من أين لكِ هذا يا حكومتنا العزيزة؟!


منذر محمد الزغول

تاريخ  نشر المقال /  01-11-2017

 

تعود بي الذاكرة وأنا أكتب هذا المقال إلى أحاديث الآباء والأجداد عن بدايات عمّان القديمة أو الأولى كما أصبحآ  يحب أن يسميها البعض ، وكيفآ  كانت لديهم فرص كبيرة لشراء أراضٍ في أكثر الأماكن أهميةآ  وحيوية وبأسعار زهيدة جداًآ  لا تذكر ، لكنهم وللأسف الشديد فرطوا في هذه الفرص الكبيرةآ  ، وفضلوا البقاء في مسقط الرأس في عجلونآ  وشعارهم كان دائماً وأبداً مقولة الشيخ الزاهد رحمه الله أبو سته حينما قال ذات يوم ( يا هنيال كل واحد إله متر أرض في عجلون ) .

آ 
خلال الأيام الماضية إنشغل الرأي العام الأردني بقضية عمّان الجديدةآ  ، وانتشرت الإشاعات حول مكانها وسر إطلاقها في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها مملكتنا الحبيبة والمنطقة ، وبقيآ  حجم المعلومات عن عمّان الجديدة قليلاً جداًآ  بسبب تكتّم رئيس الحكومة على هذه المعلومات ، ما جعل الشعب الأردني في حيرة من أمره ، الأمر الذي جعل هذه الإشاعات تنتشر كانتشار النار في الهشيم .

آ 
شخصياً ليس لدي أيآ  اعتراض على إطلاق أي مبادرة من شأنها أن تساهم في تقدم وازدهار الوطن وخلق فرص عمل جديدة للحد من ظاهرتي الفقر والبطالة ، ولكن قد يكون سر اعتراض الكثير من أبناء الوطن على مشروع الحكومة الجديد هو عدم ثقتهم بكثير من طروحات وأفكار الحكومات المتعاقبة ، فمعظم أفكار ومشاريع الحكومات الأردنية ماتت قبل أن تولد ، وغالبيتها أيضاً فشل فشلاً ذريعاً ،، وما مشروع الباص السريع والمناطق التنموية الخاصة التي لم تقم فيها الحكومات الأردنية حتى كشك لبيع الدخان والقهوة ومشروع القناة الفضائية الأردنية الجديدة ( المملكة ) التي سمعنا عنها منذ عدة سنواتآ  ولم تر النور لغاية الأن والكثير من المشاريع الأخرى عنا ببعيد، وهو ما جعل المواطن الأردني يفقد ثقته في الحكومات الأردنية ومشاريعها .

آ 

إن إنشاء مدينة أردنية جديدة يراد منها أن تكون العاصمة السياسية أو الاقتصادية لمملكتنا الحبيبة سيكلف خزينة الدولة المليارات، ويتم التعاطي معها بكل هذه السرية هو أمر يدعو للغرابة والاستهجان بل والسخرية أحياناً ،، فعن أي عاصمة جديدة تتحدث الحكومة وسط هذه البحر المتلاطم من الأسرار والديون لصندوق النقد الدوليآ  وكأننا نعيش في بحبوحة من أمرنا؟

آ 
أتمنى أن لا يصيب حكومتنا كما أصاب سكان ضاحية أم الكروم في المسلسل الأردني الريفي الرائع عندما أرادوا أن يغيروا من الواقع دون أدنى تخطيط أو دراسة منهمآ  فكانت النتيجة صادمة جداً لهم ،، كما أتمنى عليهم ألا يورطوا الشعب الأردني بمغامرة جديدة في بيع وشراء الأراضي في مناطق مختلفة من محيط عاصمتنا الحبيبة عمّان ، وهنا ستحدث كارثة أخرىآ  آ ككارثة مغامرات البورصة الوهمية التي سكتت عنها الحكومات الأردنية عدة سنواتآ  حتى خسر الشعب الأردني الملايين وسط صمت الحكومة التي أعتبرها البعض غير بريئة فيما جرى .

آ

رفقاً بالشعب الأردني يا حكوماتنا الأردنية ، فضيق الحال وصل بنا إلى حدود لم نصلها من قبل ،، فإذا كان لدىكمآ  خطط ومشاريع جديدةآ  تهدف إلى تقدم وازدهار الوطن ،آ  فإطرحواآ  برامج واقعية قابلة للتنفيذ ، فمشروع بسيط كمشروع الباص السريع أثقل كاهل عدة حكومات وما زال المشروع في بداياته وقد لا يرى النور في المستقبل القريب ، فكيف بمدينة وعاصمة جديدة ستقام في دولة مثقلة بالديون والقضايا والهموم والفقر والبطالة؟آ 

آ 
إنه أمر يدعو بالفعل إلى الغرابة والاستهجان ،، فالمواطن الأردني يطالب صباح مساء فقط بتوفير لقمة العيش وعدم الاقتراب من أسعار الخبز ،، وحكومتنا الأردنية تطرح مشروع لإنشاء عاصمة جديدة ستكلفنا عشرات المليارات ،،، فمن أين لكِ هذا يا حكوماتنا العزيزة؟

آ

آ أسال الله العلي القدير أن يكون بعون الشعب الأردني الذي أصبح بحيرة من أمره من حكومات ومجالس نواب تدير أمور شعوبها من ضرب الخيال لا من عالم الواقع!

آ 
والله من وراء القصد من قبل ومن بعد…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.