مُسْتَشْفَى الإيمَانِ الحُكُومِيِّ الجَدِيدِ،، الفَرْحَةُ الَّتِي لَمْ تَكْتَمِلْ

منذر محمد الزغول
=
أُتَابِعُ مُسْتَشْفَى الإيمَانِ الحُكُومِيَّ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، حيث كَتَبْتُ العَدِيدَ مِنَ المَقَالاَتِ عَنِ المُسْتَشْفَى حِينَ كَانَ يُسَمَّى المُسْتَشْفَى المَعْمَدَانِيَّ، وَحِينَ كَانَ أَيْضًا بِعُهْدَةِ وَإِدَارَةِ الدُّكْتُورِ مَاكْلِين، الَّذِي قَضَى سِنِينَ طَوِيلَةً مِنْ عُمْرِهِ فِي خِدْمَةِ أَهَالِي المِنْطَقَةِ، وَأَجْرَى العَدِيدَ مِنَ العَمَلِيَّاتِ الجِرَاحِيَّةِ فِي ظِلِّ أَبْسَطِ وَأَقَلِّ الإِمْكَانَاتِ.
حَقِيقَةً، مَرَّ المُسْتَشْفَى عَبْرَ تَارِيخِهِ بِكَثِيرٍ مِنَ المَحَطَّاتِ وَالإِدَارَاتِ الَّتِي لَنْ أَتَحَدَّثَ عَنْهَا فِي مَقَالِي هَذَا لِلعَدِيدٍ مِنَ الأَسْبَابِ، وَلَكِنَّنِي سَأُسَلِّطُ الضَّوْءَ فِي مَقَالِي عَلَى المَعَانَاةِ اليَوْمِيَّةِ المُسْتَمِرَّةِ لِأَهَالِي المُحَافَظَةِ مَعَ المُسْتَشْفَى، الَّذِي تَطَوَّرَ كَثِيرًا كَبِنَاءٍ، بَلْ أَصْبَحَ مِنْ أَفْضَلِ الأَبْنِيَةِ عَلَى مُسْتَوَى الأُرْدُنِّ. وَكُلُّ مَنْ يَدْخُلْ هَذَا البِنَاءَ الجَمِيلَ يَشْعُرْ بِالفَخْرِ وَالِاعْتِزَازِ لِوُجُودِ هَذَا الصَّرْحِ الطِّبِّيِّ الكَبِيرِ بَيْنَنَا.
الأَمْرُ اللَّافِتُ أَنَّ الدَّوْلَةَ دَفَعَتْ عَشَرَاتِ مَلَايِينَ الدَّنَانِيرِ وَمَا زَالَتْ تَدْفَعُ لِإِكْمَالِ العَمَلِ بِالمَرْحَلَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ المُسْتَشْفَى، فَقَدِ انْصَبَّ كُلُّ جُهْدِهَا وَعَمَلِهَا عَلَى البِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ، وَلَكِنَّهَا لِلأَسَفِ الشَّدِيدِ لَمْ تَهْتَمَّ بِبِنَاءِ وَتَأْهِيلِ كَوَادِرَ طِبِّيَّةٍ تَلِيقُ بِهَذَا الصَّرْحِ الطِّبِّيِّ الكَبِيرِ وَبِأَهَالِي المُحَافَظَةِ الَّذِينَ انْتَظَرُوا سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً لِيَرَوْا المُسْتَشْفَى الجَدِيدَ بَيْنَهُمْ ولتكتمل فرحتهم .
الكَوَادِرُ الطِّبِّيَّةُ وَالتَّمْرِيضِيَّةُ وَالإِدَارِيَّةُ المَوْجُودَةُ حَالِيًّا فِي المُسْتَشْفَى تُبْذِلُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهَا لِتَقْدِيمِ الخِدْمَةِ المُنَاسِبَةِ لِلْمَرْضَى، وَلَكِنْ يَبْقَى الغِيَابُ شِبْهُ التَّامِّ لِلكَوَادِرِ الطِّبِّيَّةِ المُؤَهَّلَةِ، وَخُصُوصًا فِي الاخْتِصَاصَاتِ النَّادِرَةِ كَالقَلْبِ وَالأَعْصَابِ وَغَيْرِهَا مِنَ الاخْتِصَاصَاتِ الأُخْرَى، مُشْكِلَةً قَدِيمَةً جَدِيدَةً تُوَاجِهُنَا فِي مُحَافَظَةِ عَجْلُونَ وَفِي هَذَا الصَّرْحِ الطِّبِّيِّ الكَبِيرِ، الأَمْرُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى تَدَهْوُرِ الحَالَةِ الصِّحِّيَّةِ لِلكَثِيرِ مِنَ المَرْضَى.
