مستقبل الدولة بعيونهم


نسيم العنيزات

تحليلات ومقالات عديدة مع اختلاف او اتفاق اصحابها في الفكر او الهدف او حتى الايدولوجيا ما زالت ترسم صورة سوداوية وسيناريوهات اكثر سوداوية لمستقبل الدولة الاردنية .

فما ان تقرأ مقالا او تطالع تحليلا او تتابع لقاء سياسيا ، فانك حتما ستخرج بنتيجة تدور حول نفس المشهد وهو اننا نعيش في وطن دون بوصلة ، ولا مستقبل مبشر لابناءه واننا متجهون الى الفوضى والضياع .

فالكل يتحدث بهذه السوداوية حتى ان البعض عاش معها واصبح ينتظرها كل يوم ويربط كل قراراتنا واجراءتنا بالهدف نفسه وكأننا نسير على اقدامنا نحو نهايتنا المزعومة .

وعلى الرغم من عمر الدولة التي تجاوز المائة عام ما زال الشك وحالة عدم اليقين تعيش بيننا ، بسبب الصورة السوداوية التي رسمها البعض لنا بعد ان نزعوا الثقة من داخلنا وزرعوا الخوف والتشكيك بيننا حتى ان هويتنا ما زالت في ساحة التشكيك عند البعض .

ولو سارت الامور كما رسمها البعض التي وجدت رواجا و ترحيبا ، لكنا منذ سنوات طويلة وطنا بديلا كما يزعم البعض او مستعمرة إسرائيلية كما يهول الاخرون او اننا غارقون بالدماء والفوضى نتباكى على بقايا الدولة وحطامها.

نعم هناك ظروف واخطاء شابت مسيرتنا وهناك تجاوزات لا نستطيع انكارها رافقت طريقنا واصبحت جزءا من المشهد ، كما يوجد تناقضات عديدة ، زادت الامور تعقيدا وتشابكا كالفساد وانعدام العدالة وتكافؤ الفرص وعدم القدرة على خلق بيئة سياسية اقتصادية جاذبة ، بسبب الاصرار على النهج والاسلوب نفسه ، وكذلك ضعف الادارات احيانا ، او الانقلاب على نفسها احيانا اخرى خلقت سوقا رائجا لهذه السوداوية .

فالكل يرى مستقبل الاردن من زاويته ويتنبأ به حسب نظرته ومصلحته احيانا ، ويرسم صورته طبقا لريشته والوانه «الغامقة» ، لكنها نظرة تكاد متشابهة مع اختلاف العقد والسيناريوهات وهي مأسوية لا سمح الله لا تقل عن الفوضى والضياع .

والغريب ان هذه الصورة والمشهد نسمعه منذ سنوات طويلة، الا اننا لم نعش النهاية والحلقة الاخيرة من مسلسل الضياع فما زال الاردن كما هو ، وفلسطين كما هي ، والثوابت نفسها ، ولا تحسينات على الهوية التي يطل علينا البعض كل فترة بتعريف او مصطلح جديد لها .

نعيش في ظروف متشابكة وغاية في التعقيد

داخل دائرة مغلقة لا عمل لنا الا استبدال رفوفها الفارغة لتسلية وقتنا وتمضية يومنا ، املا بغد افضل وانتظار لفجر جديد تأخر بزورغه كثيرا.

الا ان هذا كله لا يساوي شيئا امام الاردن والوطن الذي يجب ان نسمو به وعدم التشكيك به ، باعتباره حقيقة لا تقبل التشكيك .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.