هل دماء أطفال ونساء فلسطين ثـمن لمقدسات المسلمين ؟!


أحمد غزالة – مصر

=

بقلم // أحمد غزالة – مصر
كاتب وخبير اقتصادي

أصدقائي القراء ، ومازلنا متواصلين معاً ، وحقيقةً كنت قد انـتويت اليوم  تناول إحدى موضوعات فقه الاقتصاد ، الذياعتاد قلمي تناول قضاياه بين الحين والآخر ، ولكن بسبب ما تتعرض له فلسطين الجريحة وغزة الصابرة  هذه الأيام من اعتداءات صهيونية انتهكت كل معاني الإنسانية ، فإذ بقلمي يقرر من تلقاء نفسه تغيير الموضوع للكتابة عن دماء الفلسطينيين التي تـُراق أمام أعين العالم  ، وفي أجواء من التخاذل العربي ، والصمت المُحزن ، وخاصةً أن معظم شهداء غزة من النساء والأطفال الأبرياء ، فبأي ذنب يـُقـتلون وبأي ذنب تسيل دمائهم الطاهرة ، وما هي جريرتهم ، هل لأنهم فلسطينيون ؟ فالإجابة بمنتهى البساطة ( لا ) ، ولكنهم يدفعون بدمائهم ثمن للدفاع عن الأقصى الجريح ، وعندما أتحدث عن المسجد الأقصى فأتسائل هل هو قضية الفلسطينيين وحدهم ؟ فالإجابه بمنتهى البساطة ( لا ) ، وذلك لأن المسجد الأقصى هو قضية كل المسلمين في شتى بقاع الأرض ، والتاريخ الإسلامي ينطق لنا بعظمة وقدسية الأقصى ومكانته في الإسلام ، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ، وكان المسجد الأقصى محطة هامة في رحلة الإسراء والمعراج فقد كان نقطة الإنطلاق للنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى مصداقاً لقوله تعالى (  سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ) الإسراء1، وقد فرض الله عز وجل الصلاة على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة المباركة ، وأمر الله وقتها أن يكون بيت المقدس هو قبلة المسلمين ، وأصبح المسجد الأقصى هو وجهة المسلمين في صلاتهم عند بداية تشريعها ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وفي حضرة الكعبة المشرفة يصلي متوجهاً نحو بيت المقدس ، وقال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة يصلي نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه ، وبعدما هاجر إلى المدينة  صـُـرف إلى الكعبة المشرفة ، ويؤكد ذلك قوله تعالى ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ) البقرة 143 ، قاصداً بتلك القبلة المسجد الأقصى ، ومما يؤكد لنا عظمة وقدسية الأقصى في التاريخ الإسلامي قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، والمسجد الأقصى ) ، ومما يدل لنا أيضاً لقدسية المسجد الأقصى للمسلمين  أن اختاره الله عز وجل مقام الطائفة المنصورة في آخر الزمان حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا يا رسول الله وأين هم ، قال بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) ، وهنا تؤكد لنا شريعتنا الإسلامية الغراء أن الأقصى قضية المسلمين جميعاً ، وهنا يأتي السؤال الذي هو بيت القصيد : لماذا يدفع أطفال ونساء فلسطين وحدهم ثمن تحرير الأقصى ؟ ولماذا هذا الموقف العربي الضعيف ، والقضية هي للمسلمين والعرب جميعاً ،  وبرغم هذه المكانة والعظمة والقدسية التي يؤكدها التاريخ الإسلامي للمسجد الأقصى  والذي يدفع الفلسطينيون وحدهم بدمائهم ثمن تحرير أقصانا الجريح فنجد أن اليهود مازالوا يزيفون التاريخ الإسلامي ، ويكذبون الحقائق الثابتة ، وينشرون الأكاذيب في العالم بأنهم هم الذين شيدوا مدينة القدس ، وفي سبيل ذلك ينتهكون كل معاني الإنسانية بقتل النساء والأطفال والتي تؤكد للعالم جميعاً على دونية اليهود ، ولكننا  على يقين من نصر الله عز وجل بإذنه وحده  مصداقاً لقوله تعالى ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) الروم47 ، وختاماً أدعو كل العرب للتوحد للدفاع عن دماء الفلسطينيين وأهل غزة التي تراق يوماً بعد يوم ؛ لأن الأقصى ليس قضية الفلسطينيين وحدهم بل هو قضية كل المسلمين فى العالم الإسلامي ، وإلى اللقاء مع القارىء الكريم في كتابات لاحقة إن شاء الله .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.