محطة أخرى وقلق مستمر


نسيم العنيزات

بعد ان تجاوزنا المحطة التي قبلها بتحدياتها وتعقيداتها وخيوطها المتشابكة التي تميل الى الضبابية وعدم اتضاح لرؤيتها.
نطوي محطة الثانوية العامة التي أعلنت نتائجها امس بكل مرارتها وعذاباتها مر فيها أبناؤنا عبر سنتين عجاف داخل أسوار البيت بعيدين عن مدارسهم وصفوفهم يعيشون الوحدة بصورتها الكلية والخوف بكل ما يحمل من رعب وكأنهم يعيشون في ظلام دامس.
ومع هذا كله يشعر البعض بانه بعد النتائج وكأنه يدخل في نفق مظلم دون ملامح لبدايته ونهايته لكثرة تعرجاته ودخلاته وازقته التي يصعب عبورها او فهم ملامحها او تحديد اي اتجاه هو الصحيح بحثا عن مقعد جامعي.
هذا هو حالنا ما ان نجتاز محطة لنجد انفسنا امام قضية اصعب واعقد فلا اسس واضحة ولا معايير معروفة.
فبعد حالة الاحتقان وشد الاعصاب غير الموجودة اصلا في ظروف مغلفة بالمجهول واللامفهوم تحاصرها استثناءات تضيع معها البوصلة والاتجاه الصحيح «وكانك تبحث عن ابرة في كوم من القش» وانت تبحث عن مقعد مناسب وبكلفة معقولة على الرغم من كثرة المقاعد الا اننا نرى بريقها ولا نشعر بها ولا نستفيد من ضوئها او لمعانها، كانها سراب يختفي فجأة ويظهر فجأة ايضا.
تتعبك وانت تلهث خلفها وهي تركض امامك وكلما اعتقدت بانك اقتربت يبدأ مشوارك من جديد.
نعم ها هي حياتنا وهذا هو واقعنا مرير وصعب لا تسطيع التخطيط لمستقبل او الاعتقاد بأي امر.
حتى بعد الجامعة التي ندرس بها مجبرين تخصصات وعلوم فرضت علينا هناك محطة اكثر مرارة تنتظرنا.
كم شعرت بالم وحسرة بعد نجاح ابني البكر في الثانوية العامة وبمعدل مميز بان المشوار لم ينته والقلق بدأ الان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.