هل سيتمرد نتنياهو على إدارة بايدن!!


د. كمال الزغول

=

منذ إعلان فوز حزب الليكود بقيادة نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، والتصورات حول ما سيفعله نتنياهو وفريقه المتدين “سلطويا” والذي اعتمد على أحزاب “متطرفة” بوجه ديني متزمت ، تتباين بين تصور للعنف وتصور للخضوع للسياسة الأمريكية، من منطلق أن نتنياهو شكل الحكومة من أحزاب تعرف باليمينية واليمينية المتطرفة، وهي حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو نفسه الذي حصل على 32 مقعدا في الكنيست، وحزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش، وأيضا حزب عوتسماه يهوديت بقيادة ايتمار بن غفير وحزب نوعم بقيادة آفي ماعوز.
لقد أصبح الحكم في إسرائيل يتكاثر ويشتد تحت الفكرة الأيديولوجية ، فلا نجاح في أي انتخابات من دون صعود التطرف الديني ،وهذه الفكرة تعتبر الأسطول السياسي لأي رئيس حكومة ” يتدين سلطويا” في اسرائيل.

منذ نجاح حزب الليكود وقيادته تنادي برحلة تعبد سياسية ، فمثلما كان هناك معابد دينية عبر التاريخ على ممرات البحار والموانئ لجمع التبرعات كبديل عن الضرائب السياسية، يسعى نتنياهو لتمثيل ذلك ببناء معابد سياسية لجمع ضرائب فرضتها سياسة العنف الإسرائيلية على الدول الكبرى، وذلك بتخويفها من الإرهاب، والعداء للسامية، وذلك لتحقيق عدة أهداف :الحصول على دعم سياسي للاستمرار بالاحتلال ؛ الحصول على دعم مالي للحكومة والنخب السياسية تحت مظلة الدين؛ الحصول على دعم مالي لمشاريع عسكرية جديدة على شاكلة القبة الحديدية وغيرها من ترسانة الصواريخ؛ استغلال الفترة المتبقية لإدارة الديمقراطيين للحصول على مواقف بعد كل عملية عنف ترتكبها هذه الحكومة في القدس الشرقية ؛توسيع الاستيطان بحجة الدعم في الانتخابات الأمريكية في عام 2024؛ تجديد الضربات على مطارات وطرق مواصلات سوريا ؛ وأخيرا فرض تعاون أمني واتفاقات جديدة في المنطقة للإستفادة من من الرغبة الأمريكية للتهدئة في الشرق الأوسط.

ومن الواضح جدا أن الحكومات الإسرائيلية لا تبحث إلا عن النصوص الدينية التي تخدم النظام السياسي ونخبه وليس لها أي علاقة بتنظيم حياة الناس وأحوالهم الشخصية بل تستخدم الدعاية الدينية لتحصين سلطة الأحزاب المتزمتة.
الخلاصة، نتنياهو سيخضع لسياسة إدارة بايدن لكن من خلال اللعب بأدوات التهديد ، وسياسة التهديد هذه ستفضي لمزيد من العنف من أجل الحصول على أموال ومشاريع عسكرية جديدة وستستقطب المسؤولين الأمريكيين لزيارة إسرائيل، وستوفر الدعم لحزب الليكود وتوسعه أمام الأحزاب الأخرى مقابل الترحال بين التهدئة والعنف للحفاظ على رصيف ملاحي في بحر سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الواسعة مع الحفاظ على توازن يحقق مكاسب مالية وسياسية جمة وسيدفع بضحايا كثر في الضفة الغربية وفي المنطقة لتحقيق مكاسبه.

الدكتور كمال الزغول.
باحث في الشأن الأمريكي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.