مع جيشنا الباسل إلى أبعد الحدود… ولكن !!


منذر محمد الزغول

=

تاريخ نشر المقال /  17-02-2016

 

الحرب الطاحنة التي تشهدها المنطقةآ  في هذه الأوقات والتي يعلم الجميع بأن المعمورة لم تشهدهاآ  منذ أيام التتار و حروبهم الطاحنة التي طغوا وتجبّروا فيها ، تدعونا للتفكير ملياً بإعادة حساباتنا جيداً وبما يتناغم مع مصلحتنا الوطنية العليا وسلامة أفراد جيشنا الباسل وأبناء وطنناآ  دون النظر إلى لغة المصالح وتحقيق المكاسب في هذه الظروف الصعبة و المصيرية .

آ

مما لا شكّ فيه أنّ الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك وتحديداًآ  بما يتعلّق بالحرب التي تدور رحاها في سوريةآ  الحبيبة يدعونا للفخر والاعتزاز بهذا النهج الحكيم الذي جنّبنا لغاية الآن شر هذه الفتنة التي لا نعلم كيف ستكون نهايتها على أهلنا في سوريا وعلى المنطقة كلها ،حيث اتسم الموقف الأردني المعلنآ  لغاية الآن بالحكمة و الحيادية وعدم الوقوف مع طرف ضد الآخر الأمر الذي أبعدنا قدر الإمكان عن الدخول في المستنقع السوري .

آ

في هذه الأثناء أيضاً تتصاعد المواقف ويدور الحديث جدياً عن تدخّل عسكري بري عربي إسلامي في بعض مناطق الصراع في سوريا ما سيجعل الأمور تزداد صعوبة وتعقيداً في ظل صمت دولي أجّج الأمور،حيث ازداد القتل والتدمير والتشريد بطريقة لم يعرف العالم لها مثيل ،، والقادم لا يبشّر بأي خير في ظل الحديث عن تحرك عربي ميداني في الصراع الدائر في سوريا الشقيقة .

آ

بعض الدول العربية والأجنبية وللأسف الشديد تريد إقحام جيشنا الباسل في هذه الحرب الضروس بحجة القضاء على الإرهاب والتطرّف ونحن جميعاً مع محاربة الإرهاب والتطرف ، ولكن في سوريا الحبيبة تحديداً الضحية دائماً هم الأبرياءآ  والعزّل الذين تحصدهم الحروب حيث تُهدم البيوت على سكانها والمساجد على المصلين فيها وكل يوم نسمع قصص وروايات لم نكن نسمع مثيلاً لها إلا بالأساطير و الخرافات.

آ

آ نثق ثقة مبصرةآ  بقرارات قادة هذا الجيش العربي المصطفوي وعلى رأسهم جلالة الملك المفدى القائد الأعلى للجيش،لكننا نتمنى ألا يكون جيشنا الذي علّم الدنياآ  كلها كيف تكون الإنسانية والمحبةآ  طرفاً في المعادلة السورية الداخلية، وألاآ  يُقحم جيشنا بأي حرب وفتنة جديدة في سوريا فالوضع شديد التعقيد وأي مشاركة بريّة لقواتنا المسلّحة لن تكون في صالح بلدنا وأهلنا في الأردن أو سوريا.

آ

فالسؤال الذي يطرح نفسه وبكل قوة في ظل عدم وضوح الرؤيا في الصراع الدائر في سوريا، من هي الجهة التي من الممكن أن نقف معها ونساندها ومن هو الطرف صاحب الشرعية في تمثيل أهلنا في سوريا والكل يقتل ويدمر ويشرّد دون أي وازع من ضمير أو أخلاق أو دين ، والخاسر الوحيد أولئك الأبرياء والعزّل من شعبنا العربي السوري الحبيب.

آ

بالتأكيد لست خبيراً عسكرياً ولا مطلعاً على تفاصيل الأمور ولكني أرى كأيّ مواطن أردني محب لوطنه أنّ جهود جيشنا العربي الباسل لا يجب أن تشتّت في هذه الظروف الشديدة التعقيد ،، فالمسؤولية أصبحت مضاعفة على جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية في ظل وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين ولا نعرف كم عدد الخلايا النائمة منهم إضافة إلى الظروف الصعبة والصراع الذي يحيط في وطننا من كل حدب وصوب،ناهيكم عن وجود العدو الصهيوني على أطول حدود لوطنناآ  ما يتطلب أن يتم تركيز جهود الجيش على حدودنا وعلى الداخل الأردني .

آ

لهذا كله أتمنى مرة أخرى على قادة جيشنا الباسل وهم محط ثقتنا واحترامنا جميعاً دراسة الظروف الإقليمية جيداً ، و وضع المصلحة الأردنية العليا وسلامة جيشنا العربيآ  فوق أي اعتبار وعدم مجاملة أي دولة مهما يربطنا بها من علاقات ومصالح ومساعدات ،فسلامة الوطن وأبناء الوطن وبقاء الأردن عزيزاً مهاباً مصاناً هو الرد الحقيقي على التطرّف والإرهاب وعلى الدول التي ترعاه وعلى رأسها دولة الكيان الصهيوني .

آ

والله من وراء القصد من قبل ومن بعد ،،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.