موقف…. وثمن باهظ


نسيم العنيزات

ضغوط وتحديات خارجية يتعرض لها الاردن ، على الرغم انها ليست جديدة او وليدة الساعة الا انها تفاقمت وارتفعت وتيرتها في هذا التوقيت الذي تقود دفته الحكومة الإسرائيلية وما تمارسه من استفزازات في القدس والمسجد الاقصى بهدف الضغط على الاردن واحراجه باعتباره صاحب الوصاية الشرعية على المقدسات في القدس .

وامام هذا المشهد والاستفزازات الإسرائيلية يجد الاردن نفسه وحيدا في مواجهة هذه التحديا ت وسط تطورات ومساعدات منها ما هو جديد واخرى قديمة لكنها ما زالت تزيد الامر تعقيدا .

اما القديم فهو المشهد الفلسطيني ، الفلسطيني الذي يزداد تعقيدا وتشابكا وعدم استقرار في العلاقات بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس وبعض الفصائل المسلحة وسط نزاعات واختلافات في وجهات النظر حول الية المقاومة ونوعية الرد على التصرفات الإسرائيلية ومتطرفيها .

اما التطور الاخر والاخطر في هذا الملف فهو اقدام بعض الدول على اقامة علاقات سياسية واقتصادية مع دولة الاحتلال ضاربين عرض الحائط بكل المطالب الاممية في إحلال السلام وحق الفلسطينيين باقامة دولتهم على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس ، مما شكل ضغطا زائدا على الاردن الذي يعاني تحديات داخلية تحت وطأة ضغوط اقتصادية وظروف معيشية صعبة يخشى تفاقمها واستغلالها من البعض لاشعال صيفنا وزيادة لهيبه وارتفاع درجة حرارته .

حيث تلعب الحكومة الإسرائيلية على هذا الوتر محاولة الاستفادة من حالة الغضب والاحتقان في نفوس الناس نتيجة الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة لادراكها بقوة الرابط بين الشعبين الاردني والفلسطيني وعمق العلاقات بين الشعبين وما يربط بينهما من ميثاق غليظ لذلك فإنها تسير باكثر من اتجاه عبر طرق فرعية لتهميش الدور الاردني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ووصايته على المقدسات من خلال إقامة علاقات وعقد اجتماعات مع بعض الدول العربية وإثارة بعض القضايا الحساسة في الشأن الاردني ونشر الاشاعات لتأجيج الداخل بهدف أضعاف الموقف الأردني .

مما يتطلب اتخاذ مواقف حاسمة وواضحة خاصة في الشأن الداخلي ووضع الناس بصورة التحديات بكل وضوح ، ومصارحتهم بالواقع بكل شفافية ووضوح ،وإجراء حوارات ومصارحات ومصالحات مع مختلف القوى وطي بعض الملفات العالقة لتوحيد جهودنا جميعا في مواجهة الضغوط الإسرائيلية وحكومتها اليمينية المتطرفة التي تسير على خطى رئيسها السابق نتن ياهو الذي سعى مع الرئيس الامريكي السابق لتمرير صفقة القرن وإبتلاع الأراضي الفلسطينية وانهاء قضيتهم على حساب الأردن الذي يقف بكل حزم الى جانب الأشقاء وقضيتهم العادلة ، مع ادراكه للثمن وكلفته المرتفعة على المستويين الداخلي والخارجي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.