هذا حال قرانا وبوادينا


نسيم العنيزات

إذا كانت العاصمة عمان تشكو من سوء الحال وارتفاع نسبة البطالة بين صفوف شبابها وانخفاض فرص العمل.

حالة من الحزن والصمت تخيم على شوارعها واحياءها وغياب الاطفال عن ازقتها التي اصبحت خاوية وفارغة دون ملامح ، الا الحزن والفقر طبعا، والسكون هو سيد الموقف في محلاتها واسواقها.

فاذا كان هذا الحال في المدينة الكبرى ام المدن الاردنية التي تعج بالمباني والمؤسسات العملاقة .

فكيف هو الوضع في القرى والبوادي الأردنية التي تعاني اصلا من قلة الأصحاب وانعدام الأحباب ، شيدت ونمت بسواعد ابنائها وتضحيات شبابها ، ومن عرق أبنائها ، فلا معيل لها الا الله ولا ناظر لها الا من داخلها ومن وابناء ترابها وجلدتها.

الذين عاشوا على رائحة عنبها ونكهة رمانها وتفاحها ، وتنفسوا من عطر سنابل قمحها.

ومع تغير الاحوال بقيت كما هي دون فزعة او مساعدة.

قرى تعيش دون تنمية حقيقية او مشاريع مستدامة او تكافل اجتماعي او نظرة مستقبلية نحو مجتمع محلي تنموي لانه يفتقد الى مشاريع كبرى او مؤسسات اقتصادية عملاقة تنظر اليه بعين العطف والشفقة.

مجتمع مكتوب عليه ان يبني نفسه بنفسه وان يدفع ما عليه من التزامات وواجبات من عرقه وجهد ابنائه.

لا شيء يطفئ نارهم ويرطب وجوه ابنائهم التي احرقت بشرتها اشعة الشمس وجعدت وجوههم الحاجة والحرمان وكأنهم خارج التاريخ .

نعم هذا هو حال أبنائنا في القرى والبوادي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.