مضروب على رأسه


نسيم العنيزات

=

كل شيء مكانه ، وكل امر على حاله ، فمنذ سنوات واوضاغنا بحالة تراجع دون اي تقدم ملموس.

حالة اشبه بالسكون يمر بها الشارع الاردني ومجتمعه بكل مكوناته واطيافة وقطاعاته ، بعد ان وصل الى نقطة لا يمكنه ان يستمر بشكل طبيعي، بسبب عدم القدرة على الاحتمال.

حتى التراجع لم يعد طبيعيا او مقبولا بعد ان وصلت نسبة البطالة الى ارقام غير مسبوقة وارتفع الفقر بمعدلات مرتفعة جدا لتزداد معها نسبة الطلاق والاحتقان المجتمعي الذي يعيش تحت وطأة الفقر والقهر امام ما يسمعه من وعود وتعهدات لا تسمن ولا تغني من جوع .

فحالة السكون تخيم وتسيطر على المشهد برمته ، دون حركة الا السيارات التي تعج بها شوارعنا المزدحمة دوما ، بسبب مشروع الباص السريع الذي طال انتظاره وانجازه ،بعد ان عطل البلاد والعباد والحركة التجارية التي اضطرت معه بعض المحلات التجارية من اغلاق ابوابها بسبب التحويلات التي فرضها مشروع المالانهاية اثرت بشكل مباشر على مبيعاتهم وتجارتهم.

فلا بوادر امل تقتل اليأس الذي سيطر على نفوسنا او تمنحنا صبرا او قوة الصمود والبقاء على الحياة ولو بتنفس صناعي،بعد ان ضاع كل شيء وفقدنا الثقة بانفسنا قبل غيرنا ، اوصلتنا الى مرحلة اللامبالاة وعدم الشعور بما يدور حولنا ،.

وكأننا انفصلنا عن واقعنا الحياتي بجميع تفاصيله لا نملك معه الا النظر بدون بصيرة بعد ان عجز العقل عن التفكير والقلب عن النبض في الحياة .

سعادة مفقودة لان الحزن والكدر اكبر منها والايام لدينا مجرد ارقام او « رزنامة» نقلبها كل حين لانها لم تعد لدينا قدرة على اللحاق بها او التعامل معها فلم تعد تعنينا ولا قيمة لها في قواميسنا .

لنسال انفسنا لماذا وصلنا الى هنا ؟ ومن الذي اوصلنا الى هذه الحافة الخطيرة؟ بعد ان فقدنا القدرة على التركيز ، او التحكم بالذات التي تعاني من التوهان وعدم الاتزان كالمضروب على راسه .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.