نتن ياهو يترنح


نسيم العنيزات

نعتقد ان تعنت دولة الاحتلال الإسرائيلي، بإطالة أمد حربها الهمحية على قطاع غزة، واستمرارها في شن هجماتها وقتلها للمدنيين وامعانها في اطباق حصارها، لن يكون لمصلحتها، وستنقلب الامور ضدها في القريب العاجل وذلك لأسباب عديدة.

فمع دخول شهر رمضان، وما يمثله من حرمة وقدسية للمسلمين، وامام مشهد المجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال، ستتفاقم حالة الغضب الدولي وترفع وتيرة رفضه، مما يدفع بالشارع العربي والإسلامي والعالمي إلى مزيد من الغضب.

فلن يبقى الرأي العام الدولي والشارع الإسلامي والعربي صامتا امام بشاعة المجازر وهو يرى أطفال غزة يموتون جوعا في شهر رمضان.

مما يقود الامور إلى شارع غاضب يعج بالمظاهرات في كل مكان ستسبب مزيدا من الحرج لقادته وتدفع نحو مزيد من العزلة والضغط على دولة الاحتلال. ولا ننسى الشارع الفلسطيني الذي تزداد وتيرة غضبه كل يوم وهو يرى أشقاءه محاصرين ويتلوون جوعا وعطشا، تكبلهم إجراءات تضييق الخناق عليهم من الداخل، ودولة الاحتلال التي تمنعهم من الوصول الى المسجد الأقصى في القدس الشريف.

الامر الذي سيؤجج الداخل الفلسطيني ويدفع نحو مزيد من الحركات الاحتجاجية في شوارع الضفة قد ينتج عنها انتفاضة شعبية جديدة او ما شابه ذلك سيربك دولة الاحتلال وتشتت جهود قواتها المتعبة، و التي تعاني من الانهاك بعد مرور ما يقارب الـ160 يوما على حرب لم تجن منها الا مزيدا من الخسائر..

وامام المشهد وما يعتريه من تعقيدات لحرب دخلت شهرها الخامس ضمن حسابات عالمية غير متوقعة، بعد ان وعدت إسرائيل متوهمة بانها ستنجز المهمة قبل هذا بكثير، الامر الذي بدا معه تغيير بعض المواقف الدولية في حين أن البعض اخذ صبره ينفد وبدأ يتململ ويزداد حرجا لارتفاع معها قافلة المتذمرين معها.

فإلى متى سيبقى العالم صامتا حيال

التعنت إلاسرائيلي في استمرار العدوان.

ولا ننسى الشارع الإسرائيلي الضاغط الذي تغص به الشوارع يوميا مطالبا بإجراء صفقة واستقالة الحكومة وإجراء انتخابات.

ومع ذلك وعلى الرغم من معاناة قطاع غزة المحاصر، الا اننا نعتقد بأن حركة حماس وفصائل المقاومة تدرك ان القضية دخلت مرحلة عض الأصابع ،ومن يصبر أكثر سينال مبتغاه، وان نتن ياهو بدأ يترنح واقتربت ساعته، وهذا سر تمسكها بشروطها المحقة والمشروعة.

خاصة بعد ان تمكنت اي الفصائل من امتصاص الضربة والصمود طوال هذه المدة، مما مكنها من تغيير استراتيجيتها وإدارة المعركة.

وما يدعم اعتقادنا تحذيرات الأجهزة الأمنية وخشيتها من انفجار الوضع داخل الأراضي المحتلة، جراء تضييق الخناق على أهلها ومنعهم من دخول الأقصى. وعلى أساسها تم عدم الأخذ برأي ومقترحات عدد من أعضاء الحكومة المتطرفين.

كما يدعم اعتقادنا ايضا الخلافات المستمرة بين أعضاء مجلس الحرب « الكابنيت» التي لم تعد حبيسة الغرف المغلقة

وكذلك القناعة التي تشكلت لدى الرأي العام الإسرائيلي والجيش واجهزته الأمنية وقوى المعارضة بأن استمرار الحرب ليس من مصلحتهم وان ما يجري تمثل حرب رئيس حكومتهم وتحالفه اليميني المتطرف ولا علاقة لها بالاسرى.

لتحقيق أهداف شخصية واملا في الاستمرار في الحكومة لوقت أطول.

وما يتخذه نتن ياهو من مواقف متصلبة حيال المفاوضات وتهديده باقتحام رفح ما هي الا حالة النزاع التي تسبق الموت كالذبيح الذي يرقص من شدة الألم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.