من يسكت هذا المستشيخ الثرثار ؟


مهدي مبارك عبدالله

بقلم  / مهدي مبارك عبد الله

في خضمّ كل ما ترتكبه اسرائيل بحق الفلسطينيين من عدوان ظالم وتهجير قهري ممنهج وانتهاكات صارخة للمقدسات والحرمات وفي وسط حملة المجازر المتواصلة والاجرام الهمجي البشع بحق الاطفال والشيوخ والنساء والتدمير الشامل وتدمير منظم للأبنية والابراج والتي جاءت رداً على احتجاج الفلسطينيين وتمسكهم بحقهم بالبقاء في ارضهم وحماية مقدساتهم وامام هذا المشهد الارهابي الصهيوني يخرج علينا بكل وقاحة وفجاجة وكذب وتدليس ( الطبال الثرثار والمثير للفتن والجدل والمتلون المتزلف )

الكاره لفلسطين وشعبها وارضها ومقاومتها والفرح والمغتبط والشامت بالتنكيل بعزة واهلها والمستهتر برؤية الدماء التي تهرق والاجساد التي تمزق والبيوت التي تدمر وبذات الوقت يعلن شعوره الودود والحميمي للاحتلال وهو العبد المطيع للتوجيهات والتعليمات الذي يسمي نفسه زورا وبهتانا برجل دين وداعية بعد استقدامه إلى الإمارات وتعيينه إماماً وخطيباً لأهم مساجدها ( مسجد الشيخ زايد ) ومن ثم تقديمه عبر الفضائيات وتحويله على عجل إلى ( داعية سوبر نجم ) وتلميع صورته وإبراز آرائه وتسويقه لقيادة المرحلة العلمانية المقبلة انه المدعو ( وسيم يوسف )

فمنذ انطلاق الحملة العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي والبدء بقصف مدينة غزة والمدنيين الآمنين وارتكاب الفظائع بحق القدس المحتلة والمسجد الأقصى ومدينة غزة أعلن وسيم يوسف عن استنكاره للرد الصاروخي المزلزل من قبل المقاومة الفلسطينية الباسلة على الغارات الإسرائيلية المستمرة وقد صب جام حقده وكراهيته وعفونته عليها وهاجم حركة ( حماس والقائد خالد مشعل ) وغيرها من التنظيمات المسلحة والرموز الثورية التي هبت لنصرة القدس والاقصى واهلهما وقد ادعى كذبا وتضليل في تغريدة له ان المقاومة تطلق الصواريخ من مساكن ومنازل الناس وانها تتستر بالنساء والأطفال وانها استهانت بدم الشعب الفلسطيني وحولت غزة إلى مقبرة للأبرياء كما وصف جماعة الإخوان المسلمين بالوباء العظيم وقد شارك الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه في تويتر التغريدة ووصفها بصرخة ( الحق المنتصر في وجه الباطل المهزوم )

لقد حاول المدعو وسيم يوسف مرات عديدة تبرئة إسرائيل من كل الاعتداءات والأزمات والصراعات وفي فيديو له اخر نشره عبر قناته في يوتيوب قال فيه إن إسرائيل لم تفجر المساجد ولم تصنع الفتنة بين السنة والشيعة ولم تحرق كنائس العرب وكل من فعل هذا هو نحن في إشارة إلى الدول العربية وأضاف إسرائيل لم تدمر سوريا ولم تحرق وتحطم ليبيا ولم تشتت شعب مصر ولم تمزق لبنان إلى طوائف وقد وجه اللائمة في كل ذلك للفلسطينيين والعرب الرافضين للسير خلف مشاريع التطبيع وفهم متطلبات المرحلة بصرورة التحالف مع اسرائيل

وقد تغافل وسيم يوسف بقصد عن كل جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة منذ أكثر من 7 عقود بحق الفلسطينيين وتناسى عن عمد أنها تحتل دولة عربية مزقتها إلى قطع جبن وانها تحتل القدس ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صل الله عليه وسلم وأنها قامت بتشريد شعب عربي في مناطق اللجوء والشتات ولا زالت ترفض حق الشعب الفلسطيني في الوجود وعودة دولته المستقلة وأنها تحتل ارض الجولان السورية ( اسرائيل لم تعد بحاجة لمتحدث رسمي باسمها سواء أفيخاي أدرعي أم غيره بوجود المدافع المستميت والناطق المجتهد باسمها صاحب التصريحات الدينية والتاريخية المزيفة والمبتذلة ( وسيم يوسف ) الذي كان فيها دائما يغالط الحقائق ويحرض على الدين بدعوى محاصرة التشدد والتضييق على الإخوان ومحاربة الصحوة

