هل تدرك إسرائيل بأن خيوط اللعبة تغيرت ؟؟


نسيم العنيزات

على الرغم من المحاولات والجهود الاردنية لاقناع دولة الاحتلال الإسرائيلي لعدم مضايقة الفلسطينين ومنعهم من اقامة شعائرهم الدينية والصلاة في المسجد الاقصى في الشهر الفضيل تجنبا لانفحار موجة من العنف وحقنا للدماء الفلسطينية .
الا ان الدولة المحتلة ومتطرفيها امعنوا باستفزاز المصلين من خلال محاولاتهم الاقتحام باحات الاقصى ومنع الفلسطينيين من الوصول اليه والصلاة فيه ، مما خلق حالة من العنف والرفض الشعبي الفلسطيني ، الذي رفض الاستفزاز متصديا له بصدور عارية وايمانا بحقهم باقامة شعائرهم الدينية مما افقدهم عددًا من الشهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين .
الامر الذي نعتقد معه بأنه لن يكون لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي الذي يخشى هو نفسه من اندلاع انتفاضة فلسطينية و مظاهرات شعبية في جميع الأراضي الفلسطينية او تلك الخاضعة للاحتلال وخلق حالة من المقاومة الشعبية الفلسطينية ، التي اخذت تفرض وجودها على الشارع وترسم سيناريوهاتها الخاصة بها من خلال عمليات فردية ازعجت وارعبت الاحتلال الذي يخشى من زيادة وارتفاع حدتها .
لذلك فان تطور الامور هذه المرة لن تكون كسابقاتها تنتهي احداثها من خلال وسطا ء واقناع اسرائيل بوقف حملاتها واعتقالاتها وتخفيف القيود على الفلسطينيين والسماح لهم بالوصول والصلاة بالاقصى حسب شروطها.
بل على العكس فان من يمسك بخيوط الاحداث سيكون الفلسطينيون -اي الشعب الفلسطيني – انفسهم اذا ما تطورت الامور واستمر المحتل بممارساته القمعية اللانسانية ضاربا بجميع العهود والمواثيق الدولية عرض الحائط.
لذا فان الفلسطينيون سيغيرون خيوط اللعبة هذه المرة ويفرضون اجندتهم على الساحة ، بعد ان ادركوا بان سلاحهم الوحيد هو المقاومة وتعرية الدولة المحتلة امام العالم الذي يقف الان صفا واحدا ووقفة رجل واحد، ضد روسيا بحجة رفضهم للاحتلال والغزو الروسي لاوكرانيا ، الامر الذي سيحرج العالم الغربي وزعماءهم امام شعوبهم بعد ان يروا بان قادتهم يكيولون بمكيالين ويقرؤن الكلمات معكوسة عندما يتعلق الوضع بالشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي.
هذا الامر تدركه اسرائيل تماما كما تخشى تبعاته خاصة في هذا التوقيت الذي يشهد فيه العالم تغيرات و تحالفات واصطفافات جديدة ستغير شكله القادم وتفرض نوعا جديدا من الزعامة الدولية حول الاحادية او الثنائية ضمن شروط وقواعد جديدة للعالم القادم.
لذلك فان العالم وخاصة الدول الاوروبية لديها هما اكبر من اسرائيل امام الحرب الروسية الاوكرانية وامدادات الغاز وارتفاع اسعار البترول وتدفق اللاجئين الاوكرانيين لاراضيهم بعد ان اقترب عددهم من ال 4 مليون لاجىء فلا وقت او مبرر لديهم في استمرار الدفاع عنها او تبني مواقفها كما كان سابقا .
وقد شهدنا نوعا من هذا واستدارة جديدة حتى وان كانت بحدها الادنى ابان العدوان الإسرائيلي الاخير على غزة والضغوط الاوروبية والأمريكية على اسرائيل لوقف عدوانها .
..فالشعب الفلسطيني الذي مل الممارسات القمعية وعانى من ظلم الاحتلال وممارساته القمعية يدرك الان بان الامور تدور لمصلحته في تعرية الاحتلال اعلاميا ، وازعاجه داخليا من خلال مظاهرات وهبات شعبية تشكل قاعدة او اشارات حمراء نحو انتفاضة جديدة ستجبر العالم واسرائيل على الجلوس الى طاولة المفاوضات من جديد ضمن شروط واليات جديدة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.