الأَمْرُ الغَرِيبُ أَيْضًا أَنَّ الدَّوْلَةَ، الَّتِي دَفَعَتْ بِسَخَاءٍ لِإِنْشَاءِ هَذَا الصَّرْحِ الطِّبِّيِّ الكَبِيرِ، تَقِفُ عَاجِزَةً عَنْ رَفْدِ المُسْتَشْفَى بِالكَوَادِرِ الطِّبِّيَّةِ وَجَمِيعِ الاخْتِصَاصَاتِ النَّادِرَةِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا المَرِيضُ وَالمُسْتَشْفَى. ثُمَّ أَلَمْ يَكُنْ بِالإِمْكَانِ، وَمِنْ ضِمْنِ هَذِهِ المَلَايِينَ الَّتِي تَمَّ دَفْعُهَا لِإِنْشَاءِ المُسْتَشْفَى، أَنْ يُرْصَدَ -عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ- بَعْضُ المَبَالِغِ لِتَوْفِيرِ الاخْتِصَاصَاتِ الطِّبِّيَّةِ، حَتَّى لَوْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ خَارِجِ الأُرْدُنِّ؟
لِلأَمَانَةِ، فِي القَلْبِ غُصَّةٌ كَبِيرَةٌ وَحُزْنٌ وَأَلَمٌ شَدِيدٌ، فَكَيْفَ لِلدَّوْلَةِ وَوِزَارَةِ الصِّحَّةِ أَنْ تَتْرُكَ مُحَافَظَةً كَامِلَةً وَصَرْحًا طِبِّيًّا كَبِيرًا كَمُسْتَشْفَى الإيمَانِ الحُكُومِيِّ دُونَ الكَوَادِرِ الطِّبِّيَّةِ المُنَاسِبَةِ، وَهِيَ الدَّوْلَةُ نَفْسُهَا الَّتِي وَصَلَتْ كَوَادِرُهَا الطِّبِّيَّةُ إِلَى شَتَّى بُقَاعِ المَعْمُورَةِ لِتَقْدِيمِ الخِدْمَةِ الطِّبِّيَّةِ لِهَذِهِ الدُّوَلِ المُنْكُوبَةِ.
نَأْمُلُ مِنْ مَعَالِي وَزِيرِ الصِّحَّةِ الجَدِيدِ، وَهُوَ شَخْصِيَّةٌ وَطَنِيَّةٌ كَبِيرَةٌ نُجِلُّهَا وَنَحْتَرِمُهَا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَكُونَ وَزِيرًا لِلصِّحَّةِ، أَنْ يَضَعَ ضِمْنَ أَوْلَوِيَّاتِ عَمَلِهِ تَطْوِيرَ مُسْتَشْفَى الإيمَانِ الحُكُومِيِّ، وَأَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ جُهْدٍ مُمْكِنٍ عَلَى تَنْفِيذِ زِيَارَاتٍ مُفَاجِئَةٍ لِلْمُسْتَشْفَى، وَأَنْ يُزَوَّدَ المستشفى بِكُلِّ مَا يَحْتَاجُهُ مِنَ الكَوَادِرِ الطِّبِّيَّةِ وَالإِمْكَانَاتِ، فَقَدْ وَصَلَ وَاللهِ بِنَا الحَالُ إِلَى أَوْضَاعٍ لَا تُسِرُّ القَرِيبَ وَلَا الغَرِيبَ وَلَا حَتَّى عَابِرَ السَّبِيلِ.
والله من وراء القصد.
بقلم / منذر محمد الزغول
ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية ،،
احسنت الطرح أبا تقى وللعلم هذه المشكلة التي ذكرت حدث عنها ولا حرج في الجنوب، علما بان الأردن لديه من الأخصائيين الكثير الكثير وقدرات تعمل في جميع أنحاء العالم