لا زال المدعو وسيم يوسف في خطابه اليومي وتغريداته المتواصلة يؤيد دولة الاحتلال الإسرائيلي ويتبنى ( السردية الصهيونية ) ويعمل على ترويجها وزراعتها في اللاوعي العربي من فوق المنابر وفي حلقات التدريس ومن خلال فتاوى قذرة لا تمت الى الدين بصلة ولا تستند الى تعاليمه السمحة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدا في كل مرة بأن كل ما يصيب الفلسطينيين من قتل وعدوان ودمار وهلالك هو نتيجة ما ( جَنَته أيديهم وأيدي المقاومة وأيدي كل من يحمل السلاح في وجه اسرائيل ليدافع عن نفسه ) وهي ليست المرة الأولى التي يشن فيها وسيم يوسف هجوماً على المقاومة الفلسطينية ويوجه الاتهامات لها رغم انه تم توظيفه في عام 2018 مستشار ديني لجهاز ما يسمى بمكافحة الإرهاب التابع لوزارة الخارجية الأمريكية كمخبر وعميل سري

يتحدث الكثيرين بألم وغضب ان المدعو وسيم يوسف مستشيخ محسوب على معشر الدعاة وهو ليس رجل دين لان ( الدين اخلاق وحق وعدل وقيم ونظرة انسانية ) ناهيك عن انه لم يتتلمذ على يد أي من علماء المسلمين المعروفين ولا يوجد لديه اسناد ثابت من القران ولا من كتب السنة وانه ينطلق من نصوص دينية يفسرها حسب الطلب ولهذا مال أكثير إلى تفسير الأحلام واستعطاف القاصرات من النساء كما انه قام بشن هجوم على صحيح البخاري وحارب تدريسه في بعض المساجد وأكد على رأيه المشكك بصحة جميع أحاديثه وقد اتهم المَلَكَين ( هاروت وماروت ) في وقت سابق بالوقوع في فاحشة الزنا والعياذ بالله

ولهذا شكك كثيرون في مصادر التشريع التي يستمد منها أحكامه خاصة بعد حضه على موالاة اليهود وزعمه أن صراعهم مع العرب والفلسطينيين هو ديني في الأصل وتكرار قوله مرات عديدة ان الصهاينة أشرف من الفلسطينيين كما روج مؤخرا وبحماس شديد لفكرة البيت الإبراهيمي ودافع عن قرارات التطبيع الإماراتية والبحرينية مع إسرائيل للعلم فقط ( المسلمون ليسوا ضد اليهود بصفتهم يهود بل العرب والمسلمون ضد الصهاينة عرب ويهود ) وقد اعتبر في حديث سابق له ان رفض التطبيع من (علامات الساعة) فقط لدواعي بث الروح الانهزامية في شباب الأمة وقد اعتذر لليهود عن أي اساءة صدرت عنه لهم سابقا ( هنيئاً لك أن تجتمع يوم القيامة مع أحبابك اليهود ) ولم يبقى عليه الا ان يعتذر لهم عن غزوات الرسول والصحابة واخراجهم من جزيرة العرب

لم تقتصر شرور وآثام وخطايا المدعو وسيم يوسف على شعب فلسطين وتنظيماته ومقاومته وحدها بل جعل من صحفته على تويتر وسيلة للهجوم على الفكر الوهابي متهماً إياه علناً بالفكر المتطرف والمتخلف وهو ما دفع الأمير خالد آل سعود عام 2015 لشن حملة ضده معتبراً أنه ( تاجر بالدين ) ولا يستحق أن يكون على أي منبر خليجي كما اتهم وسيم بالوشاية ببعض الدعاة ورجال الدين في المملكة السعودية وتتسبب في اعتقالهم وقد وجه سهامه المسمومة نحو جماعة الإخوان المسلمين واتهمها بالعمالة والسفه والانحراف والضلال ثم عرج على الأزمة الخليجية ودعم قطع العلاقات مع قطر وقال ان من يتعاطف معها خائن كما هاجم أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وروج عبر مختلف منصات الأخبار المفبركة تصريحات منسوبة له والتي ثبت لاحقاً أنها محض افتراءات

