منطقة عجلون التنموية… هل بدأت تُحقِّق رؤى وتوجيهات ملك البلاد؟!

منذر محمد الزغول
–
منذ أن أعلن جلالة الملك – حفظه الله – عجلون منطقةً تنمويةً خاصةً في عام 2009، ونحن في محافظة عجلون نراقب ونتابع الحكومات الأردنية المتعاقبة، لعلّ وعسى أن يتحقّق أيُّ شيءٍ في عجلون، التي تتميّز بميزاتٍ فريدةٍ من نوعها، وخاصةً في المجالين السياحي والزراعي، إلا أنّه، وللأسف الشديد، لم يتحقّق في عجلون أيُّ شيءٍ يُذكر، وبقيت المحافظة على حالها تنتظر أيَّ بارقةِ أملٍ تُنقذها من هذا الواقع الصعب الذي تعاني منه، رغم أنّها مليئةٌ بالخير الذي من الممكن أن يُغيِّر المعادلة فيها رأسًا على عقب.
على كلٍّ، كنا دائمًا في عجلون من أكثر المتفائلين، ولم نفقد الأمل بأن تتحقّق بعضُ المشاريع في المحافظة، فملك البلاد كان على الدوام إلى جانب عجلون وفي صفّها، وقد عرف قيمتها وقدرها حتى قبل أن يكون ملكًا، وميادينُ الشرف والرجولة في الزراعة وراجب تشهد للملك بكلّ هذا عندما كان ضابطًا في القوات الخاصة.
انتظرنا طويلًا منذ إعلان عجلون منطقةً تنمويةً خاصةً، حيث كانت الإدارات السابقة للمناطق التنموية تجتهد في عملها، إلى أن تمّ إطلاق مشروع التلفريك في منتصف عام 2023، والذي جاء بتوجيهات من جلالة الملك، حيث بدأت الأمور تتغيّر في عجلون تدريجيًّا، لكن بالطبع، الإدارات السابقة للمناطق التنموية رغم جهدها الكبير الذي بذلته لإنجاح منطقة عجلون التنموية – لم تقترب كثيرًا من عجلون ومن المجتمع المحلي فيها، حيث كانت توجيهات جلالة الملك الدائمة لإدارات المناطق التنموية بأن ينعكس مشروع التلفريك بشكلٍ كبيرٍ على المجتمع المحلي، وفي تنميةٍ وازدهارٍ للمحافظة.
ما نلمسه اليوم، سواء من منطقة عجلون التنموية ممثّلةً بمديرها المهندس طارق المعايطة، أو من إدارة المناطق التنموية بشكلٍ عام، ممثّلةً برئيس مجلس الإدارة معالي المهندس صخر العجلوني، والمدير العام الأستاذ محمد الواكد، هو للأمانة أمرٌ يُثلج الصدر، ويُشعرنا أننا أمام إدارات أصبح همّها وشغلها الشاغل تنفيذ رؤى وتوجيهات جلالة الملك بحذافيرها، وخاصةً في مجال تنمية وازدهار المحافظة وخدمة المجتمع المحلي. وهذا أيضًا للأمانة ما بدأنا نلمسه على أرض الواقع، بالأفعال لا بالأقوال، فدعم المناطق التنموية للأُسَر المُنتِجة في المحافظة، وتقديمُ كلِّ أشكالِ الدعم والمساندة لها، أصبحنا نعيشه واقعًا، بعد أن تخلّت عنّا وعن الأُسَر المُنتِجة جهاتٌ عديدةٌ كنا نظنّ بها كلَّ الخير.
الأمرُ أيضًا لا يقتصر على الأُسَر المُنتِجة، فالمناطق التنموية تحاول بكلّ جهدٍ ممكنٍ جلبَ الاستثمار للمحافظة، وهناك بالطبع مشاريعُ عملاقةٌ سترى النور قريبًا، وللمناطق التنموية أكبرُ وأطيبُ الأثر فيها، وهناك أيضًا أفكارٌ عديدةٌ تعمل عليها حاليًا لخدمة المحافظة وزوّارها، والمساهمة في تنشيط الحركة السياحية فيها .
أخيرًا، إدارة المناطق التنموية تسابق الزمن في هذه الأيام لتنفيذ رؤى وتوجيهات ملك البلاد، والمساهمة في تنمية وازدهار المحافظة، لتنعكس كل مشاريعها على المجتمع المحلي في المحافظة وعلى مختلف القطاعات، وما يُشعرنا بالأمل والتفاؤل أكثر، أن إدارة المناطق التنموية الحالية ليست إدارةً مُرتجفةً، بل إدارة قادمةٌ لتعمل وتُنجز وتُحقّق الكثير للوطن أولًا، ولجميلة الجميلات عجلون التي تنتظر بفارغ الصبر من يعرف قيمتها وقدرها. وأظنّ أن الإدارة الحالية في المناطق التنموية على قدر المسؤولية الكبيرة المُلقاة على عاتقها، وبإذن الله تعالى، لن يخيب أملُنا ولا أملُ أهل عجلون والوطن، ولا أملُ سيد البلاد فيها .
والله من وراء القصد.
بقلم / منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،