامآ  المحافظ صون الحريات العامة وحقوق المواطنين، وآ آ آ  المحافظة على الأمن والاستقرار والسلامة العامة وسلامة الأفراد وممتلكاتهم واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لذلك، و المحافظة على النظام العام والآداب العامة وتأمين الراحة العامة، و آ تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء المحافظة، و الاهتمام بالمناسبات الدينية والوطنية والإشراف على حسن تنظيمها بالتنسيق مع الجهات المختصة، و آ متابعة قيام دوائر الدولة ومؤسساتها بأعمالها وتنفيذها للقوانين والأنظمة والتعليمات والبلاغات والتوجيهات الرسمية وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ، و العمل مع دوائر الدولة المختلفة آ على توفير أفضل الخدماتآ  للمواطنين، وتحقيق العدالة بين الجميع ضمن سيادة القانون وبما لا يتعارض مع استقلال القضاء، والعمل على توفير المناخ الملائم لتشجيع الإستثمار في المحافظة وتوفيرآ  متطلبات التنمية الإقتصادية والإجتماعية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

آ

هذه أبرز مهام المحافظ في أي محافظة وفق القانون والدستور الأردني وهناك بالطبع مهام أخرى للمحافظ لا مجال لذكرها الأن ، ولكن إذا ما ناقشنا بصورة متأنيةآ  أبرز مهام المحافظآ  من خلال ما تم ذكره سابقا فأستطيع آ تقييمآ  عمل آ محافظ عجلون السابق علي المجاليآ  بما يلي

أولا- بالنسبة للمشاكل الأمنية التي واجهت المحافظة خلال فترة تسلم المحافظ المجالي لمهامه في محافظة عجلونآ  قد يكون تعامله معها كان أكثر من جيد آ ، وخاصة أن بعض هذه آ القضايا كانت معقدة للغاية وحصل فيها حالات وفاة ، إضافة الى أن المشاكل العشائرية بطبيعتها معقدة للغايةآ  وتستدعي من أي حاكم إداري التروي والإستعانة بأهل العقد والحل ، وقد يكون المأخذ آ على المحافظ السابق إستعانته ببعض الأحيان بوجهاء ليس لهم أي آ قبول عند عشائرهم .

ثانيا- قضية الخدمات في محافظة عجلون ، ما زالت تراوح مكانها ، فلا جديد يذكر في هذا الأمر ، ومن خلال متابعتي فالمحافظ السابق عقد عشرات بل مئات الإجتماعات مع مختلف مدراء الدوائر الرسمية ورؤساء البلديات لتقديم أفضل أنواع الخدمة للمواطنين ، وقد يكون نجح ببعض المواقع آ ولم يوفق آ بمواقع أخرى ، وأعتقد أن أزمة بسطات الخضار وأزمة السير في عجلون وكفرنجة والإعتداءات على الثروةآ  الحرجية وقضية فشل ترخيصآ  مؤسسة إعمار عجلونآ  آ  آ من أبرز القضايا التي لم يوفق فيها المحافظ السابق .

آ

ثالثا- التواصل مع فئات وقطاعات المجتمع المحلي في محافظة عجلون ، أعتقد أن المحافظ السابق كان موفق فيها للغاية ، ومن خلال متابعتي فالمحافظ السابق كان على علاقة جيدة مع كافة شرائح المجتمع في محافظة عجلون ، ولم يذكر عن المحافظ السابق أنه آ أساء لأي شخص آ في المحافظة ، بل كان من المعروف عنه إحترامه وتقديره للجميع ، وقد يكون شهر رمضان المبارك الماضي خير دليل على ذلك ، حيث أن المحافظ المجالي وحسب علمي لم يتمكن من تناول طعام الإفطار مع عائلتهآ  سوى أيام قليلة جدا ، وأمضىآ  غالبية وقته في شهر رمضان في محافظة عجلون .