وحتى في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة التي استقبلته واوته ومنحته جنسيتها وبعد تجاوزه الخطوط الحمراء احيل وسيم يوسف الى النيابة العامة ثم المحكمة في أبوظبي بتهمة الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأفكار من شأنها إثارة الفتنة والعنصرية في المجتمع وقد صنف ناشطون اماراتيون القرار القضائي بأنه ( عدل ) رغم تأخره
وفي حادثة اخرى وعقب نشره مقطع فيديو يشكو فيه سوء معاملة الإماراتيين له وتعرضه للشتم والتنمر والتفرقة واتهامه بانه مواطن من الدرجة الثانية وذلك في محاولته لتبرير رفعه 20 قضية بمحاكم أبوظبي تتعلق بسبه وقذفه اتخذت دولة الإمارات قرارات ضده اعتبرت شعبيا صفعة على وجهه جراء أفعاله وتملقه وعاقبة متاجرته بالدين بعدما انتهى دوره وصلاحية أصدرت إدارة مركز مسجد الشيخ زايد في عام 2020 قرارا بإعفائه من الإمامة والخطابة بالمسجد وتلاها قيام عدد من المحامون الإماراتيون بتقديم شكاوي ضده بسبب مقاطع الفيديو التي ينشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي

واخيرا تم إيقاف برنامجه ( رحيق الإيمان ) الذي كان يبث على قناة أبوظبي ويتحصن خلفه للهجوم على الاخرين
وقد كشفت مؤخرا صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن دعم مالي إسرائيلي تم تقديمه للداعية الإماراتي وسيم يوسف مقابل تأييده قصف المدنيين ونقد المقاومة الفلسطينية في غزة وذكرت الصحيفة العبرية حسب ما تداوله ناشطون ورواد منصة التواصل الاجتماعي تويتر أن الداعية الإماراتي وسيم يوسف تلقى مبلغاً مالياً بقيمة ( نصف مليون دولار ) من منصة إسرائيل بالعربية والتي تنقل أخبار دولة الاحتلال باللغة العربية لوقوفه بجانب إسرائيل في العدوان الاخير

مثل هؤلاء الخونة والمرتزقة فقهاء الدرهم والدينار ودعاة التحريض والفتن ومروجي الجهل والبدع والخرافات والنفاق اصحاب الاجندات المشبوهة والتاريخ الاسود الملطخ بالذل والعار الذين أعطوه الحق والمشروعية للاحتلال في قصف أرضنا وتدنيس مقدساتنا وقتل أطفالنا وعجائزنا وهدم البيوت فوق رؤوسهم لا بد من تعرية فكرهم الضال وفضح أهدافهم الساقطة وكشف انتماءاتهم المنحرفة ومخططاتهم الاثمة وتوعية الأمة بخطورتهم ومكرهم والرد على أقوالهم ونشر كل ما يدحض اباطيلهم وكذبهم والتضيق عليهم ومحاصرتهم ليجدوا عباءة أخرى يسترون بها عوراتهم بعيداً عن الدين حيث لا ذمه لهم ولا ضمير وهم يلهثون وراء المال والالقاب والمناصب

وختاما نقول ألسنا بحاجة الى رد صريح ووقف حاسم من علماء المسلمين ولو في اطار فتوى شرعية صادقة وواضحة على رؤوس الاشهاد تضع حدا لهذا المأفون الأفاك توقف خزعبلاته بعدما نصب نفسه نبيا ووصيا على الاسلام وديار المسلمين عوض ان يبقى يعيث فسادا في هذه الأمة كـ ( غراب ينعق لصالح بعض الأعراب وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب ) وقبل كل شيء فهو يشكل خطرا على الاسلام والمسلمين بإساءته لتعاليم الله السمحة وتوفيره مادة خصبة لأعداء الاسلام للتطاول على هذا الدين واهله وانه بالمحصلة شريك قوي في مؤامرة تدمير البلاد والعباد من خلال التصريحات وفتاوى الفتنة التي يطلقها ويدعو فيها الى مناصرة وموالاة اليهود ودعم احتلالهم وعدوانهم واجرامهم ومجازرهم في فلسطين كل الرجاء اسكات هذا ( الدويعي ) حتى لا تصبح جرائم الصهاينة وعدوانهم امرا عاديا يتويق في فكرنا ومجتمعنا وعقول اجيالنا

المدعو ( وسيم يوسف احمد شحادة ) من مواليد عام 1980 في مدينة اربد ( قرية سوم الشناق ) يدعى أنه حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة البلقاء التطبيقية ويوصف بانه داعية اسلامي ( مع الاعتراض على الوصف ) اردني متجنس بالتابعية الاماراتية منذ عام 2014 بدأ مشواره ( الدعي عوي ) بتفسير الاحلام وقد الف عنها كتاب متخصص وقدم عدة برامج على قنوات فضائية منها قناة ابو ظبي وقد اشتهر بمهاجمة الاخوان المسلمون خصوصا والسلفية بشكل عام كما واتهم بالتآمر على بعض رجال الدين والدعاة المسلمين وخاصة في السعودية
mahdimubarak@gmail.com

.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.