آ

رابعا- اللقاءات التي كانت تعقد بين الفينة والأخرى في الديوان الملكي ورئاسة الوزراء آ ولقاء الملكة رانياآ  في محافظة عجلون وتسليطآ  الضوء على المبادرات العجلونية ، أعتقد أن المحافظ السابق لم يوفق فيها آ ، وقد يكون سبب ذلك تدخل بعض الجهات الأخرى وخاصة الأمنية في هذه القضايا ، إضافة الى أن كثير من هذه آ اللقاءاتآ  تكون على الأغلبآ  جاهزة من عمان ، وقد تكون أيضاً آ صلاحيات المحافظ فيها محدودة جدا آ ، لكن كل ذلك لا يعفي المحافظ آ من المسؤولية .

خامسا- تواصل المحافظ السابق مع وسائل الإعلام كان في البداية أكثر من ممتاز آ وكان يضعهم بصورة كل شىء ، لكنآ  تراجع هذا آ الدور في الأونة الأخيرةآ  ، آ وتم تغييبهم عن كثير من الإجتماعات واللقاءات ، وشخصيا أحملآ  مسؤولية آ ذلك الىآ  الطاقم آ المحيط بالمحافظآ  .

سادسا- المحافظ السابق ورغم كل السلبيات والإيجابيات التي رافقت عمله في محافظة عجلون آ إلا أنه وبشهادة الجميع كان صاحب قرار ، وشخصيا كنت آ شاهد عيان على عدد من القضايا آ آ التي كان يحاول فيها آ إيجادآ  الحلولآ  المناسبة عن طريق تواصله المباشر مع الوزيرآ  أو المسؤول المعني في العاصمة عمان ، وكنت ألاحظ إصرارهآ  الكبير علىآ  إنهاء هذه القضايا بأسرع وقت ممكن .

الحديث يطول عند تقييم أي مسؤول أو حاكم إداري ، ولكن للإنصاف والعدالة آ وليس للتسحيج أو التهليل كما يحلو للبعض أن يصف ، ولكن من باب العدالة آ فالمطلوب أن نكون واقعيين آ بعضآ  الشىء ، آ فأي حاكم إداري ليس بيده عصا سحرية لمشاكلنا وهمومنا ، المهم أن يحاول هذا المسؤولآ  وأن يبادر ، وشخصيا هذا ما لمسته ولاحظته من المحافظ السابق ، فقد حاول بكثير من القضايا آ والملفاتآ  الشائكة ، ولكن بالطبع آ هناك أمور وقضاياآ  أكبر من صلاحياته ، وقد يكون أيضا عدم تعاون بعض المسؤولين آ في محافظة عجلون وعلى رأسهم النواب ورؤساء البلديات آ معه فيها سبباً آ لعدم إيجاد الحلول المناسبة لها .

أخيراًآ  المحافظ السابق علي المجالي جاء الى محافظ عجلون ورحل شأنه شأن الكثير من آ المحافظين ، وسيأتي أخرين آ أيضاً ، منهم من ترك وسيترك آ أثراً طيباً ومنهم من جاء ورحل دون أن يترك أي أثر ، ولكن شخصياً أعتبر أن المحافظ المجالي آ ورغم عدم تمكنه من إيجاد الحلول المناسبة لكثير من القضايا الشائكة في محافظة عجلونآ  إلا أننيآ  أعتقد أنه ترك أثراً جميلاً في محافظة عجلون وخاصة فيما يتعلق بمحبته للمحافظةآ  وأهلها الطيبين الكرام ، وهو الأمر الذي طالما تحدث عنه في جلساته العامة والخاصة ، وأعتقد أن الكثير من ابناء المحافظةآ  بادلوهآ  هذا الشعور ، ولذلك رأينا هذا التفاعل الكبير آ على صفحات التواصل الإجتماعي مع خبر إحالته على التقاعد .

كل أمنيات التوفيق والنجاح آ لمحافظ عجلون السابق علي باشا المجالي في حياته الجديدة آ ، وأما آ قضية الخدمات والإنجازاتآ  في محافظة عجلون فهي بحاجة ماسة جدا لتضافر جهود الجميع حكام إداريين ورؤساء بلديات ونواب ومجلس محافظة وفعاليات مختلفة ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تحميلها لجهة واحده فقط آ أو لشخص المحافظ .

والله من وراء القصد ومن بعد ،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.